السبت، 5 مايو 2012

أحلام ممنوعة إصدار جديد للقاص : محمد صالح رجب

صدر مؤخرا ضمن سلسلة أدب الجماهير المجموعة القصصية الثانية  للقاص المصري : محمد صالح رجب  والتي حملت عنوان " أحلام ممنوعة "

السيناريو المرعب في الحالة المصرية ( بقلم : محمد صالح رجب )




السيناريو المرعب في الحالة المصرية ( بقلم : محمد صالح رجب )
لعل حالة القلق والخوف الشديد التي تنتاب المواطن المصري البسيط ليست وصول التيار الإسلامي بحد ذاته إلى سدة الحكم في مصر ، لكن منبع القلق هو أن نصل  بمصر إلى السيناريو الأسوأ وهو النماذج الأفغاني .. فقد اتفق الأفغان فيما بينهم على هدف واحد اجتمعوا عليه وهو طرد السوفيت من البلاد ، وقد حدث لهم ما أرادوا وعقب خروج السوفيت تنازع أمراء الحرب في أفغانستان بغية الوصول إلى سدة الحكم ، و دارت حرب ضروس بين هؤلاء الأمراء رغم أن كل منهم يتحدث باسم الدين ، كل منهم ينظر إلى شرع الله من وجهة نظره ، ويعتقد اعتقادا جازما انه على صواب و الآخرون مخطئون ، ومن الواجب شرعا أن يجاهد ويقاتل من اجل الحصول على المنصب لتطبيق شرع الله كما يراه وكما يفسره ، فالجهاد فرض عين عليهم للوصول إلى سدة الحكم مهما وقع من خسائر فكله في سبيل الله ، الضحايا شهداء مآلهم إلى الجنة ، والخراب والدمار وتفتيت البلاد هو من اجل  الله وفي سبيل تطبيق شرع الله . إلى أن وصل الحال بأفغانستان إلى الحالة التي هي عليه الآن .
هذا السيناريو يرعب  العديد من طوائف المجتمع المصري رغم أن البعض يعتبر هذا السيناريو بعيدا كل البعد عن التطبيق في مصر ، فمصر ليست أفغانستان وأمراء الحرب في أفغانستان ليسوا هم إسلاميو مصر ..
لكن المتتبع للحالة المصرية سوف يجد أنها لا تختلف كثيرا عن الحالة الأفغانية ، فقد اجتمع المصريون جميعهم على التخلص من نظام مبارك ، وقد تحقق لهم ما أرادوا ، وما هي إلا أياما معدودات حتى تفرق أمراء مصر " إن جاز التعبير " ، كل راح يجاهد من اجل الوصول إلى سدة الحكم ، للنهوض بالبلاد وإقامة المشروع الإسلامي وفق فهمه ، فالحكم ليس الغاية إنما هو ابتلاء وتكليف  لإرضاء الله عز وجل   مستخدمين المساجد والآيات والأحاديث  ، وقسم المجتمع إلى حزب الله الذي هم حماة الدين  والساعون لتطبيق شرع الله وإعلاء كلمة الله ـ من وجهة نظرهم طبعا ـ وبين باقي المجتمع العلماني الذي لا يريد خيرا بمصر ، ثم في مرحلة تالية وفي تطور سريع في ظل الرمال المتحركة في المشهد المصري ، اختلف إسلاميو مصر ، وانقسموا وخرج الانقسام من السر إلى العلن،  ففي حين ترى جماعة الإخوان المسلمين وهي صاحبة الباع الطويل في العمل التنظيمي والسياسي ، انه يجب التعامل مع الاختلافات على أنها سياسية ، وان  وسيلتها في تحقيق أهدافها سلمية من خلال الحشد الجماهيري المسالم ، كما أن المكاسب التي حققتها على الأرض تجعلها تنادي بالاستقرار والهدوء مع التلويح  بإمكاناتها العالية في الحشد من آن لآخر ،  نجد أن  جماعات أخرى  مثل أنصار حازم أبو إسماعيل على سبيل المثال و المحسوب على التيار السلفي قد توجس العديد من  المصريين خيفة من الإشارات المتوالية التي تفيد بإمكانية استخدامهم للتصعيد والصدام وسيلة للوصول إلى أهدافهم ولا ندري إلى أي مدى سيكون التصعيد .
ورغم أن الشيخ حازم أبو إسماعيل محسوب على التيار السلفي وان كانت جذوره اخوانية فقد انقسم السلفيون على موقفه التصعيدي حتى أن نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي انتقد هذا الوضع علنا على شاشات الفضائيات ، وعقب ذلك ترددت أنباء أفادت بأنه تلقى تهديدات بسبب موقفه هذا ،
كما تلقى بعض العاملون في الفضائيات تهديدات من جهات بعينها وتم تحطيم سيارة قناة الحياة في ميدان التحرير من أنصار احد قادة التيار السلفي ..
كما أن المصادر المختلفة تشير أن ثلاثة الآلف من مجاهدي مصر الذين حاربوا في أفغانستان قد عادوا  إلى مصر بعد الثورة محملين بأفكار بعينها ،
في ظل هذا الانقسام الحاد داخل المجتمع المصري بين إسلاميين وليبراليين ، وفي ظل الانقسام الذي بدأ يظهر وسيظهر أكثر إن آجلا أو عاجلا بين التيارات الإسلامية نفسها فكل منهم له تفسيره ورؤيته لتطبيق شرع  الله والتي تختلف بالقطع عن باقي التيارات وإلا لانضموا جميعا تحت راية واحدة ، أرى أن السيناريو الأفغاني ليس ببعيد عن الحالة المصرية لو استمر هذا الاستقطاب والتصعيد بعيدا عن البحث عن نقاط تلاقي تحفظ للدولة وحدتها وتجنب البلاد الفوضى والانزلاق إلى صراعات مسلحة وذلك  من خلال  دستور لكل المصريين يراعى حقوق الجميع ويحترم الجميع مواده ، وتطبق أحكام القانون على الجميع على حد سواء .
تحياتي
محمد صالح رجب