سيدي الرئيس .. " بقلم : محمد صالح رجب "
بحق .. نحن في فتنة ولا دليل على ذلك أكثر من انقسام العائلة الواحدة بين مؤيد للسيد الرئيس ومعارض له ، وما يحدث على مستوى الأسرة الصغيرة يحدث على مستوى المجتمع ككل والذي انقسم بدوره بين مؤيد للرئيس مرسي وبين معارض له يرى انه لم يوحد المصريين ولم يقدم لهم رؤية واضحة تليق بحجم ومكانة مصر وتطلعات شعبها لا سيما بعد ثورة كبيرة أطاحت بنظام فاسد .
هؤلاء المعارضون يتساءلون : من يا سيادة الرئيس قادر على إعادة لم شمل الأسرة ؟ من بيده إعادة اللحمة إلى الأسرة المصرية وبالتالي لم شمل المجتمع ؟ ويرددون : إن الديمقراطية التي أتت بكم ـ سيدي الرئيس ـ هي قبول الأخر ، لكننا نرى منذ توليكم تشويها للآخر ، كل رأي معارض يشوه ، عن قصد أو عن قصد ، فلا يمكن تشويه كل تلك القوى والحركات إلا أن يكون عن قصد ، هذا فلول لأنه تعامل بدرجة أو أخرى مع النظام السابق ، هذا ليبرالي لا مانع عنده أن تمثل ابنته أدوار الأغراء ، هذا علماني يسمح أن تقبل ابنته وتصادق الرجال قبل الزواج ، وهذه تدعو إلى انقسام الدولة والتدخل الأجنبي ، وهذا لا يريد تطبيق الشريعة .. وهذا وهذه وهؤلاء ..
سيدي الرئيس لقد قسم مناصروك وتحت سمعك وبصرك قسموا المجتمع قسمة غير عادلة فقد وضعوا التيار المعارض لكم في مواجهة الله سبحانه وتعالى ، حتى أنها تقال بملء إلفيه وقد سمعتها شخصيا على لسان بعض مؤيدكم قال احدهم في احد البرامج لمحاوره الليبرالي ، انت خصومتك ليست معي ، أن تعادي الله ، هذا لمجرد اختلافه معه في أمور سياسية ، لماذا هذا الإرهاب والتخويف ، والتشكيك في وطنية وإسلام الآخرين ، ألا يعلم هؤلاء ما تعلمه أنت ـ سيدي الرئيس ـ وما أعلمه أنا ويعلمه غيرنا الكثيرون أننا جميعا في مركب واحد اسمه مصر إن غرقت لن ينجوا احد .. لذا اسمح لي سيادتكم أن أقول لكم وبكل ثقة أنتم وحدكم بيده إعادة اللحمة إلى الأسرة المصرية وبالتالي لم شمل المجتمع .
سيدي الرئيس .. نريد رؤية يلتف حولها المجتمع بدرجة أو بأخرى هذه الرؤية تجيب على التساؤل : إلى أين تتجه مصر ؟
وأول خطوة في ذلك الاتجاه جمعية تأسيسية متوافق عليها ، تضع دستورا لكل المصريين ، يعرف كل مصري من خلاله ما له وما عليه ، لا نريد التغرير مرة أخرى بالمواطن المصري البسيط وترهيبه بالجنة والنار فهذه سياسة كما تعلم سيدي الرئيس .
الأمر الأخر سيدي الرئيس هو التركيز على الظهور في أماكن الإنتاج ، اقترح عليكم هذا الأسبوع زيارة شركة غزل المحلة ، والنزول إلى العمال والشد على أيديهم ، والربت على أكتافهم ، أناشدكم أن تتجه في الأسبوع التالي إلى زيارة موقع إنتاجي أو خدمي آخر يمس ذوي الدخل المحدود وما أكثرهم في مصر ، لتقف على مشاكلهم وتعطي رسالة لمن بيده الأمر وآخرون أنك مع هؤلاء المعدمين المحرومين ..
نريد أن يعرف الشعب وجه الدولة في النظام الاقتصادي ، هل سنعتمد اقتصاد السوق أو ما يعرف بالنظام الرأسمالي أم ستطلق الدولة يدها تتدخل كما تشاء وعلى نطاق أوسع بداعي حماية محدودي الدخل ، هل ستظل البنوك التي يطلق عليها البنوك الربوية أم ستعمم البنوك الإسلامية هل الاقتصاد الإسلامي هو وجهة الدولة في الفترة القادمة ؟
كلها أسئلة هامة تحتاج على إجابات واضحة لأنها ستحدد وجهة وملامح الدولة المصرية في الفترة القادمة ؟ .. الم اقل سيدي الرئيس انك وحدك القادر على لم شمل المجتمع ! .
إن استطعت أن نفعل ذلك ـ سيدي الرئيس ـ سيعرف كل فرد واجبه ، ويتفانى في عمله ، ستتخلى جهات عدة داخل الدولة لم تحسم أمرها بعد، ستتخلى عن حذرها وستؤدي مهامها بكفاءة عالية ، وعلى رأس تلك المؤسسات الجيش والشرطة والقضاء وغيرها ، وسوف تعطي رسالة مطمئنة للجهات الخارجية في نواحي عدة مثل المستثمرين والسائحين والجهات الدولية المانحة ، وستطمئن المجتمع الدولي حول ثبات السياسة المصرية واحترام تعهداتها ..
نحن بانتظار جهدكم المركز لوضع رؤية مستقبلية واضحة لمصر من اجل لم الشمل وتوحيد الجهود باتجاه هدف واحد اسمه مصلحة مصر ..
محمد صالح رجب