الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

صلاح دياب .. لمن تذرف الدموع ؟ "بقلم : محمد صالح رجب "


القبض على صلاح دياب رسالة خاطئة للمستثمرين ، القبض على صلاح دياب ردة وعودة للنظام القديم ، القبض على صلاح دياب عودة لـيوم 24 يناير ، كان مؤلما جدا أن نرى رجلا في سن صلاح دياب وهو مقيد في الحديد ، صدمنا عندما وجدناه مقيدا بالحديد ، ومن غير المقبول كذلك أن نعامل الشاب مثل المسن ، الحكومة مطالبة بأن تميز بين الشاب والمسن في عمليات الضبط والإحضار،القبض على صلاح دياب فجرا وفي غرفة نومه عودة لزوار الفجر ، لماذا يتم القبض عليه في غرفة نومه ولماذا الفجر؟ كان من الممكن مهاتفته والطلب منه الحضور للتحقيق معه ، حتما كان الرجل سيأتي في المكان والزمان المحددين ، ثم لماذا هذه القوة الكبيرة ؟ وكم كلفت خزينة الدولة ؟ ولماذا يُصور"مكلبش" هو وابنه ؟ أين حقوق الإنسان؟ لماذا تَعمد الإهانة للرجل ؟......
أسئلة كثيرة مصحوبة بدموع غزيرة وتهديدات مبطنة ظاهرها مصلحة البلد وباطنها مصلحة الأشخاص ،تَكالُب الإعلاميين ورجال الأعمال على الدفاع عن الرجل مع أن الرجل لديه المقدرة المادية لتوكيل العشرات من كبار المحامين أمر جد منطقي ، فقد جمع الرجل بين سلطتي المال والإعلام ، وشبكة المصالح بالتأكيد تحكم ، لكن الدفاع عن الرجل وبهذا الشكل أمر مستفز للعامة وبسطاء الناس ،في ظل تقاعس هؤلاء عن هبة مماثلة للدفاع عنهم وعن قضاياهم العادلة ، ومع احترامنا للجميع أيهما أولى بهذه الدموع : صلاح دياب أم الضعفاء والمهمشين ؟ أليس من الأولى أن يكون الإعلام صوتا لمن لا صوت له ، ومدافعا عمن لا طاقة له بتوكيل المحامين؟ تلك الهبة لنصرة صلاح دياب تضع أصحابها في دائرة الاتهام ، ضاق المواطن ذرعا بالإعلام  ، تعززت شكوكه بأن انضمام الإعلام الخاص ـ في أغلبه ـ  إلى 30 يونيو إنما كان لمنفعة خاصة وليس من أجل وطن، عندما هوجم وحوصر الاعلام وضيق عليه واتهم منسوبوه بأنهم " سحرة فرعون " هنا تعارضت المصالح مع الاخوان فكان وقوفه مع 30 يونيو خوفا على هذه المصالح ، الكيل بمكيالين  في التعاطي مع القضايا يعزز تلك الشكوك لدى قطاعا واسعا من المصريين يروا أن كثيرا من هذه الأصوات التي هبت مجتمعة لنصرة صلاح دياب لم تنتفض لنصرة مظلوم أو لكرامة مصري غلبان ، أو تكبد نفسها عناء البحث عن المهمشين وتبني قضاياهم ، أو دعم البلد واقتصادها الآيل للسقوط ، كل هذا لا يحرك بدواخل هؤلاء ما حركه القبض على صلاح دياب ، القبض على صلاح دياب وتباري الإعلاميين ورجال الأعمال في الدفاع عنه أمر فاضح ليس انتقاصا من قدر الرجل أو إدانة له على الإطلاق ، وإنما مقارنة بما كان على هؤلاء المنتفضين فعله تجاه وطن ومواطن يئنان..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق