الاثنين، 25 يناير 2016

تكريم الكاتب والقاص محمد صالح رجب من قبل مؤسسة ابن الشاطئ

اختارت مؤسسة ابن الشاطئ الأدبية الكاتب والقاص محمد صالح رجب كأحد شخصيات العام 2015  لنشاطه البارز وجهده المبذول في إثراء الحركة الأدبية والعمل على الوحدة العربية والوطنية .

الأحد، 17 يناير 2016

أوراق مصرية ( من يوميات الثورة المصرية ) بفلم : محمد صالح رجب

تمر مصر والمنطقة بلحظة تاريخية تستحق التوثيق الآني دون الانتظار وقبيل أن تستقر الأمور ويبدأ تزوير التاريخ لمن يجلس على مقاعد الحكم أيا من كان ، فقد علمتنا التجارب السابقة أن من يكتب التاريخ هو المنتصر من خلال أقلام تخلده تمجده وأفعاله ، وفي محاولة لتفويت الفرصة على هؤلاء وقبل أن يُعلن المنتصر نحاول من خلال جهد متواضع وأمين قدر المستطاع يُبتغى به وجه الله أولا وأخيرا نحاول رصد الأحداث لحظة بلحظة وردة الفعل المحلية والدولية تجاهها والمخاوف والآمال والطموحات من خلال " يوميات مصري" .... "
  • ( محمد صالح رجب )







السبت 19/11/2011

كنت أشعر أنه لا بد أن يحدث شيئا ما عقب مليونية الأمس الجمة الموافق 18-11-2011 والتي دعت إليها ونظمتها الكتل المعارضة لوثيقة المبادئ الدستورية التي قدمها مجلس الوزراء والمعروفة " بوثيقة السلمي " نسبة إلى الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس للوزراء للانتقال الديمقراطي ..وعلى رأس هذه الكتل التيارات الدينية متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين ، والتيار السلفي .. 
ولقد بدا واضحا للعيان أن هذه المليونية إنما هي مجرد استعراض للقوة من جانب هذه التيارات ورسالة مقدمة إلى من يهمه الأمر سواء في الداخل متمثل في المجلس العسكري و الأحزاب الأخرى أو للخارج للدول صاحبة ألأجندات في مصر مفادها أننا هنا وبقوة وأننا وحدنا القادرون على الحشد في أي زمان ومكان .
ولا تفسير آخر لتلك المليونية لا سيما أننا على أعتاب انتخابات برلمانية لا يبعدنا عنها سوى أيام معدودات ، وأن الوثيقة المثار حولها الجدل هي مجرد مسودة قابلة للتعديل وهي تجميع لمسودات عديدة سابقة حتى لا يشاع الأمر وتتعدد المرجعيات ، وهي بالأساس ـ أي الوثيقة ـ استرشادية ليست ملزمة ، كما أن مجلس الوزراء عرض في اجتماعه أمس الأول مع ممثلين عن تلك الكتل المعارضة للوثيقة تعديلها ، والأمر مجرد وقت للتشاور مع باقي أطياف المجتمع ، إلا أن إصرار تلك الجماعات على نقل الحوار إلى ميدان التحرير يدفع بالريبة حول نوايا تلك الكتل والجماعات ، وإن بدا الأمر في ظاهره اعتراض على وثيقة السلمي لكن هدفه الأساسي هو استعراض لقوة تلك الكتل على الأرض .
ومما يدفع إلى الريبة هو توقيت تلك الأحداث ، لقد بدا الاعتصام في ميدان التحرير كما لو كان ( جر شكل ) كما نقول في مصر ، وبدا الأمر مخططا له باتجاه الدفع نحو الاحتكاك بقوات الأمن أو الجيش لإحداث بلبلة وفوضى، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح : لماذا في هذا التوقيت ونحن على مشارف استحقاق انتخابي هو البداية الفعلية للانتقال بمصر إلى مرحلة جديدة ناضل كثيرون من أجلها والبعض دفع حياته ثمنا لذلك ؟ 
إن المراقب المحايد وهو يحاول ربط الأحداث يبعضها ، يقفز إلى ذهنه هذا الهاجس في الربط بين توقيت نشر نتائج التحقيق في مصادر تمويل العديد من تلك الجماعات والتي تثار الشبهات حولها والذي أعلنت العديد من الصحف أن الدولة ستنشر تلك النتائج خلال أيام وبين توقيت تلك الأحداث والاعتصامات ، هل إحداث الفوضى والبلبلة هو مخطط لخلط الأوراق و للتغطية على نتائج تلك التحقيقات ؟! الله اعلم ..!!
كانت الملايين من المصريين تأمل في أن تستثمر الكتل السياسية الثورة التي لم يكن لهم اليد الطولى فيها بل صنعها شعب بأسره قبل أن يمطوا هؤلاء ظهر الثورة معتقدين أن بإمكانهم أن يهمشوا الشعب من جديد ، إنهم لم يعوا الدرس جيدا ، ملايين المصريين في القرى والنجوع ، وملايين البسطاء من العمال والحرفيين بعيدا عن الميادين تنظر وتترقب ما يحدث الآن ولن تسكت بعدما بدأ الكيل يفيض وهم يرون ثورتهم تخطف من بين أيديهم ، والكل يتحدث بهتانا وزورا باسم الشعب المصري بغية تحقيق مصالح شخصية أو حزبية ضيقة الشعب منها براء.. .
كنت أظن أن بإمكان تلك القوى أن تتجمع وتتلاقى جميعا ـ وأكرر جميعا وليس أغلبية ـ بسلسلة مطالب موحدة ومتفق عليها موجهة للمجلس العسكري .. لكن للأسف كل حاول أن يخطف أكبر قدر من الكعكة على حساب الآخرين . وانشغلوا بالغنائم قبل أن يكتمل النصر كما حدث في غزوة أحد عندما أهتم الرماة بالغنائم على حساب المصلحة العليا وكأننا لم نع الدرس جيدا . ولا يفهمون عن قصد أو دون قصد أن المجلس العسكري يحاول جاهدا أن يحقق مصالح الجميع ويقف على مسافة واحدة من كل التيارات ، لكن البعض يحاول أن يضغط بكل ما أؤتي من قوة لتحقيق اكبر قدر من الغنائم معتمدا على سلبية الطرف الآخر وعدم نزوله هو الآخر إلى الشارع لتعضيد دور المجلس العسكري عند رعايته لحقوقهم..

*********************************************
 
الأحد 20-11-2011

اليوم الأحد الموافق 20-11-2011 ترقب وقلق يطغيان على المشهد المصري ، الساعة تقترب من الخامسة مساء ونذر التصعيد تتوالى ، بدأ مسلسل القتل ، الأخبار تتواتر عن احتجاجات عنيفة في السويس والإسكندرية والمنصورة إضافة إلى ميدان التحرير بالطبع ، أنباء عن محاولات لاقتحام مركز شرطة الأربعين بالسويس وتناثر الشائعات عمن قتل شهيد السويس أمس الشائعات تتردد أن سيدة ترتدي معطفا فتحته وأخرجت مسدسا وأطلقت النار عليه ثم فرت ، ويقال أن الشرطة قبضت عليها . 
كثير من اللغط على شاشات الفضائيات المصرية والعربية ، وفي حين تحاول القنوات الرسمية المصرية التهدئة وتذكير المواطنين بملكيتهم لأقسام الشرطة والسيارات التي يحاولون إحراقها وأن مصر على مفترق طرق .. نرى على الفضائيات العربية مثل الجزيرة و بعض الفضائيات الخاصة المصرية تصعيدا وضيوفا كأنهم يذيعون مباراة لكرة القدم.. .
لازالت الحصيلة الرسمية حتى الآن ثلاثة قتلى أحدهم مات باختناق من جراء القنابل المسيلة للدموع وآخر قتل بقطع نافذ بآلة حادة ، إضافة إلى ما يزيد عن سبعمائة وخمسون جريحا " إصابة معظمهم خفيفة " جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع
وعلى ذكر الغاز المسيل للدموع يتردد أن هذا الغاز مختلف عما استخدم في بداية الثورة .. اسمع البعض يردد أن قوته ضعف قوة القنابل القديمة بأربع مرات ، وأن تأثيره مضاعف على الأعصاب وأكثر تهيجا للأنسجة..

البعض الآخر ردد أن القنابل منتهية الصلاحية ، وفريق آخر لم ينسى الزج بإسرائيل وذكر أنه مستورد من إسرائيل ، وأيا كان فليس أمام وزارة الداخلية سوى استخدام الغاز حيث أن جنودها غير مسلحين كما نرى في الصور التي تتوارد إلينا ، وكما أكدت الوزارة. .
لكن السؤال : بعض الأطباء يقولون أن هناك إصابات بطلق ناري ، من أين إذا كانت الداخلية تنفي استخدامه والمتظاهرين كما يرددون " سلمية سلمية "لم يطلقوا الرصاص ، من أطلق الرصاص إذن ؟!
بيان رئيس الوزراء عصام شرف جاء مخيبا لآمال العديد من القوى السياسية بتأيده التام للداخلية في فرض القانون ، وكرث المفهوم المتداول لدى العديد من قطاعات الشعب بضعف هذه الحكومة وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات رغم أن د / عصام شرف نفسه جاء من رحم ميدان التحرير ، ومع ذلك بات ينعت الآن بالفاشل والضعيف بل أكثر من ذلك يوصف بأنه من فلول النظام السابق ، وعضو سابق بالحزب الوطني المنحل الذي أفسد الحياة السياسية في مصر على نحو ما يقرب من ثلاثين سنة مضت ، وأيضا رددوا انه يحمل جنسية مزدوجة ألمانية مصرية.
جدير بالذكر هنا أن نشير إلى أن البورصة المصرية خسرت اليوم فقط 7 مليار جنيه ، اثر البيع العشوائي للأجانب..

***********************************************

الاثنين الموافق 21-11-2011

صباح جديد ومع إشراقة شمس يوم جديد بدا الموقف واضحا وبدا أننا نتجه نحو ثورة أخرى أو استكمال ثورة 25 يناير وذكر البعض أن موجات ثورية في الطريق ، دلل على ذلك الزخم الذي امتد من ميدان التحرير إلى ميادين عدة في مصر لا سيما الإسكندرية والسويس والمحلة وغيرها ، ومن الصباح اجتمع مجلس الوزراء ساعات طويلة من النهار فاتحا الباب أمام تكهنات عدة تاركا المناوشات بين الشرطة والمتظاهرين مستمرة خاصة أمام شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية ، والعجيب هذا الإصرار العجيب من هؤلاء الشباب على اقتحام وزارة الداخلية رمز كبرياء الشرطة وإصرار الداخلية على عدم ترك الوزارة تسقط هذه المرة فكان الصدام الحتمي الذي أوقع العديد من القتلى وأكثر من ألف جريح .
نشرت المواقع الالكترونية وبعض النشطاء فيديوهات على شبكة الانترنت أثارت المتظاهرين لا سيما فيديوهان ، أحدهما يظهر رجل شرطة يسحب متظاهرا مقتولا ويتركه إلى جوار الزبالة ، والفيديو الآخر يظهر ضابط سعيد بإصابة متظاهر في عينيه..
ومن ابرز أحداث هذا اليوم :
 - إصابة 12 شخصا وضبط 19 آخرين أمام مدرية الإسكندرية ، والاعتداء على المديرية بمجرد إطلاق سراح محتجزين من المتظاهرين استجابة لمطلب المتظاهرين .
. إصابة قائد الأمن المركزي بالمنطقة المركزية بطلقات خرطوش بشارع مصطفى محمود -
. ضبط 3 أجانب أثناء مشاركتهم بإلقاء المولوتوف على وزارة الداخلية والذي امسك بهم متظاهر من التحرير -
. مصر ترحل أمريكي يحرض المتظاهرين في التحرير على مهاجمة الأمن -
. إصرار وزير الثقافة عل الاستقالة -
. استقالة وزير الداخلية وذكرت مصادر في الداخلية أن الاستقالة ليست فردية إنما ضمن استقالة حكومة شرف -
. حكومة شرف تضع استقالتها تحت تصرف المجلس العسكري الذي لم يبت فيها حتى نهاية اليوم -
- طرح العديد من الأسماء لتولي منصب رئيس الوزراء في حال تأكد استقالة شرف من بين هذه الأسماء محمد البر ادعي ، و د / الببلاوي وزير المالية في حكومة عصام شرف.
. أيضا توقيف ايرلندي بمطار القاهرة يحمل سترة ضد الرصاص وأجهزة حديثة -
 - رفض المتظاهرين دخول أي رمز للقوى السياسية لا سيما د / محمد البلتاجي والشيخ حازم أبو إسماعيل ممثلا الإخوان المسلمين والجماعة السلفية وطردوهم من التحرير .
 - وفي حوار تليفزيوني مع قناة س ب س ذكر د/ البلتاجي انه رأى عناصر من الجماعة مع المتظاهرين في التحرير لكن الجماعة لن تنزل رسميا للمشاركة مع المتظاهرين ولن تشارك في مليونية الغد الثلاثاء ، وهذا الأسلوب متبع دائما من قبل الجماعة كما حدث في ثورة 25 يناير حيث تمسك الجماعة العصا من منتصفها إذا نجحت الثورة قالوا ألم نكن معك ، وان كانت غير ذلك قالوا أنهم لم يشاركوا ولم يتخذوا قرارا بالمشاركة. 
. دعوة لمليونية غدا الثلاثاء بميدان التحرير وكافة الميادين الأخرى -
قدمت قوى سياسية وحقوقية بلاغا إلى النائب العام في قتل المتظاهرين ، كما قدم أعضاء نقابة الصحفيين بلاغا ضد رئيس الوزراء ووزير الداخلية وعدد من الضباط بتهمة الاعتداء على الصحفيين بالقاهرة والإسكندرية وتعذيبهم وذكروا تحديدا واقعة الاعتداء على " سرحان سنارة " الصحفي بمكتب جريدة الأخبار بالإسكندرية.
. المجلس العسكري يدعو القوى الوطنية إلى حوار للخروج من الأزمة -
. - أسهم مصر تفقد 2.2مليار جنيه في أول 30 دقيقة من الجلسة
 - الحصيلة النهائية حتى الآن بحسب وزارة الصحة المصرية 24قتيلا و 481 مصابا في أحداث التحرير رغم أن الأنباء تشير إلى أعداد أكبر من ذلك.

***********************************************


الثلاثاء 22-11-2011

صباح جديد وأجواء باردة لا تستطيع أن تلطف من الاحتقان الذي يسيطر على المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين أخرى في بر مصر ، الكل ينتظر كلمة المشير علها تضع حدا لما آلت إليه الأمور .. وكالات الأنباء وكاميرات الفضائيات معلقة على التحرير.. تحليلات مسلية لملايين المشاهدين في مصر وخارجها ، عنصر الإثارة والتشويق يظهر في أسئلة مقدمي البرامج والمحللين .. والكل يطرح وجهة نظره للخروج من الحل..
طال الاجتماع المنتظر نتائجه بين المجلس العسكري والقوى السياسية التي دعيت على عجل لوضع تصورات وحلول للأزمة ، تخلف د/ محمد ألبرادعي عن الحضور وقيل انه فضل عدم الحضور ليكون وسيطا بين التحرير والمجلس العسكري ، آخرون لم يحضروا بدواعي المرض ، على رأس الحضور كانت جماعة الأخوان المسلمين ؛ وحزب الوفد وحزب الوسط ، وعمرو موسى ، وسليم العوا وآخرون ، التليفزيون المصري الرسمي ينوه إلى خطاب وشيك للمشير إلى الأمة .
وكالات الأنباء تنقل ارتفاع سقف المتظاهرين كلما مر الوقت ، والوقت يمر والاجتماع لم ينته بعد والمشير لم يخرج للأمة بالكلمة المنتظرة والليل ببرده الشديد يحل على مصر ولازالت المناوشات بين الأمن والمتظاهرين مستمرة في التحرير وغيره من الميادين ، صبيه دون العشرين تتناثر الشائعات بأنهم التراس الأهلي والزمالك و الاسماعيلي يقذفون رجال الأمن بقذائف المولوتوف وبالألعاب النارية وما يطلق عليه الشماريخ والأمن يرد بمزيد من قنابل الدخان المثيرة للجدل والتي توقع العديد من الإصابات وربما الوفيات ، المستشفي الميداني في قلب التحرير يستقبل المزيد والمزيد من حالات الاختناق ، دراجات نارية منظمة على كل منها  صبيان ينقلان الجرحى بشكل حرفي إلى تلك المستشفى ، الفضائيات لا زالت تنوه لكلمة المشير وفي الخلفية عرض للمتظاهر الذي توفى وجموع من المتظاهرين تحمله و تطوف به الميدان متجهة نحو شارع محمد محمود نقطة التماس التي لا تهدأ حيث العنف المتبادل لا زال يسيطر على هذا الطريق المفضي إلى وزارة الداخلية . متظاهرين يمنعون موكب المتوفى من الوصول إلى نقطة الاشتباكات ، يعودون به ثم يصلون عليه في الميدان وتحمله سيارة إسعاف من تلك السيارات العديدة التي ما فتئت تنقل المصابين.
يخرج الدكتور عصام شرف بتصريح مفاده أن حكومته استقالت استجابة لإرادة الشعب وعلى الشعب أن يهدأ ويحافظ على الهدوء وكل مطالبه سوف تجاب ويتساءل : لمصلحة من ما يحدث الآن ؟ ، وربط البعض بين تصريحاته وهو في ميدان التحرير متظاهرا غير مهتم لنداءات النظام السابق بالتهدئة وتغليب مصلحة الوطن وبين طلبه التهدئة الآن .
لجان شعبية تحاول الفصل بين الشرطة في شارع محمد محمود وبين المتظاهرين الغاضبين على مدخل الشارع ، وذكر د/ ممدوح حمزة الأمين العام للمجلس المصري أن طرفا ثالثا يطلق الخرطوش على كل من الشرطة والمتظاهرين وقد نسبت جريدة الأهرام هذه التصريحات له في عددها الصادر في 24-11- 2011 .
يخرج رئيس حزب الوسط على قناة الجزيرة القطرية ، مدليا بتصريح مفاده أن الاجتماع قد انفض منذ دقيقتين وان الأحزاب اتفقت مع المجلس على نقاط عدة أبرزها :
. قبول استقالة حكومة الدكتور شرف -
. تعيين حكومة إنقاذ وطني -
. إجراء الانتخابات في موعدها -
. وقف العنف ضد المتظاهرين -
. تقديم اعتذار عن العنف ضد المتظاهرين وتعويض أسر الشهداء ، وعلاج المصابين على نفقة الدولة -
. موعد محدد لنقل السلطة للمدنيين بحلول منتصف عام 2012 م -
واستفز العديد من مشاهدي الجزيرة المصريين هذا التصريح لرئيس حزب الوسط للجزيرة وكأنه يتلقى أموالا قطرية مقابل هذه الخدمة مقابل هذا السبق وكأن كل شئ يدار الآن من منطلق مصلحتي أولا .. و تعالت الصيحات في التحرير برفض ما رشح من تلك الإجراءات ..
تناقلت وسائل الإعلام عن المتظاهرين قولهم أن من اجتمع بالمجلس العسكري من القوى السياسية لا تمثلنا وبالتالي أي اتفاق معها لن نعترف به..
يشير التليفزيون الرسمي إلى خسائر البورصة اليوم والتي فقدت ما يقرب من اثني عشر مليار دولار من القيمة السوقية اليوم ، ليبلغ مقدار ما خسرته خلال ثلاثة أيام فقط سبع وعشرون مليار جنيه ، كما تعدى الدولار ستة جنيهات مصرية لأول مرة منذ ست سنوات ، يتساءل البعض من المسئول عن تلك الخسائر ؟ إذا كنا نحاكم مبارك ونجليه والعديد من رموز نظامه عن عدة مليارات ، فمن المسئول عن تلك المليارات التي يفقدها الاقتصاد المصري وهروب رأس المال ، والخراب الذي يحل بالمنشآت والممتلكات العامة والخاصة ؟ الثوار يجيبون : يتحملها النظام القائم على رأس الدولة متمثلا في المجلس العسكري ، بينما يرد أنصاره المجلس العسكري من أين له بالأموال في ظل هذه الخسائر وفي ظل توقف عجلة الإنتاج والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية وتراجع السياحة ؟ ، ليرد أنصار الثورة من جديد بأن الثورة لم تحكم حتى تحملوها تلك الخسائر ، وإنما الذي يحكم مصر الآن هو نظام مبارك متمثلا في حكم العسكر وعلى رأسهم المشير طنطاوي الذي ظل وزيرا للدفاع لمدة عشرين عاما في ظل حكم مبارك ، بعض تعليقات مشاهدي الفضائيات تشير إلا أن ما يحدث هو ذنب الرئيس السابق مبارك ، وآخرون يتناقلون كاريكاتيرا يظهر سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق على أنها من تقود مصر وأن المشير تابع لها ، ويستمر الجدل وكل يدافع باستماتة عن وجهة نظره ، ويبدوا أنه لا مجال للالتقاء في وسط الطريق ...
التليفزيون المصري يعلن عن إلقاء المشير كلمته إلى الأمة الآن...
ظهر المشير على عشرات الشاشات في وقت واحد والكل حبس أنفاسه ليسمع ويرى ويحلل ليس مضمون كلمة المشير فحسب ، بل لبسه أيضا و طريقة إخراج الكلمة والصورة وكل شئ ، تحدث المشير وبدأ بالأسف على الضحايا وتعزية أسرهم وعرض لدور القوات المسلحة المشرف على مر التاريخ حتى مساندة ثورة 25 يناير وحتى الآن وكيف تحمل المسئولية في ظروف غاية في الصعوبة في ظل مزايدات واتهامات القوى السياسية لهم وأكد على أنه لم ينفرد قط بقرار بل كان يستطلع في كل قرار رأي القوى السياسية وائتلاف الثورة وعرض النقاط التالية :
- قبول استقالة الدكتور عصام .
. التحقيق في ملابسات أحداث التحرير -
. تحديد موعد تسليم السلطة للمدنين قبل منتصف 2012 م -
وأكد مرارا على أن المجلس العسكري لم يطمح أبدا في السلطة وأنه مستعد للتنازل الفوري إذا الشعب أراد ذلك من خلال استفتاء .
وبمجرد انتهاء المشير من كلمته كان الرد يأتي قويا وبصوت واحد من التحرير والميادين الأخرى : ارحل ارحل 
يا مشير يا مشير .. الشرعية في التحرير ، إشارة إلى أن الأمر لا يحتاج استفتاء ..
وبدأت التعليقات والتحليلات بداية من أعرب المشير فقط عن الأسف ولم يكلف نفسه ويقدم اعتذارا ، وأنه لم يأمر بمحاكمة قتلة المتظاهرين ، كما أنه غير صادق بتسليم السلطة ، وطالت التحليلات إخراج الكلمة التي بدا عليها أنها مسجلة وعمل لها مونتاج مكثف ، وقال البعض : "ما أشبه اليوم بالبارحة " في مقاربة واضحة بين كلمة المشير الليلة و كلمة الرئيس مبارك قبل التنحي ، وتحدث عدد غير قليل من المواطنين لا سيما النساء وبعيدا عن ميدان التحرير والذي يطلق عليهم الآن " حزب الكنبة " والذي يعتبر نفسه انه الأغلبية الصامتة التي لم تنزل إلى الميادين خوفا على مصر ، حيث عبر عدد كبير منهم عن اقتناعهم بكلمة المشير وراحوا يتساءلون : ماذا يريد المتظاهرين بعد ؟ ولماذا يصرون على اقتحام وزارة الداخلية رغم علمهم بأن الداخلية لن تسمح بذلك مما يولد الاحتكاكات التي تؤدي إلى الإصابات والوفيات ؟
وتبجح الناشطون على شاشات الفضائيات في سب المجلس العسكري وخرجت دكتورة الاقتصاد والعلوم السياسية على شاشة س ب س لتقول : أنا بقول للمشير أنت كاذب كاذب وتعال حاكمني ، وقال آخرون مثل قولها أو شبيه منه
وظلت استوديوهات التحليل والمكالمات الهاتفية لاستعراض رأي المشاهدين والنخب والناشطين ، ظلت على حالها والصورة معلقة على ميدان التحرير وشارع محمد محمود حتى ساعات متأخرة من الليل وازدادت برودة القاهرة ودخل المعتصمين خيامهم ، بينما ظلت المناوشات مستمرة وان قلت على مدخل شارع محمد محمود ..
***********************************************

 
الاريعاء 23-11-2011

المعتصمين في خيامهم التي تتوسط ميدان التحرير الذي خلا من المارة تقريبا في صبيحة يوم بدا مشهده هادئا على الأقل في بدايته وهنا في ميدان التحرير بينما لا زالت احتكاكات محدودة بين نفر قليل والأمن في شارع محمد محمود ، برودة الجو قد جعلت مئات الآلاف يذهبون في أواخر ليل أمس إلى منازلهم على أن يعودوا صباحا اليوم إلى الميدان .
لا زالت شاشات التلفاز معلقة على الميدان وشارع محمد محمود ، وقد عرض التلفزيون المصري صورا للأطفال الذين يرشقون الأمن بالحجارة وزجاجات المولوتوف سواء في شارع محمد محمود وعلى أسطح العمارات ، والعجيب أن هؤلاء بدوا صغار السن أعمارهم أقل من خمسة عشر عاما ووجوههم لا تقول أنهم ثوار ، فزاد التساؤل مرة أخرى : لماذا يصرون على اقتحام وزارة الداخلية والاحتكاك بقوات الأمن ، وتعريض أنفسهم للخطر ولمصلحة من ؟.
الجيش حاول عدة مرات أن يضع حواجز لكن يمنعه هؤلاء النفر وصرح مصدر عسكري أنهم لا يريدون عمل هذا الأمر بالقوة .
بدأت الأعداد تتدفق على الميدان تدرجيا مع تحسن حالة الجو ، وبدأ ظهور أعضاء المجلس العسكري في تصريحات على شاشة التلفزيون من خلال مؤتمر صحفي ويبدوا أنهم أدركوا أنهم يكررون نفس خطأ الرئيس السابق بالـتأخر في التواصل مع الشارع فقرروا الظهور وبكثافة ، وظهرا اثنين من أعضاء المجلس في ضيافة التلفزيون المصري الذي واجههم بأسئلة الشارع حتى أن البرنامج انتهى في ساعة متأخرة من ليلة أمس ..
ظل الوضع علي نفس المنوال مناوشات مع الأمن ، مطالبات المتظاهرين برحيل العسكر ، ازدياد عدد الوفيات والمصابين ، طرد وزير الصحة من الميدان ، استمرار تحليل الفضائيات وردود الأفعال ومناقشة ما يعتبرونه أخطاء المجلس العسكري وكما الأمس وكل يوم غادرت أعداد كبيرة الميدان في آخر الليل على أن تعود صباحا ..
 
***********************************************

اليوم الخميس الموافق 24-11-2011

البداية المعتادة لكل صباح برودة الجو تجعل حركة المتظاهرين بين الخيام معدومة وقليل من الصبية يرشقون الأمن بالحجارة والشرطة ترد بالغاز وشيبا فشيئا تزداد أعداد المتظاهرين ، ويظل الوضع على ما هو عليه..       
 
- انتقادات من جهات عدة من بينها منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية ودولا كبرى مثل بريطاني بينما كان جاء التعليق الأمريكي على لسان الرئيس أوباما أن مصر في طريقها إلى الديمقراطية رغم العنف وأحداث التحرير الحالية.
 الشئ بالشئ يذكر فقد ذكرت الوكالات أن إسرائيل تستعد لانتشار واسع على حدودها مع مصر ، ومصر تبعث بإشارات طمأنة للعالم من خلال لقاء أبو مازن وخالد مشعل في القاهرة كما كان مقررا دون تأجيل ، وكذلك اجتماع وزراء لجنة المتابعة العربية بشأن سوريا بالجامعة في القاهرة ، كلها إشارات تفيد أن الأمر بعيدا عن ميدان التحرير على ما يرام ..
 - المجلس العسكري في صفحته على صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك " يأسف ويعتذر للشعب المصري عن وقوع شهداء ومصابين خلال أحداث ميدان التحرير متفاديا بذلك الانتقادات التي وجهت لكلمة المشير حيث أبدى الأسف ولم يعتذر كما أنه لم يسمي الضحايا بالشهداء .
- يؤكد المجلس العسكري في كل مناسبة أن الانتخابات في موعدها رغم الأحداث وسفارات مصر بالخارج تعمل على قدم وساق استعدادا لانتخاب المصريين بالخارج لأول مرة في تاريخهم .
. بورصة مصر تواصل الارتفاع في الجلسة الثانية رغم الأحداث -
. الإفراج عن ثلاثة أمريكيين اعتقلوا خلال الأحداث -
ولعل الأبرز اليوم هو المؤتمر الصحفي لاثنين من أعضاء المجلس العسكري وممثلين عن الشرطة أجابوا فيه عن أسئلة الصحفيين والمراسلين ، وكرروا ما سبق تأكيده من إقامة الانتخابات في موعدها وأن تنحي المجلس الآن دون استفتاء شعبي هو خيانة ، وأنهم ملتزمون بالتحول الديمقراطي..


***********************************************
 
الجمعة الموافق 25-11-2011

يوما مفصليا فارقا في تاريخ مصر ، صورة حذرت منها كما حذر منها الكثيرون وهي تقسيم البلد ، صورة لم نرها في 25 يناير ، الشعب انقسم على نفسه بين مؤيد للمجلس العسكري ونظم مظاهرة ضخمة في ميدان العباسية ، وبين معارض للمجلس العسكري وهم بطبيعتهم في ميدان التحرير ، والمشهد نفسه في ميادين عدة بمحافظات مصر لا سيما الإسكندرية والغربية
شاشات التلفاز انقسمت إلى قسمين أحدهما لميدان التحرير والآخر لميدان العباسية ، مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت صورة جموع الشعب وهي تدفع سياجا حديديا يفصلها عن الجيش الذي يدفعه هو الأخر باتجاه المتظاهرين في إشارة إلى أن المواجه أصبحت بين الجيش والمتظاهرين وهو خيار صعب كان الجميع يتفاداه وحذر منه حتى أن المجلس العسكري في كل رسائله كان يحذر من قوى تحاول الوقيعة بين الجيش والشعب وقد حدث ما كان يخشاه ..
الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بالتحرير والملقب بخطيب الثورة شكر تحديدا ثوار المحلة لحمايتهم المنشآت الحكومية حيث كونوا دروعا بشرية لحماية مراكز الشرطة ، و ناشد الجميع وحدة الصف ودعا لمصر وشعبها بالأمن والأمان ونوه لكلمة مندوب شيخ الأزهر عقب الصلاة ، مندوب شيخ الأزهر أكد على أن الأزهر مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة لكنه شدد على ضرورة حقن الدماء ، فعصمة الدم مقدمة في الإسلام على أي شئ ..
في التحرير لم يقم المتظاهرين ولم يسمحوا بإقامة أي منصة حتى لا تستغل من قبل هذا الفصيل أو ذاك ، بينما أقام المتظاهرين في العباسية منصة واحدة .
في التحرير أيضا تم الاعتداء على علياء مهدي التي عرضت صورا لها وهي عارية ابتهاجا بالحرية بعد رحيل مبارك ، كما شُوهد الدكتور محمد البر دعي وهو يحاول الوصول إلي وسط الميدان وعندما فشل عاد إدراجه إلى خارج الميدان . .
أصداء ترشيح الدكتور كمال الجنزوري رئيسا للوزراء تتفاعل بين المتظاهرين في التحرير حيث يرفضونه ويحسبونه على نظام مبارك ، وفي العباسية يثقون في اختيارات المجلس العسكري ويقولون إن الوزارة مؤقتة لتسير شئون البلاد حتى انتهاء الانتخابات وتشكيل المجلس التشريعي ، بينما قنوات التلفاز تستضيف مؤيدين ومعارضين في مشهد يمثل صورة الانقسام الحقيقي ، صورة كما قلت لم تكن موجودة من قبل و تكريس هذا الانقسام ..
البيت الأبيض وعلى لسان الرئيس الأمريكي أوباما يدعو إلى نقل السلطة في مصر إلى حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن ، وثوار العباسية يعتبرونه تدخلا سافرا وغير مقبول في الشأن الداخلي المصري ، بينما اعتبره ثوار التحرير لا قيمة له فأمريكا لا تريد مصلحة مصر بأي حال من الأحوال ..
- دعا عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلى تشكيل حكومة تضم كل أطياف المجتمع المصري وأن تُمنح كافة الصلاحيات التي تمكنها من أدارة المرحلة .
بينما يصر ثوار التحرير على مرشحين بعينهم لرئاسة الوزراء من أمثال د / محمد البر دعي ، وحمدين صباحي ، و د / أبو الفتوح ويتظاهرون أمام مجلس الوزراء لمنع الجنزوري من دخول مجلس الوزراء في الوقت الذي رشحت أنباء بأن هؤلاء المرشحين" مرشحي ثوار التحرير " رفضوا هذا المنصب حتى لا يحرقوا أنفسهم في ظل هذه الظروف الصعبة ..
- مظاهرة الأزهر التي نظمها الأخوان المسلمين والعديد من الجهات الأخرى ضد تهويد القدس انتهت إلى التأكيد على عروبة القدس ..
- الشيخ على جمعة وزير الأوقاف أكد على وسطية الأزهر التي يحملها على عاتقه.
-  وبمناسبة الدكتور على جمعة تناقلت الأخبار أن الشيخ أبو إسحاق الحويني احد شيوخ السلفية والذي نعت الشيخ على جمعة بأنه ولد ميتا ونعته بأشياء أخرى عديدة وأقام الشيخ على جمعة دعوى سب وقذف ضده شغلت الرأي العام لفترة طويلة يقال انه دخل المستشفى بأزمة قلبية ، وهو ثاني شيخ للسلفية يصاب بأزمة قلبية بعد الشيخ محمد حسان الذي دخل العناية المركزة مصابا بأزمة قلبية .
مصر ترفع حالة الطوارئ في العريش تحسبا لهجمات التنظيم الجهادي بعد تفجير خط الغاز الواصل لإسرائيل للمرة الثامنة -
مصر تصدر أذون خزانة بملياري دولار . -
مصادرة 16 مخططا اثريا من سائح أمريكي آت من تركيا . -
نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يصرح بأن السلام مع مصر يضمن لإسرائيل حرية الملاحة في قناة السويس . -
و بعيدا عن الميدان :
- إقالة حسن صقر وتعين مدحت البلتاجي مسئولا عن الرياضة في مصر .
-  تأجيل دوري القسم الثاني وإلغاء معسكر الفريق القومي الأول بسبب الأحداث .
-  طائرة مصر تسقط للمرة الثالثة أمام أمريكا في كأس العالم للكرة الطائرة في اليابان .
غدا السبت أجازة في مصر بمناسبة السنة الهجرية الجديدة 1433 كل عام وانتم بخير .

***********************************************

مصر تنتخب .. الاثنين 28-11-2011

اليوم الانتخابات ..
 كل قد وضع يده على قلبه ، إنه يوم فارق في تاريخ مصر ، إنها مرحلة تاريخية بكل المقاييس يترقب المصريون والعالم نتائجها ، ولم لا ومصر دولة محورية في الشرق الأوسط وذات أهمية عالمية ؟ وما يحدث في مصر لا ريب يتردد صداه في شتى أنحاء العالم ، ففي عز الأزمة السورية وانشغال العالم بمشاهد القتل اليومي من قبل جيش النظام السوري لأبناء شعبه والعقوبات المتوالية عربيا ودوليا على النظام السوري ، وفي عز الأزمة التي نشأت بين إيران والغرب بسبب اقتحام المتظاهرين في إيران للسفارة البريطانية في طهران ، كان ما يحدث في مصر يتقدم نشرات الأخبار ومحط اهتمام وكالات الأنباء العالمية ..
بدا منذ الصباح أننا أمام يوم استثنائي وأكدته تلك الجموع التي خرجت عن بكرة أبيها منذ الصباح الباكر رغم البرد القارص واصطفت في طوابير طويلة دون تبرم أو ضيق يعلو وجوهها الحماس والفرحة بالمشاركة في صنع حدث استثنائي ربما غير وجه مصر بل و لربما امتد تأثيره إلى دول عديدة في المنطقة وخارجها ..
مشهد متنوع تنوع مصر ، مشهد أشبه بالكوكتيل من البشر ،شاهدنا نساء منقبات وأخرى غير منقبات وما بينهما ، شاهدنا عجائز وشباب وما بينهما ، مشهد العجوز التي تناهز المائة والعشرون من عمرها والتي ذهبت لتدلي بصوتها من أجل مصر ـ كما تقول ، سيظل بالتأكيد محفورا في الذاكرة ، لقد احتفظت بالفيديو الخاص بها على صفحتي الشخصية على صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك " . شاهدت ذو اللحية الطويلة صاحب المرجعية الإسلامية وذلك الذي يرتدي صليبا ، الجميع وقف في مشهد حضاري حتى المرشحين المحتملين للرئاسة وعلى رأسهم عمرو موسى والبر ادعي وآخرون وقفوا هم أيضا في تلك الطوابير ولم يستجيبوا لطلبات البعض لهم بالتقدم وأصروا على أن يلتزموا النظام في مشهد اقل ما يقال عنه أنه مشهد حضاري ..
رحنا ننتظر بين الحين والحين الحدث الأسوأ ، لكنه لم يأتي بعد والأمور تسير على ما يرام ، ووكالات الأنباء تتناقل المظهر المشرف للانتخابات المصرية ونقل عن وفد منظمة العفو الدولية أنه لم يشهد انتهاكات لحقوق الإنسان في خمس وعشرين مركزا انتخابيا زارها الوفد خلال المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية ، والوقت يمر ، والصورة تزداد بياضا ، والقلوب تهدأ ، ويخفت مشهد ميدان التحرير ويتراجع أمام زخم الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام من مراكز الانتخابات المنتشرة في المحافظات التسع في المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية ، حتى أن التحرير بدا خاويا إلا من الخيام التي أقامها المعتصمون..
لقد بدا المظهر العام انتصارا باهرا للمؤسسة العسكرية ومجلسها الأعلى الذي أصر على أن تكون الانتخابات في موعدها رغم الأحداث المضطربة والذعر الذي أصاب المصريين طيلة الأيام القلائل الماضية . لقد شعرت بالمجلس العسكري وملايين المصريين وهم يتنفسون الصعداء بعد أن ارتدت إليهم الثقة بالنفس بعد انتهاء اليوم الأول من الاقتراع ، وإن بدا يتسرب بعد المخالفات من التيار الإسلامي متمثل في جماعة الأخوان المسلمين والسلفيين لا سيما استخدام الدعاية الدينية في الحملات الدعائية وكذا استمرار تلك الدعاية حتى أثناء الانتخاب ، وأيضا توزيع أموال وتقديم رشى في أشكال مختلفة منها النقدي وآخر على شكل هدايا كالموبيلات وخلافه ومنها تقديم وجبات للمقترعين..
وقد انتقد معظم الأحزاب استخدام الدين في الدعاية الانتخابية من قبل الإسلاميين وكان على رأس هذه الأحزاب حزب الوفد الذي كان يعول عليه الليبراليون كثيرا ، إلا انه فقد كثيرا من ثقة الجمهور بعد تحالفه مع الإخوان المسلمين ثم انسحابه ، وما قيل عن دعم الكنيسة له في مواجهة الإخوان ناهيك عن الأحداث المؤسفة التي صاحبت انتقال رئاسة الحزب للدكتور سيد البدوي قبل سنوات قليلة . وشاهدنا فيديوهات وصورا وسمعنا قصصا عديدة لهذه المزاعم ، وتنامى لعلمنا أن العديد من هذه الأحزاب وبعض المستقلين قدم شكاوي للجنة العليا للانتخابات بهذا الصدد ..
وأخيرا البورصة تنتفض تحت وقع الصورة المشرقة للانتخابات وتعوض جزءا من خسائرها وتحصد 2.2 مليار دولار ..

***********************************************
 
مصر تنتخب .. الثلاثاء 29-11-2011

مر اليوم الثاني في انتخابات المرحلة الأولى للانتخابات المصرية كسابقة مدعوما بالثقة والصورة المشرقة ليوم أمس ، وإن بدا الإقبال أقل من يوم أمس ربما للبرد القارص أو لأن عددا كبيرا أدلى بصوته يوم أمس..
الجنزوري المكلف بتشكيل الحكومة يواصل مشاوراته مدفوعا بزهو المجلس العسكري بنجاح الانتخابات وبانحصار الصوت القادم من ميدان التحرير والمعارض له ، وهدوء المشهد أمام مجلس الوزراء ..
في نهاية اليوم الثاني والمرحلة الأولى في جولتها الأولى ظهر العديد من التصريحات اللافتة منها :
علا غانم ابنة الممثل سمير غانم تحذر تجاهل الانتخابات لأنه سيكون في صالح الأخوان. -
عادل إمام : الشعب المصري سيتجاوز هذه المرحلة رغم ضبابية المشهد . -
روبرت فيسك الصحفي الشهير المهتم بقضايا الشرق الأوسط : الانتخابات المصرية تجعل أي دولة أوربية تشعر بالخزي .
 - نجيب ساو يرس رجل الأعمال القبطي الشهير ومؤسس حزب المصريين الأحرار وصاحب قنوات " أون تي في " ، يؤكد أنه جالس على قلب الإخوان ولن يغادر مصر ولو بالطبل البلدي .
رئيس الرقابة الإدارية يتوقع أداء أفضل لبورصة مصر بعد الانتخابات. -
- إعجاب  بل انبهار عالمي بعملية التصويت في مصر .
- وخبر صغير مفاده أن مصر تستقبل سبع أطنان من القنابل المسيلة للدموع من أمريكا..
إغلاق صناديق الاقتراع رغم استغاثات المصوتين على شاشات التلفاز من أنهم لم يتمكنوا بعد من الإدلاء بأصواتهم ، والبعض يحاول إيجاد تفسيرا لهذا الإصرار العجيب للمشاركة ، وأعاد البعض ذلك للغرامة المقدرة بخمسمائة جنيه لمن يتخلف عن الإدلاء بصوته ، والبعض أرجعها إلى تشوق المصريين لممارسة الديمقراطية وآخرون رددوا أن الإسلاميين هم من وراء هذه الكثافة لحرصهم على اكتساح هذه الانتخابات وعدم تضيع هذه الفرصة التي انتظروها طويلا ، ورأي آخر أرجعه إلى أن الخوف من الإسلاميين جعل الليبراليين والأقباط يشاركون بكثافة ، وأيا كان السبب إلا أن المؤكد أن المصريين شاركوا بكثافة تعدت نسبتها 62% كأكبر نسبة مشاركة في تاريخ مصر منذ الفراعنة ، كما صرح بذلك رئيس اللجنة العليا للانتخابات لاحقا في مؤتمره الصحفي للإعلان عن نتيجة الانتخابات في مرحلتها الأولى ..
صناديق الاقتراع تنقل تحت تأمين الجيش إلى أماكن معينة مجمعة لفرز الأصوات . -
وبدا الحديث عن مؤشرات قوية على تقدم الأخوان والسلفيون رغم أن الفرز لم يبدأ بعد .

 ***********************************************

مصر تنتخب .. الأربعاء 30-11-2011

الكل مزهو بعملية التصويت وبالإشادة الدولية بها ، وبدأ الحديث عن النتائج والتسريبات من هنا وهناك وكلها كما يتردد قبل الانتخابات تصب في صالح الإسلاميين من إخوان وسلفيين ، والكتلة المصرية في المركز الثالث بينما تدل المؤشرات على تراجع حزب الوفد العريق..
- بعض ائتلافات الثورة وقد أزعجهم نجاح المجلس العسكري في تنظيم الانتخابات وتراجع صوت ميدان التحرير دعوا إلى مليونية بعد غد الجمعة لتكريم شهداء التحرير الذين سقطوا في شارع مصطفى محمود .
- أزمة أنابيب الغاز لا زالت تتصاعد في الشارع والحديث عن بلطجية وراء الاستحواذ على هذه الأنابيب وتوزيعها بمعرفتهم والموارد البترولية تنفي تدخل هيئة البترول في توزيعها .
الإعلان عن زيادة رسوم عبور قناة السويس 3% بداية من مارس المقبل والتي لم تزد أسعار المرور فيها منذ ثلاث سنوات ، وتظل هي الأقل كلفة عالميا .
- قناص العيون الذي ظهر في فيديو فرحا بإصابة عين أحد المتظاهرين بشارع محمد محمود ينفي استهداف المتظاهرين ، ويؤكد أنه ترك شقته إلى شقة أخرى غير معروفة العنوان بسبب تهديدات وجهت إليه بالقتل وأنه لم يهرب أو يذهب إلى خارج البلاد ، وقد أكدت المصادر أنه تحت تصرف جهات التحقيق ، علما أن جهات عدة شككت في صحة الفيديو المنشور له خاصة انه مصور من جهة وزارة الداخلية فكيف يدين نفسه كما أن الخرطوش ليس به سن نمل الدبانه فكيف له أن يقتنص؟1 .
وعاشت مصر هذه الليلة على أصداء نجاح العملية الانتخابية وسلبياتها والتي باتت محور نقاش معظم برامج التوك شو والبرامج الإخبارية المصرية والخارجية ..
***********************************************
 
مصر تنتخب .. الخميس01-12-2011

مرة أخرى ترقب حذر يسود مصر صبيحة يوم جديد ومحاولة لجذب الاهتمام إلي ميدان التحرير في مليونية يؤكد عليها لتكريم شهداء الثورة وفي المقابل ما يطلقون على أنفسهم حزب الكنبة أو الأغلبية الصامتة في مواجهة ما أسموه محاولة استئثار التحرير باتخاذ القرار والتأكيد على أن التحرير ليس هو كل مصر بل هناك أغلبية صامتة بدأت تتحرك من خلال مظاهرات حاشدة الجمعة الماضية والجمعة القادمة غدا لدعم المجلس العسكري حتى يسلم السلطة إلى مجلس مدني حسب خارطة الطريق الموضوعة ، ويردد متظاهروا العباسية أن المجلس العسكري هو العمود الأخير في مصر إذا كسر وسقط كما يريد متظاهروا التحرير انهارت الدولة وسقطت ، لذا الكل يحشد والإخوان ينتظرون ..  
يتردد أن 32 وزيرا بحكومة الجنزوري بعد أن أعاد وزارتي التموين والشباب والرياضة ، للرقابة على الأسعار ، والاهتمام بالشباب ، كما استحدث وزارة للاهتمام بأسر شهداء ومصابي الثورة .
تأجيل نتائج الفرز إلى يوم غد الجمعة ..
***********************************************

 
مصر تنتخب .. الجمعة 02-12-2011

أعداد بسيطة تتوافد على ميدان التحرير استعدادا لمليونية اليوم لتكريم الشهداء والأمر نفسه في مشهد مكرر في ميدان العباسية مع اختلاف الهدف وهو تأييد الاستقرار وبقاء المجلس العسكري لحين نقل السلطة إلى رئيس مدني منتخب .
خطيب مسجد عمر مكرم يكرر على مطالب الثورة لا سيما ما يتعلق منها بمعاقبة المسئولين عن مقتل شهداء التحرير.
عقب خطبة الجمعة نعوش بعدد الشهداء تطوف ميدان التحرير في مشهد درامي مؤثر يؤكد فيه المنظمون أننا لن ننساكم.
ويقف متظاهري التحرير دقيقة حداد ترحما على شهداء مصر في التحرير وغير التحرير من المتظاهرين ومن رجال الأمن ، فالكل كما يقولون أبناء مصر ولا فرق بين دم ودم فكلهم مصريين . ثم ينطلقون في حفلتهم يتغنون بالأغاني الوطنية الملهبة للحماس .
بعض متظاهري التحرير ذهب لأسر المصابين وعرضوا عليهم أمرين الأول : إقامة سرادق للعزاء بالتحرير ، لكنهم رفضوا وقالوا لن يأخذوا العزاء إلا بعد تقديم الجناة للمحاكمة ، والأمر الثاني : هل يعتصموا بالميدان من اجل الشهداء والمصابين فأكدوا علي ذلك .
وقد بدا للعيان أن مظاهرة التحرير لم ترق للمظاهرات السابقة فبدت ضعيفة العدد في ظل تفضيل البعض للاستماع إلى نتيجة الانتخابات وما يرشح من أسماء عن حكومة الجنزوري ، و اقتناع آخرين أن المرحلة الانتقالية بدأت بالفعل من خلال هذه الانتخابات فلم التظاهر إذن ؟
والحقيقة أن مظاهرات العباسية آلمت كثيرا متظاهري التحرير فراحوا ينعتونهم بأنهم فلول النظام السابق وأنهم من جماعات مؤيدة للنظام السابق مثل " إحنا آسفين يا ريس " و " أبناء مبارك " وأكثر من ذلك وصفهم البعض بأنهم مجندين منحهم الجيش أجازات وأمرهم بالتظاهر بلباس مدني تأيدا لهم ، والبعض ذكر أن هناك من يدفع أربعمائة جنيها لكل متظاهر ، ودلت مثل هذه الأقاويل على أن مظاهرة ميدان العباسية آلمت كثيرا المتظاهرين في التحرير حيث شعروا أن هذه المظاهرة بحجمها الكبير الذي فاق التوقعات قد جعل الأمر ليس ثورة وإنما هو اختلاف في وجهات النظر وافقد التحرير زخما وتأثيرا جعل من ساسة الغرب يجعلون من ميدان التحرير مزارا كما فعلت هيلاري كلينتون من قبل .
كانت مظاهرات التحرير والعباسية موضع نقاش ومناظرات بين ممثلي الطرفين ، حيث يأخذ متظاهري التحرير على متظاهري العباسية أنهم في الوقت الذي كانوا يكرمون شهداء مصر كانوا هم يتغنون ويحتفلون ، ويرد عليهم متظاهري العباسية أنهم هم من دعوا أولا إلى التظاهر ، حدث ذلك من أسبوع مضى بينما متظاهري التحرير دعوا لمظاهرتهم منذ يومين فقط ، كما أنهم أقاموا دقيقة حداد على كل شهداء مصر في التحرير وفي غير التحرير الآن ومن قبل ، ثم إنهم كانوا يتغنون بحب الوطن.
وفي الوقت الذي كانت المناظرات بين التحرير والعباسية على أشدها في الفضائيات كان رئيس اللجنة العليا للانتخابات يستعد للإعلان في تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي عن النتائج الرسمية للمرحلة الأولى من الانتخابات فيما يخص الفردي على أن تؤجل نتيجة القوائم حتى نهاية الانتخابات وإن كانت النتائج قد عرفت من خلال التسريبات .
وأكدت النتائج الرسمية ما كان متوقعا حيث فاز الإخوان بنسبة 40% و السلفيون 20% وتلاهم الكتلة المصرية بزعامة حزب المصريين الأحرار بزعامة نجيب ساو يرس 15% ، وجاء بعدهم بمراحل حزب الوفد بزعامة الدكتور سيد البدوي .
تراجع الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين في حواره مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج " الحقيقة " عن تصريحاته بضرورة أن يكون للحزب الذي يحصل على أغلبية في البرلمان الحق في تشكيل الحكومة المقبلة معترفا بصواب وجهة نظر المجلس العسكري في أن يكون المجلس العسكري باعتباره السلطة التنفيذية وبناء على ما جاء في الإعلان الدستوري الحق في تشكيل الحكومة القادمة ، وفسر كلامه السابق بأنه يقصد ضرورة التعاون بين الجهات مجتمعة ، كما عرض في نفس البرنامج إجابات حول أسئلة بعينها لا سيما السياحة والفن فأجاب إنهم يدعمون الفن الهادف وذكر بأن هناك أفلام أثرت في حياة الشعوب وذكر تحديدا فيلم " الرصاصة لا تزال في جيبي " وأكد على أن أغاني كتلك التي تغنى بها عبد الوهاب كان تؤثر في الوجدان ، وطمأن الجميع بأن من يغير هو الشعب وليس الأخوان فلا داعي للقلق .
وفي نفس الاتجاه كان التيار السلفي يطمأن الشعب هو الآخر وظهر المتحدث باسمه في مداخله على قناة سي بي سي مع خيري رمضان وضياء رشوان يجيب على أسئلة تسبب قلقا لدى الشارع المصري وتحدث عن مشروعية قيادة المرأة للسيارة وان زوجات الأخوان يقدن السيارة ولا ضير في ذلك وان السياحة لا يشترط لها الخمر والمايوه وأنه يملك البدائل واتفق معه على مناظرة مع أحد المهتمين بالسياحة ليعرض كل منهما وجهة نظره .
أخفقت في الانتخابات "جميلة إسماعيل " مطلقة أيمن نور أول من رشح نفسه ضد الرئيس السابق ، والذي استبعد من الترشح للرئاسة هذه المرة بسبب سجنه في قضية تزوير توكيلات حزب النور ، وصبت جميلة جم غضبها على الإسلاميين بسبب استخدامهم الدين في السياسة ، وكذا فعل جورج إسحاق مؤسس حركة كفاية والذي دافع عن الإخوان سابقا ، ونجح مصطفى بكري وعمرو حمزاوي وآخرون بينما كانت الإعادة مصير عدد كبير من الدوائر .
وبينما كان الجدل مازال مستمرا كانت القاهرة رغم برودة الجو والأمطار التي تتساقط من حين لآخر مصدرا للأخبار الساخنة التي تتداول عبر الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية ..
***********************************************
 
مصر تنتخب .. السبت 03-12-2011

لا جديد يذكر اليوم سوى :
 
- تعذر تشكيل حكومة الجنزوري لاعتراضات على بعض المرشحين للوزارة وعلى رأسهم أسامة هيكل وزير الإعلام ، وما تردد عن الأسماء التي رشحت لوزارة الداخلية .
بدأت تصريحات الإسلاميين تلقي بظلالها على المشهد المصري و تصيب الذعر في شرائح شتى من المجتمع . -
- فوز منتخب مصر الأولمبي على نظيره الجنوب أفريقي بهدفين نظيفين ليصعد لملاقاة منتخب المغرب في ربع نهائي التصفيات الأفريقية المؤهلة للاولمبياد ..


***********************************************
***********************************************
***********************************************