الموتى لا يعودون.. عن المصالحة مع الإخوان أتحدث - محمد صالح رجب - الأسبوع
محمد صالح رجب
دعوات بين الحين والآخر يطلقها البعض عن حتمية المصالحة مع تنظيم الإخوان، لتجابه برد فعل عنيف ضد الدعوة ومطلقيها، فهل نحن في حاجة إلى هكذا مصالحة؟ ولماذا يغضب المصريون من مجرد طرح مصطلح "المصالحة" مع الإخوان؟.
ثمة خطأ كبير عند استخدام البعض لمصطلح "المصالحة" الذي يفيد بوجود " ندية " ما بين فريقين، الأمر الذي يثير حفيظة المصريين ضد المصطلح و مطلقيه، فلا مصالحة إذا ـ يقول المصريون ـ وإنما انصياع للدولة وإرادة الشعب بالانصياع للقانون والدستور الذي اقره الشعب والذي بموجبه تم تصنيف تنظيم الإخوان ككيان إرهابي.
تصنيف تنظيم الإخوان ككيان إرهابي يعني أنه لا وجود مرة أخرى لمرشد ولا لمكتب إرشاد، ولا وجود لاجتماعات تنظيمية سرية لأعضائه، ولا سيطرة على النقابات ومفاصل الدولة، و لا عودة للنشاط الاقتصادي الموازي، ولا إمكانية لـ "لبننة" مصر بوجود كيان موازي للدولة على غرار حزب الله في لبنان. السماح بعودة " التنظيم " بأي شكل من الأشكال هو العود إلى النقطة ما قبل الصفر بما يعني أن تتحمل مصر تكلفة باهظة أخرى ستدفعها يوما من دماء أبنائها واستقرارها ومقدرات شعبها. لكن السؤال يبقى ما الحل إذن؟
الحل هو في الحل، نعم الكرة في ملعب التنظيم الآن، عليه أن يقدم نفسه كخارج على القانون ويعلن حل نفسه، ليحاكم من تلوثت يداه بدماء المصريين ومن حرض على العنف، ومن ثم يفتح المجال للعفو الرئاسي عمن لم تتلوث يداه بدماء المصريين "كأفراد"، على أن يظل هؤلاء تحت المراقبة والعزل السياسي والوظيفي" في وظائف بعينها" لمدة معينة من الزمن.عدا عن ذلك ما هي إلا محاولات يائسة لإحياء "التنظيم"، غير أن الموتى لا يعودون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق