https://www.facebook.com/PublishingRwafead/posts/10163921852995023
التظاهر حق مشروع كفله الدستور وفق ضوابط حددها القانون للتعبير عن الرأي وإيصال رسائل لمن يهمه الأمر، لكن التظاهر في بلادنا كثيرا ما ارتبط بالعنف والتعدي، فلا تخلو مظاهرة من التعدي على الحقوق وإتلاف وتخريب الممتلكات ولربما سقط فيها ضحايا بين مصاب وقتيل. هذا الأمر مرده إلي نقص الثقافة، واعني بها هنا "ثقافة قبول الآخر"، القبول بالآخر تعني أنك لن تفرض رأيا، تعني أنك سوف تحترم حق الآخر في عدم التظاهر ولن تقطع طريقا أو تمارس عنفا أو تعرقل حياته الطبيعية أو تؤثر على أعماله وأرزاقه أو تؤذيه جسديا ومعنويا بسلوك ما. حين تصل إلى تلك الثقافة وقتها حدثني عن الحق المشروع في التظاهر. في مصر على سبيل المثال ـ حتى بين النخب ـ يحتكر الكثيرون الحقيقة الكاملة، رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ وعلى الجميع الانصياع لهم. رأيت ذلك كثيرا، بل وكنت في أحيان كثيرة شاهدا على ذلك، رأيت أناسا اعتلوا الشاشات والمنابر وصدعونا عن الحريات لكنهم سقطوا أمام أول اختبار وطردوا مخالفيهم الرأي من جنانهم.
سوء استخدام حق التظاهر جعل منه حقا سيء الصيت يصيب أغلب المصريين بالرعب لمجرد أن يتناهي إلى أسماعهم وجود مظاهرة هنا أو هناك. أظن أن علينا أن نغير من ثقافتنا باتجاه احترام الآخر قبل أن نتحدث عن الحق في التظاهر، وإذا كانت الغاية من هذا الحق هو إيصال رسائل إلى من يهمه الأمر فتلك الرسائل يمكن أن تصل بسهولة الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها لا تخلو هي الأخرى من العنف والتعدي لكن هناك بالإمكان أن تتجنب ذلك بوسائل عدة كالحظر وإلغاء المتابعات.