هم العدو ..(بقلم : محمد صالح رجب )
بداية نحترم كل الناس وأنا شخصيا من دعاة الحوار الهادئ العاقل لأن صاحب الصوت العالي ذو حجة ضعيفة في غالب الأحيان ،
الأستاذ المحترم مجدي الجلاد شأنه شأن آخرون وما أكثرهم في مصرنا الآن ، يتلونون كما الحرباء ، وربما هذا بحد ذاته ليس عيبا فتغير لون الحرباء هي احد أدواتها لحماية نفسها ومن مصادر قوتها ، فلا يعنينا إن كان احد رجالات النظام السابق أم لا ؟ كما لا يعنينا إن كان يؤيد جمال مبارك لحكم مصر لكونه شاب طموح يمتلك أدوات العصر ووضع العديد من السياسات الاقتصادية في خدمة مصر ، كما لا يعنينا أن كان حصل على فلل أو شقق من السيد / طلعت مصطفى ومجموعته أم لا ، كل هذا لا يعنينا ، فهو توجهه وشأنه الخاص ، لكن ما نحن بصدده هو الكذب ، قد أتفهم ـ لكن لا أقر ـ موقف الفنان احمد زكي رحمة الله عليه وهو يتهرب من فقره ويكذب وعندما يواجه فيرد ، " أنا لا أكذب ولكني أتجمل " ، لكن لا أتفهم السيد / مجدي الجلاد وهو يطالعنا على شاشات التلفاز يتحدث تارة عن الشرف ومحاربة الرشوة وأخرى عن الفقر، رأيته مرة وهو ينأى بنفسه عن الفساد ويقول أن أخته "المسكينة يا عيني " قدمت على شقة مثلها مثل باقي المواطنين ولم يتدخل هو لحصول أخته على هذه الشقة .
رأيته يتحدث عن الحد الأدنى والأعلى للأجور ويدافع بضراوة عن ضرورة وضع حد أعلى للأجور للقضاء على هذا التفاوت وتضيق الفجوة بين طبقات الشعب ضمانا للاستقرار و السلم الاجتماعي .
الآن عدة مصادر تؤكد أن الراتب الجديد للسيد / الجلاد بعد ترك المصري اليوم هو( 200000 ) مائتي ألف جنيه شهريا ، اكرر مائتي ألف جنيه يا سادة ناهيك عن أمور أخرى هنا أو هناك ثم يتحدث عن شقة لأخته للإسكان الشعبي ويتحدث باسم الفقراء وحد أعلى للأجور .. الخ .
ألا تستحي هذه الوجوه وهي تطالعنا يوميا تحدثنا عن الشرف والنزاهة ، وعن الدفاع عن حقوق الفقراء لأنهم منهم ، إن المرء ليشعر بالغثيان وهو يرى وجوها تقول ما لا تعمل وتحمد بما لا تفعل ..
السيد / الجلاد شأنه شأن الكثيرين الذي هم اشد خطرا من الحرباء والذين ابتلى الله بهم مصر ، ستجدهم في الأعلام ، في الشارع،و في العمل ، يلبسون مثلك ويتحدثون بلسانك ويتاجرون بك وبقضاياك ، هم العدو فاحذرهم ..
محمد صالح رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق