عندما تعلن جهة ما عن شغل وظيفة شاغرة لديها ، يحدد في الإعلان ، متطلبات هذه الوظيفة مثل السن والمؤهل والمهارات ، ثم يخضع المتقدمون للوظيفة ممن تتوافر فيهم هذه المتطلبات لكشف هيئة ، و كشف صحي ..
وفي مصر أعلنت الجهات المختصة عن وظيفة شاغرة ، وهي وظيفة رئيس الجمهورية ،ولم تحدد لنا المواصفات المطلوبة لهذه الوظيفة ، من ناحية السن والمؤهل والخبرات والمهارات والقدرات المختلفة ، وألقت بالكرة في ملعب الشعب واعتبرت أن الشعب بما يملكه من تعليم وفطنة هو الذي سيقوم بكشف الهيئة ، للمتقدمين لشغل هذا المنصب من خلال اختياره المرشح القادر على تحقيق أماله وتطلعاته .
ولأن معدل البطالة كبيرة في مصر ، فقد تقدم العديد من المرشحين دون أن يعرف أي منهم متطلبات ومهام الوظيفة المتقدم لشغلها ، فتقدم السائق ، والميكانيكي ، والحانوتي ، والدكتور والشيخ .. تقدم الشاب والطاعن في العمر ، الصحيح والمريض ..و لم يشغل بال أي منهم إن كان سيصبح رئيسا يمارس سلطات الرئيس كاملة في حال إذا ما حدد الدستور المزمع وضعه نظاما رئاسيا للحكم في مصر ، أم سيكون ديكورا ، يحضر المناسبات ويستقبل الضيوف والسفراء ، في حال إذا ما قرر الدستور نظاما برلمانيا للحكم ، كل ما شغل اهتمامه أن يحصل على فرصة العمل هذه وبعدها يحلها ألف حلال ..
إن المرء يتساءل: كيف لناخب أن يثق في مرشح رئاسة كل همه الحصول على المنصب دون أن يعرف المطلوب منه ، انه كمن يوقع على بياض ، ومثل هؤلاء لا يمكن الثقة فيهم ولا يمكن لهم أن يحملوا الأمانة .
هذا ما يحدث الآن في دولة بحجم مصر قررت أن تضع العربة أمام الحصان ثم تنتظر خيرا .. إن ما يحدث في انتخابات الرئاسة ما هو إلا حلقة أخرى في مسلسل التخبط و اللا منطق الذي تشهده مصر منذ قيام الثورة التي لم نتذوق طعمها بعد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق