الاثنين، 24 يونيو 2013

سنة ' أولى ' حكم|محمد صالح رجب| بوابة الأسبوع

سنة ' أولى ' حكم|محمد صالح رجب| بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/81085
سنة ' أولى ' حكم
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 16 - 06 - 2013

قال تعالى ' أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ' وقال أيضا 'أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا () أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ' صدق الله العظيم 
فالهوى لدى البعض ' إله ' ، والمتبعون لأهوائهم وميولهم ولرغباتهم التي لم ينزل الله بها من سلطان آثمون .
لذلك على القاضي أن يتجرد من أهوائه وميوله أثناء نظر القضايا ، وعلى الرئيس أن ينحي ميوله وأهوائه جانبا أثناء حكم البلاد ، وكذا على الناقد أو الكاتب أن يكون موضوعيا بعيدا عن الهوى عند قراءته وتقيمه لعمل ما ..
من هذا المدخل نحاول تقييم فترة حكم الرئيس مرسي خلال السنة الأولى ، وحتى نكون موضوعيين علينا قياس أداء الرئيس وفق نظرية الإدارة باعتبار أن الشعب أنابه ووكله بإدارة شئون البلاد لمدة زمنية معينة مقدرة بأربع سنوات وبشروط معينة .
وإذا كانت الإدارة تعني التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ، فإن إدارة الرئيس فشلت حتى في الوظيفة الأولى وهي التخطيط عندما وضعت خططا على المستويين القريب والبعيد لا تمت إلى الواقع بصلة وتنم عن محدودية الإمكانيات ، فالخطط تضع أهدافا قابلة للتحقيق ، وطرق وأساليب تحقيق هذه الأهداف بما يضمن أفضل النتائج واقل التكاليف مع المراجعة الدورية لتقويم ما يحدث بها من انحرافات وكل هذا وفق الإمكانيات المتاحة والمحتملة وبعد دراسة جيدة للظروف المحيطة في الوقت الراهن وفي المستقبل المنظور ، ومعيار نجاح أي إدارة هو مدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف في المواعيد المحددة وبكفاءة عالية وبأقل التكاليف ..
ولو أسقطنا ذلك على إدارة الرئيس مرسي لرأيناه بالفعل قد جاء مصحوبا بخطة للنهوض بالبلاد فيما يسمى بمشروع النهضة الذي وضعه خبراء تجاوز عددهم المئات كما ذكروا ، ووجدنا أساليبا مقترحة لتحقيق تلك الأهداف وفق دراستهم للواقع الحالي والمستقبلي وقتها .
ورغم التصريحات المثيرة للجدل المنقولة عن المهندس خيرت الشاطر حول مشروع النهضة والتي تجعله كأن لم يكن، فإننا سوف نؤجل الحديث عن انجازات المشروعات طويلة الأجل بفرض وجودها لأنها تتطلب وقتا قد يتجاوز في مداه مدة حكم الرئيس مرسي حتى ولو لفترتين متتاليتين ، لذلك سوف نقتصر تقيمنا عن الخطة قصيرة المدى والمتعارف عليها باسم ' خطة المائة يوم الأولى لحكم الرئيس ' والتي ألزم الرئيس نفسه بأهداف قصيرة المدى سوف ينفذها خلال المائة يوم الأولى من حكمه ،تشمل خمس محاور هي ' الخبز والوقود والنظافة والأمن والمرور' .
عندما قرأت الأهداف الفرعية المنشودة تحت كل محور من هذه المحاور شعرت أن الرئيس سيفشل حتما في إدارة البلاد لأن الأهداف التي وُضِعت غير واقعية كما وكيفما وتنم عن قصور في قراءة المشهد ، ومن لم يستطع قراءة الواقع والمستقبل المنظور ، لا يستطيع أن يتحمل مسئولية إدارة دولة بحجم مصر ، ثم إن المصريين كانوا يرضون بأقل من هذه الأهداف مع وجود رؤية مستقبلية لتحقيق الباقي منها ، لكن إدارة الرئيس مرسي أسرفت في الوعود دون دراسة حقيقية للواقع الراهن وقتها والتغيرات المحتملة ، ودون دراسة الإمكانيات المتاحة والمعوقات الحالية والمستقبلية والتغييرات الداخلية والخارجية .
وعليه .. أدعو مؤيدي الرئيس مرسي أن يتجردوا من أهوائهم ويضعوا ما جاء بالخطة من أهداف وما تحقق على أرض الواقع ويعطوا لكل بند درجة ، ليستخلصوا النتائج بأنفسهم ربما يقتنعون ، أدعوهم للإجابة على هذه الأسئلة بينهم وبين أنفسهم :
- هل تحقق الأمن بالشارع وهل تحققت العلاقة الطيبة التي كان ينشدها الرئيس بين الشعب وجهاز الشرطة ؟
- هل تحققت نظافة الشوارع وتجميل المدن التي وعد بها الرئيس ؟
- هل وصل الخبز الجيد إلى المواطنين دون عناء .
- هل حل الرئيس أزمة المرور أو حتى فرض احترام قوانين المرور ؟
- هل وفر الرئيس الوقود بكافة أنواعه للمواطنين دون عناء كما وعد واختفت الطوابير من أمام محطات الوقود .
ببساطة لم يوفق الرئيس في تحقيق هذه الأهداف ، وبالتالي يمكننا القول أن السيد الرئيس فشل فشلا ذريعا في إدارة البلاد وتحقيق الأهداف الموضوعة خلال السنة الأولى من حكمه .
وعندما نقول أن الرئيس فشل ، فهذه ليست سبه في شخصه كما يحاول البعض أن يصورها و يسارع مدعوما بأهوائه وميوله في الحكم على منتقدي أو معارضي الرئيس تارة بالعمالة وأخرى بالخيانة .. والقائمة تطول ، إنما ننتقد الأداء وفق معايير علمية مصحوبة بنتائج فعلية على الأرض ، ورغم هذا تبقى النتيجة الرسمية معلقة إلى 30-6 عندما يخرج الشعب بنهاية السنة الأولى ويعلن إما سقوط الرئيس أو يعلن نجاحه وانتقاله إلى سنه ثانية في حكم مصر .. وإنا لمنتظرون .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق