السبت، 8 مارس 2014

عفاريت على تخوم مصر.."بقلم : محمد صالح رجب"

عفاريت على تخوم مصر.."بقلم : محمد صالح رجب"
" من حضر العفريت يصرفه " مثل مصري قديم له وجاهته إلا أن التجربة على أرض الواقع أثبتت أن من حضر العفريت ليس بالضرورة قادرا على صرفه ، فمن حضره في العراق وأفغانستان لم يصرفه سواء برغبة منه أو بغير رغبة .
وفي ليبيا قام المتخصصون في هذا المجال باستحضار عفاريت أخرى في هذا القطر العربي الشقيق ، المتاخم للحدود المصرية ، وبدلا من صرف العفاريت انصرف المتخصصون وتركوا العفاريت دون قيادة وسيطرة أو حتى كتالوج التشغيل الآمن  ، تركوهم  يعبثون ويرتعون في شوارع وأزقة ليبيا زنقة زنقة ، يقتلون ويروعون الآمنين ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، بل أنهم لم يكتفوا بذلك ، فاقتتلوا فيما بينهم وأوشكوا أن يعفرتوا ليبيا بأكملها ،كل منهم يريد أن يكون العفريت الأكبر، وتمردت العفاريت على من احضرها ، وتكاثرت بشكل سريع ولافت،لاسيما مع انتشار الدم المسفوح ، ولم يجد البخور ولا غيره معها نفعا ، وعندما حاول البعض البحث في هذا المجال ، تبين صعوبة الخلاص منه ، وان الوقاية المسبقة خير من العلاج ، وأن الدول الأكثر عرضة للعفرتة هي دول العالم الثالث ، ولكي تتحصن من ذلك عليها أن تتقدم الصفوف وتنتقل بعيدا عن المناطق الموبوءة إلى عالم آخر يقال له " العالم الأول " ، لكن السؤال: كيف تتخلص الدول المصابة من تلك العفاريت ؟ من يقدر على صرف العفاريت من أفغانستان والعراق وأخيرا ليبيا ؟ التجربة أثبتت أنه لا يمكن الاعتماد على من حضر هذه العفاريت، لأنهم يعيشون فوق القانون ولو وجد نظام دولي عادل لعوقبوا أشد العقاب على فعلتهم .
وإذا كان صرف العفاريت عن هذه الدول يبدوا صعبا للغاية فهل بالإمكان تحصين أنفسنا سريعا قبل أن تنتقل إلينا تلك العفاريت المتربصة ؟
ما يعنينا بالدرجة الأولى ليبيا ، فالحدود مع مصر طويلة ، ولا حاجة لها بأنفاق،والأمر جد خطير، وليبيا تتعفرت بسرعة هائلة في ظل تكاثر وتكالب العفاريت من شتى البقاع ، هذه العفاريت لن تكتفي بليبيا وحدها بل العين على دول أخرى مجاورة ، لذا يجب على مصر أن تلتقي مع الدول المجاورة لليبيا للبحث سويا في كيفية تحصين تلك الدول من انتقال عفاريت ليبيا إليها ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق