عفاريت على تخوم مصر.."بقلم : محمد صالح رجب"
" من حضر العفريت يصرفه " مثل مصري قديم له
وجاهته إلا أن التجربة على أرض الواقع أثبتت أن من حضر العفريت ليس بالضرورة قادرا
على صرفه ، فمن حضره في العراق وأفغانستان لم يصرفه سواء برغبة منه أو بغير رغبة .
وفي ليبيا قام المتخصصون في هذا المجال باستحضار عفاريت
أخرى في هذا القطر العربي الشقيق ، المتاخم للحدود المصرية ، وبدلا من صرف
العفاريت انصرف المتخصصون وتركوا العفاريت دون قيادة وسيطرة أو حتى كتالوج التشغيل
الآمن ، تركوهم يعبثون ويرتعون في شوارع وأزقة ليبيا زنقة زنقة
، يقتلون ويروعون الآمنين ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، بل أنهم لم يكتفوا بذلك
، فاقتتلوا فيما بينهم وأوشكوا أن يعفرتوا ليبيا بأكملها ،كل منهم يريد أن يكون
العفريت الأكبر، وتمردت العفاريت على من احضرها ، وتكاثرت بشكل سريع ولافت،لاسيما
مع انتشار الدم المسفوح ، ولم يجد البخور ولا غيره معها نفعا ، وعندما حاول البعض
البحث في هذا المجال ، تبين صعوبة الخلاص منه ، وان الوقاية المسبقة خير من العلاج
، وأن الدول الأكثر عرضة للعفرتة هي دول العالم الثالث ، ولكي تتحصن من ذلك عليها أن
تتقدم الصفوف وتنتقل بعيدا عن المناطق الموبوءة إلى عالم آخر يقال له "
العالم الأول " ، لكن السؤال: كيف تتخلص الدول المصابة من تلك العفاريت ؟ من
يقدر على صرف العفاريت من أفغانستان والعراق وأخيرا ليبيا ؟ التجربة أثبتت أنه لا
يمكن الاعتماد على من حضر هذه العفاريت، لأنهم يعيشون فوق القانون ولو وجد نظام
دولي عادل لعوقبوا أشد العقاب على فعلتهم .
وإذا كان صرف العفاريت عن هذه الدول يبدوا صعبا للغاية فهل
بالإمكان تحصين أنفسنا سريعا قبل أن تنتقل إلينا تلك العفاريت المتربصة ؟
ما يعنينا بالدرجة الأولى ليبيا ، فالحدود مع مصر طويلة
، ولا حاجة لها بأنفاق،والأمر جد خطير، وليبيا تتعفرت بسرعة هائلة في ظل تكاثر
وتكالب العفاريت من شتى البقاع ، هذه العفاريت لن تكتفي بليبيا وحدها بل العين على
دول أخرى مجاورة ، لذا يجب على مصر أن تلتقي مع الدول المجاورة لليبيا للبحث سويا
في كيفية تحصين تلك الدول من انتقال عفاريت ليبيا إليها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق