" أمين " شرطة يعتدي على سيدة في المترو وآخر يعتدي على طبيب ، وثالث يصفع ممرضة ورابع يشهر سلاحا في مستشفى ، مجموعة من الفيديوهات لمنسوبي الشرطة وخاصة الأمناء تظهر بكثافة هذه الأيام في محاولة لتصدير مشهد ما داخليا وخارجيا ، هذا المشهد لم يخلو من صورة الشاب الإيطالي المقتول من خلال ما يشاع بشأن دور مزعوم للجهات الأمنية في مقتله ، مشهد لم يغلق ولن يغلق بل أنه جاذب ومهيأ لاستيعاب المزيد من أحداث فردية بعضها صحيح والبعض الآخر " مفبرك " ، لكن الهدف في النهاية واحد وهو النيل من الشرطة ومن ثم الدولة المصرية ، تغييب القانون أو التأخر في سرعة تقديم المتجاوز إلى القضاء يخلق بيئة خصبة للمتربصين من خصوم الدولة ومن أصحاب المصالح الضيقة ، كان مستفزا اعتداء الأمناء على أطباء أثناء ممارسة أعمالهم ، وأيضا كان مستفزا رد فعل الأطباء ، واستغلالهم للحادث وكأنهم بلا خطيئة ، تضخيم تجاوزات الشرطة "المرفوضة شكلا وموضوعا " لتحقيق مكاسب ضيقة أيضا مرفوض ، ثمة تجاوزات أيضا للأطباء طالت كثيرا من المصريين من خلال الأخطاء الطبية التي لا تخفى على أحد ، تعميم الأخطاء الفردية على المهنة أو القطاع بشكل عام هو أمر غير منطقي وكما أن هناك شرطيا فاسدا هناك آخرون أمناء يقدمون أرواحهم فداء للوطن والمواطن ، وكما أن هناك طبيبا أو ممرضا متجاوزا هناك آخرون أمناء رحماء شغلهم الشاغل إنقاذ مريض أو تخفيف معاناة إنسان ، نحن نريد دولة "الأمناء" في كل مهنة ، ولن يحدث ذلك إلا بتطبيق القانون على الجميع على حد سواء ، فهل نحن قادرون ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق