http://elaosboa.net/elaosboa-dg/1002/elaosboa.html#/13/
من المؤكد أنها ليست مقدسة ، تلك العبارة التي كثر استخدامها الآن من بعض مثقفينا " المثقف يجب أن يكون على يسار النظام " .. ما أشاهده وألمسه عقب ثورة 30 يونيو 2013 أن نفرا غير قليل من محدثي الثقافة قد رفعوا هذا الشعار و اختاروا أن يقفوا دائما إلى يسار النظام ، فلم يعجبهم شكل الرئيس ونظامه ولا ملبسهم ، لم يعجبهم كلامهم ولا صمتهم ولا أي من قراراتهم ، دائما معارض ، يغفو ثم يهب منتفضا رافعا يده " اعترض" ثم يغفو من جديد بعد أن سجل اعتراضه ، وبسؤال البعض عن السبب كان الرد لافتا : طبيعي أن يكون المثقف على يسار النظام ، هذا الرد استوقفني كثيرا ، ورحت أتساءل : ما الذي يجعله أمرا طبيعيا ؟ ما الذي يجعله أمرا مسلما به ؟ هل خلق الله المثقف على يسار الحاكم ونخشى أن نغير في خلق الله ؟ أم أن انتقال المثقف إلى يمين السلطة سيفقده بطولة زائفة ووهجا ثوريا مصطنعا و سيجعله في مرمى السهام والاتهامات بنفاق السلطة ؟
على يسار النظام " بقلم : محمد صالح رجب "
مقولة أن " المثقف يجب أن يكون على يسار السلطة " ليست مقدسة ، ولا يجب أن يحفظها ويتوارثها البعض دون أن يفهم مقصدها ، التمسك بهذه المقولة على إطلاقها و في كل الأحوال ما هو إلا مزايدة رخيصة لاصطناع بطولة زائفة أو لجلب الإهتمام والأضواء ولا تنم أبدا عن وطنيه يحاول أصحابها أن يرتدوا ثوبها ، سنفرح كثيرا عندما يقف المثقف معارضا على يسار السلطة عندما يتطلب الأمر ذلك وسنكون أكثر فرحا عندما نراه على يمين السلطة داعما ومؤيدا عندما يتطلب الأمر ذلك ، وستغمرنا السعادة ونحن نراه خلفها يحمي ظهرها ويدفعها بقوة للأمام أو أمامها ينير لها الطريق ويكشف لها عن عثراته ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق