تسريبات البرادعي في سرادق عزاء الجزيرة "
بقلم : محمد صالح رجب "
في زمن
أصبحت الدماء فيه سلعة تباع وتشترى والوطنية تعني لدى البعض منصبا أو حفنة من
المال لم يكن مستغربا ـ في هذا الزمن ـ تلك المناحة التي أقامها البعض ولا كثرة
المعزيين الذين تكالبوا يذرفون الدمع أنهارا ،يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حزنا
وألما على خصوصية قالوا أنها انتهكت وأمن قومي زعموا أنه اخترق ، لمجرد مكالمة
هاتفية سربت لمن أسموه " أيقونة الثورة " مع الفريق سامي عنان رئيس
الأركان السابق ..
هذا المأتم الكبير كان بالأمس القريب
فرحا وهؤلاء المعزون كان معازيم يشربون مبتهجين نخب تسريبات مماثلة بثتها الجزيرة وأخواتها ليس لرئيس الأركان وإنما للسيسي شخصيا ومدير مكتبه
اللواء عباس كامل كما زعموا ، وقتها لم يكن هناك انتهاك للخصوصية ولا اختراق للأمن
القومي المصري..
لا تتعجبوا ـ يا مصريين ـ فالجزيرة ومن
يدور في فلكها من يحددون أهو " مأتم " أم " فرح " نحزن أم
نبتهج ، ثم يسير القطيع خلفها ، والجزيرة الآن أقامت مأتما على انتهاك الخصوصية
واختراق الأمن القومي المصري والقطيع يمارس مهامه ويتبارى في تقديم وصلة النواح ..
من يرفض انتهاك الخصوصية يا سادة
ويتباكى عليها عليه أن يكون أكثر رفضا للتجارة الفاسدة بأوجاع وهموم الناس واللعب
بمشاعرهم ، عليه أن يكون أكثر رفضا لتلك المعايير المزدوجة التي دأب البعض على
انتهاجها في تعامله مع الدولة المصرية وقيادتها الحالية ، عليه أن يكون أكثر تأدبا
مع الوطن والمواطن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق