http://www.xn--igbhe7b5a3d5a.com/Article/325063/%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D9%83-%D9%85%D8%B5%D8%B1
محمد صالح رجب
المكان بنك مصر- شارع المديرية بالمنصورة
الزمان : الحادية عشر صباحا
على الشباك يقف رجل أربعيني أمام موظفة البنك وقد ساءه أن تطلب منه رقما آخر، عندها تساءل الرجل الذي قد انتهى لتوه من معاملة بنكية:
- وهل تتطلب كل عملية رقما، ألا يكفى رقما واحدا لإنهاء عمليتين مصرفيتين على ذات الشباك لذات الشخص؟
رمقته الموظفة بنظرة شعر فيها بالإهانة، ونشب جدل استدعى تدخل مسئولها المباشر الذي كان يجلس خلف الصرافين..
أراد السيد المسئول نصرة موظفته ولأنه لم يقتنع بمبررها على ما بدا فقد ساق مبررا آخر ظن انه سينهي الجدل وسيتراجع الرجل إما عن قناعة أو حتى عن غير قناعة، كثيرا من المراجعين يفعلون ذلك هكذا حدثته نفسه قبل أن يقول:
- حسابك من الرئيسي وليس من هذا الفرع ودفتر توفيرك يتطلب ختما من المركز الرئيسي..
حينها ثار الرجل الأربعيني وتخلى عن هدوئه:
- بإمكانك يا فندم أن تسوق مبررا آخر، من دقيقة واحدة أنهيت معاملة ولم يطالبني احد بذلك..
رد المسئول:
- أخطأت الموظفة وستعاقب.
- قبل يومين ثمة معاملة أخرى تمت بواسطة موظفة أخرى وأيضا لم يتطلب الأمر ختما..
- أخطأت هي الأخرى وستحاسب..
عندها ضحك الرجل الأربعيني وقال مازحا:
- تتحدث عن موظفاتك وكأنهن غير مؤهلات، عشرات المعاملات تمت على هذا الحساب ليس هذا العام وإنما عبر أعوام مضت ولم يقل احدهم أن الأمر يتطلب ختما من المركز الرئيس فقط عندما أردت أن تنتصر لموظفتك حدث ذلك.
احتد الرجل الأربعيني موجها خطابه للمسئول:
- دائما أجد صعوبة في التعامل معكم فيما يخص حسابي الدولاري وتحديدا منك شخصيا، فلماذا تفعل هذا؟ لماذا تجبروننا على التعامل خارج القنوات الشرعية؟ لماذا تصرون على أن نفقد الثقة في النظام المصرفي، طب اختلق مبررات معقولة ، إبدع حتى يساورنا الشك فنبتلع تلك المبررات وان لم تقنعنا،أنت تدفعني لإغلاق حسابي والتعامل خارج النظام المصرفي..
- عندها رد الموظف بعنجهية:
- أنت حر.. افعل ما تشاء..
ثار الرجل وارتفع صوته واشرأبت عيون الحاضرين تتابع المشهد الملتهب والى الرجل الأربعيني وهو يقول بحدة:
انت مش همك حاجة تتحرق البلد، تروح في داهية، هيهمك ايه؟ انت جالس في مكيف تتقاضى راتبك وبدلاتك نهاية كل شهر، هيهمك أيه؟ الدولة بكل أجهزتها يطلع عينها لبث الثقة في النظام المصرفي وحض المصريين بالخارج على استخدام القنوات المصرفية الشرعية في تحويلاتهم وتعاملاتهم ويجي واحد زي حضرتك يجعل من تلك الجهود هباء منثورا..
ووسط هذا المشهد الذي بدا سينمائيا يتدخل مسئول اكبر وينهي الأمر وتنتهي المعاملة ويحصل الرجل الأربعيني على أكثر مما كان يريد ولم يتطلب الأمر ختما من المركز الرئيس..
قد تبدوا القصة بسيطة في ظاهرها إلا أن الأمر يستدعي تحقيقا عاجلا ممن بهمه الأمر، هل خضع البنك لجرأة الرجل وأعطاه ما لا يستحق أم أن الرجل كان محقا وكشف خللا وعوارا، وفي الحالتين ثمة خطأ يستوجب المساءلة، بنك مصر صرح كبير وله محبة خاصة في قلوب المصريين، ثمة تجهيزات وتطورات طالت كل شئ لم تقتصر على الأصول الثابتة من مبان وأثاث وأجهزة ولكنها أيضا طالت العنصر البشري، غير أن الأمر لا يمنع أن يكون هناك من تسرب عبر الواسطة، على البنك العريق أن يتخلص من هؤلاء لأن مثل هؤلاء يفقدون الثوب الأبيض نصاعته
محمد صالح رجب
المكان بنك مصر- شارع المديرية بالمنصورة
الزمان : الحادية عشر صباحا
على الشباك يقف رجل أربعيني أمام موظفة البنك وقد ساءه أن تطلب منه رقما آخر، عندها تساءل الرجل الذي قد انتهى لتوه من معاملة بنكية:
- وهل تتطلب كل عملية رقما، ألا يكفى رقما واحدا لإنهاء عمليتين مصرفيتين على ذات الشباك لذات الشخص؟
رمقته الموظفة بنظرة شعر فيها بالإهانة، ونشب جدل استدعى تدخل مسئولها المباشر الذي كان يجلس خلف الصرافين..
أراد السيد المسئول نصرة موظفته ولأنه لم يقتنع بمبررها على ما بدا فقد ساق مبررا آخر ظن انه سينهي الجدل وسيتراجع الرجل إما عن قناعة أو حتى عن غير قناعة، كثيرا من المراجعين يفعلون ذلك هكذا حدثته نفسه قبل أن يقول:
- حسابك من الرئيسي وليس من هذا الفرع ودفتر توفيرك يتطلب ختما من المركز الرئيسي..
حينها ثار الرجل الأربعيني وتخلى عن هدوئه:
- بإمكانك يا فندم أن تسوق مبررا آخر، من دقيقة واحدة أنهيت معاملة ولم يطالبني احد بذلك..
رد المسئول:
- أخطأت الموظفة وستعاقب.
- قبل يومين ثمة معاملة أخرى تمت بواسطة موظفة أخرى وأيضا لم يتطلب الأمر ختما..
- أخطأت هي الأخرى وستحاسب..
عندها ضحك الرجل الأربعيني وقال مازحا:
- تتحدث عن موظفاتك وكأنهن غير مؤهلات، عشرات المعاملات تمت على هذا الحساب ليس هذا العام وإنما عبر أعوام مضت ولم يقل احدهم أن الأمر يتطلب ختما من المركز الرئيس فقط عندما أردت أن تنتصر لموظفتك حدث ذلك.
احتد الرجل الأربعيني موجها خطابه للمسئول:
- دائما أجد صعوبة في التعامل معكم فيما يخص حسابي الدولاري وتحديدا منك شخصيا، فلماذا تفعل هذا؟ لماذا تجبروننا على التعامل خارج القنوات الشرعية؟ لماذا تصرون على أن نفقد الثقة في النظام المصرفي، طب اختلق مبررات معقولة ، إبدع حتى يساورنا الشك فنبتلع تلك المبررات وان لم تقنعنا،أنت تدفعني لإغلاق حسابي والتعامل خارج النظام المصرفي..
- عندها رد الموظف بعنجهية:
- أنت حر.. افعل ما تشاء..
ثار الرجل وارتفع صوته واشرأبت عيون الحاضرين تتابع المشهد الملتهب والى الرجل الأربعيني وهو يقول بحدة:
انت مش همك حاجة تتحرق البلد، تروح في داهية، هيهمك ايه؟ انت جالس في مكيف تتقاضى راتبك وبدلاتك نهاية كل شهر، هيهمك أيه؟ الدولة بكل أجهزتها يطلع عينها لبث الثقة في النظام المصرفي وحض المصريين بالخارج على استخدام القنوات المصرفية الشرعية في تحويلاتهم وتعاملاتهم ويجي واحد زي حضرتك يجعل من تلك الجهود هباء منثورا..
ووسط هذا المشهد الذي بدا سينمائيا يتدخل مسئول اكبر وينهي الأمر وتنتهي المعاملة ويحصل الرجل الأربعيني على أكثر مما كان يريد ولم يتطلب الأمر ختما من المركز الرئيس..
قد تبدوا القصة بسيطة في ظاهرها إلا أن الأمر يستدعي تحقيقا عاجلا ممن بهمه الأمر، هل خضع البنك لجرأة الرجل وأعطاه ما لا يستحق أم أن الرجل كان محقا وكشف خللا وعوارا، وفي الحالتين ثمة خطأ يستوجب المساءلة، بنك مصر صرح كبير وله محبة خاصة في قلوب المصريين، ثمة تجهيزات وتطورات طالت كل شئ لم تقتصر على الأصول الثابتة من مبان وأثاث وأجهزة ولكنها أيضا طالت العنصر البشري، غير أن الأمر لا يمنع أن يكون هناك من تسرب عبر الواسطة، على البنك العريق أن يتخلص من هؤلاء لأن مثل هؤلاء يفقدون الثوب الأبيض نصاعته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق