هنية والدرس القطري - محمد صالح رجب
منذ عهد الرئيس
الأسبق حسني مبارك لم تتعامل مصر مع قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية خشية على
القضية الفلسطينية، ورغم الضغوط والتشويه المتعمد، كانت مصر تصر دائما على التعامل
مع كل الفصائل تحت غطاء الشرعية الفلسطينية المتمثلة في الرئيس عباس، وكان هذا
الموقف يجد تشويها متعمدا وتحديدا من قطر التي كانت تغزي الانقسام الفلسطيني
بدعمها حماس وتعاملها معها كما لو كانت دولة، مما أطال زمن الانقسام الفلسطيني،
وشتت الجهود بعيدا عن الهدف الأساسي وهو إقامة الدولة الفلسطينية، فتخلت القضية
الفلسطينية عن موقعها في قمة أولويات الدول الإسلامية بعد أن ظلت قضيتهم الأولى
منذ نشأتها، لكن حين انشغلت قطر بنفسها وأضحت في موقف دفاعي إثر المقاطعة العربية،
لم يعد لها تأثير في غزة وتوقف الدعم القطري المالي والمعنوي مما سهل عملية
المصالحة هذه التي ما كانت لتتم لولا تحجيم قطر، الأمر الذي مهد الأرض ودفع بحماس نحو
هذه المصالحة.
وكما أن المصالحة
الفلسطينية أمر جيد لفلسطين فهي أيضا أمر جيد لمصر رغم حذر البعض واعتراض آخرين
لتعامل مصر مع حماس التي صنفت كإرهابية في لحظة ما والتي لا زال اسمها يتردد في
ساحات المحاكم المصرية كمتهم في قضايا عدة تمس الأمن القومي المصري وعلى رأسها
قضية اقتحام السجون، وكعادتها تقدم مصر المصالح العليا وتترفع عن أفعال الصغار،
القضية الفلسطينية التي هي قضية مصر الأولي هي أمن قومي مصري أيضا، وتعامل مصر مع
الفصائل يهدف لتوحيدها تحت راية الشرعية الفلسطينية، توحيد الفلسطينيين يعني توحيد
الجهود صوب هدف واحد وهو إقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي سيقتطع الطريق على
المزايدين والمتاجرين بتلك القضية ويوجه لطمة قاتلة للإرهاب الذي يعانى منه العالم
وفي مقدمته مصر.
من قبل لم يغتم
الأمير " تميم " الفرصة الذهبية التي لاحت له حين تولى مقاليد الحكم في
قطر وبدلا من تغير سياسة قطر و التطهر من أفعال أبيه التي أضرت بقطر والمنطقة،استمر
على ذات النهج إلى أن وصل إلى ما وصل إليه الآن، نأمل أن يستوعب" هنية "
الدرس القطري وأن يستفيد من توليه قيادة حماس وينتهج نهجا مغايرا لذلك النهج الذي
سار عليه خالد مشعل والذي كرس الانقسام الفلسطيني وأضر كثيرا بالقضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق