الأحد، 7 يوليو 2013

المساجد في الإسلام ( بين عهدي النبوة والإخوان ) بقلم : محمد صالح رجب

المساجد في الإسلام
( بين عهدي النبوة والإخوان )
 بقلم : محمد صالح رجب
لا يخفى على أحد دور المسجد في الإسلام ، وكيف أن أول ما فعله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما نزل بقباء هو بناء مسجد قباء ، ونفس الأمر فعله عندما نزل بالمدينة أقام المسجد النبوي ، وكان تأسيسه بمثابة وضع حجر الأساس للدولة الإسلامية التي أضاء نورها مشارق الأرض ومغاربها ..
ومن وقتها والدولة الإسلامية تدار من داخل المسجد ، القرارات المصيرية للأمة تتخذ في المسجد مثل قرار الحرب و إرسال الجيوش ، وكان المسجد مكانا لاستقبال الوفود، وإبرام المعاهدات ، وكان مأوى للفقراء وعابري السبيل ،و بسواريه يربط الأسرى وفيه يضمد الجرحى ، إضافة إلى كونه مكانا للتربية والتعليم ..
في عصر النبوة لم يعرف ما يسمى الآن في عصرنا الحديث بالديمقراطية كنظام للحكم ، إنما كان نظام الحكم المتبع والمعترف به هو الشورى ، والشورى تختلف عن الديمقراطية ، لذا نجد أن البعض حرم الديمقراطية كنظام للحكم ، أما وقد استقرت الأمور في مصر على شرعية الديمقراطية وتعدد الأحزاب من منطلق انتم أعلن بأمور دنياكم ، فإن هناك نزاعا قويا حول دور المسجد في ظل عهد النبوة وما تلاه حيث نظام الشورى وبين دوره في العصر الحديث حيث الديمقراطية والتعددية الحزبية وتعارض واختلاف المصالح الحزبية ، لاسيما في الجانب السياسي .
ففي حين يرى البعض انه يجب أن يعود للمسجد دوره كما كان في عهد النبوة ، مكانا لممارسة السياسة ، يرى البعض الآخر أن اختلاف نظام الحكم يجب أن يتبعه اختلاف دور المسجد لما فيه صالح البلاد والعباد ، ففي عهد النبوة كانت تدار سياسة الأمة من المسجد لأنه لم يكن هناك  وزارات متخصصة ذات مسئوليات محددة مثل وزارة الخارجية التي تقوم على شأن العلاقات الخارجية ، ولم تكن هناك وزارة للدفاع مناط بها حماية البلاد واتخاذ قرار السلم والحرب ، لذا  فهم يرون ضرورة إبعاد المساجد عن الصراعات والاختلافات السياسية ومن أراد أن يمارس سياسة وارتضى بالتعددية الحزبية ذات المصالح والرؤى المتضاربة عليه أن يمارسها في مقرات الأحزاب والمجالس النيابية وغيرها بعيدا عن المساجد التي تظل رمزا لتوحيد وتجميع المسلمين ، أما القول أننا نقتدي بالرسول الكريم في ذلك ، نقول أنكم تخليتم عن نظام الشورى المتبع في الإسلام كنظام للحكم  وارتضيتم الديمقراطية كنظام بديل فعليكم الالتزام بها والبعد كل البعد عن المسجد .
أقول هذا الكلام لأني متوقع أن يزداد استخدام المسجد في الفترة القادمة لأغراض سياسية ولمصالح ضيقة وللترويج لأناس بعينها مما قد يولد فرقة وشحناء بين المسلمين .
لا يجب ألبته أن نعرض المساجد للحصار والحرق وان نحط من قدر ومكانة المساجد في الإسلام ،يقول تعالى :
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

إن مفاسد استخدام المساجد في السياسة في ظل نظام الديمقراطية الذي ارتضيناه كنظام للحكم أكبر من منافعها ، حيث  تؤدي إلى الشقاق والتناحر وليس إلى توحيد الصفوف ،لذلك يجب أن ننأى عن استخدام المساجد في السياسة ، وعلى الآخرين أن يعلموا أن من دخل المسجد فهو أمن ، ولا يجب حصار أو اقتحام المساجد لأي سبب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق