ماما قطر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوعhttps://www.masress.com/elaosboa/112099
https://www.masress.com/elaosboa/112099
كالأم ترضع وليدها.. هي قطر، ابنة الأربعين عاما، التي راحت ترضع مصر ليل نهار دروسا في الحرية والكرامة الإنسانية عبر بوقها المسمي ' الجزيرة '، وكأن مصر الرائدة الضاربة في عمق التاريخ في انتظار تلك الوجبة القطرية.
لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أقرأ خبرا تناقلته وكالات الأنباء مؤخرا عن تأييد حبس الشاعر القطري ' محمد ابن الذيب ' 15 عاما بتهمة التحريض علي قلب نظام الحكم القائم في قطر والإساءة إلي أمير البلاد وولي عهده ' آنذاك '، ولا إراديا وجدت نفسي اربط ذهنيا بين هذا الخبر وبين ما يحدث في مصر الآن.
ففي مصر أناس يسبون ويقذفون، يشوهون حوائط ورموزا، يقذفون حجارة وأحيانا نارا، يقطعون طرقا ويعطلون المواصلات، يلقون بالأطفال من أعلي البنايات، ينالون من قامات وهامات، يروعون الأطفال والأمهات، يفجرون العربات وينتهكون الحرمات، يحرقون الكنائس ويزدرون الديانات، ثم تخرج علينا ماما قطر بالرضعة اليومية، أنه علي مصر أن تسمح لهؤلاء بحرية التعبير، ثم تفرد مساحات شاسعة عن ظلم القيادة المصرية وكبتها للحريات، وتعاملها الدموي مع هؤلاء المعارضين، في الوقت الذي لم تتحمل هي معارضا واحدا لم يحمل سلاحا سوي قلمه، الذي بدا أقوي من الرصاص حتي أنها لم تتحمله وأنزلت به كل هذا العقاب الذي دفع بمنظمة 'هيومان رايتس ووتش' الحقوقية الدولية أن تعتبر هذه المحاكمة دليلاً إضافياً علي ازدواجية معايير قطر في ما يخص حرية التعبير.
هذا الكلام أوجهه بالأساس لأبناء وطني، بني جلدتي، ففاقد الشئ لا يعطيه، وقطر بالتأكيد لا تملك سجلا من الديمقراطية و الحريات حتي تدرسنا إياه، وبالتأكيد قطر لا ترضعنا الحليب إنما هو ولا ريب السم الذي يضمن لها دورا رياديا في المنطقة علي حساب مصر بعد أن تنشغل بنفسها وتقتلها الصراعات.
وقطعا لا يمكننا أن نلوم قطر، إنما اللوم علي من ينصت لتلك السموم التي تبثها قطر في رضعتها اليومية الموجهة إلي مصر، وتراخي الإدارة المصرية الحالية في مواجهتها.. أفيقوا يرحمكم الله..
https://www.masress.com/elaosboa/112099
كالأم ترضع وليدها.. هي قطر، ابنة الأربعين عاما، التي راحت ترضع مصر ليل نهار دروسا في الحرية والكرامة الإنسانية عبر بوقها المسمي ' الجزيرة '، وكأن مصر الرائدة الضاربة في عمق التاريخ في انتظار تلك الوجبة القطرية.
لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أقرأ خبرا تناقلته وكالات الأنباء مؤخرا عن تأييد حبس الشاعر القطري ' محمد ابن الذيب ' 15 عاما بتهمة التحريض علي قلب نظام الحكم القائم في قطر والإساءة إلي أمير البلاد وولي عهده ' آنذاك '، ولا إراديا وجدت نفسي اربط ذهنيا بين هذا الخبر وبين ما يحدث في مصر الآن.
ففي مصر أناس يسبون ويقذفون، يشوهون حوائط ورموزا، يقذفون حجارة وأحيانا نارا، يقطعون طرقا ويعطلون المواصلات، يلقون بالأطفال من أعلي البنايات، ينالون من قامات وهامات، يروعون الأطفال والأمهات، يفجرون العربات وينتهكون الحرمات، يحرقون الكنائس ويزدرون الديانات، ثم تخرج علينا ماما قطر بالرضعة اليومية، أنه علي مصر أن تسمح لهؤلاء بحرية التعبير، ثم تفرد مساحات شاسعة عن ظلم القيادة المصرية وكبتها للحريات، وتعاملها الدموي مع هؤلاء المعارضين، في الوقت الذي لم تتحمل هي معارضا واحدا لم يحمل سلاحا سوي قلمه، الذي بدا أقوي من الرصاص حتي أنها لم تتحمله وأنزلت به كل هذا العقاب الذي دفع بمنظمة 'هيومان رايتس ووتش' الحقوقية الدولية أن تعتبر هذه المحاكمة دليلاً إضافياً علي ازدواجية معايير قطر في ما يخص حرية التعبير.
هذا الكلام أوجهه بالأساس لأبناء وطني، بني جلدتي، ففاقد الشئ لا يعطيه، وقطر بالتأكيد لا تملك سجلا من الديمقراطية و الحريات حتي تدرسنا إياه، وبالتأكيد قطر لا ترضعنا الحليب إنما هو ولا ريب السم الذي يضمن لها دورا رياديا في المنطقة علي حساب مصر بعد أن تنشغل بنفسها وتقتلها الصراعات.
وقطعا لا يمكننا أن نلوم قطر، إنما اللوم علي من ينصت لتلك السموم التي تبثها قطر في رضعتها اليومية الموجهة إلي مصر، وتراخي الإدارة المصرية الحالية في مواجهتها.. أفيقوا يرحمكم الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق