تعليق المساعدات الأمريكية لمصر والرسائل الملتقطة | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/110148
مما لا شك فيه أن قرار إدارة أوباما بتجميد أو تعليق مساعدات عسكرية لمصر بنحو 260 مليون دولار هو بمثابة رسالة تلقتها جهات عدة داخل مصر وخارجها، و من بين هذه الجهات، شعب مصر وجيشه، وهما بالتأكيد جهة واحدة، وقد وصلتهما الرسالة بمفهوم واحد يؤكد علي صحة قناعتهما أن ثورة 30 يونيو لم تكن موجهة للإخوان فحسب بل كانت أيضا ضد المشروع الأمريكي في المنطقة للمرحلة المقبلة، وهذا ما يفسر التربص بمصر من قبل أمريكا وحلفائها من قبيل تركيا وقطر وإلا ما فائدة قطع مساعدات عسكرية تشمل طائرات ودبابات وصواريخ وهي بالقطع لا تستخدم في قمع المتظاهرين؟ هل رأينا طائرة من طراز ' إف 16 ' تستخدم في قمع المتظاهرين، هل رأيتم دبابة أو صاروخا يستخدم أو يمكن أن يستخدم ضد متظاهرين سلميين؟ بالتأكيد أمر غير مقنع وإنما الهدف هو إضعاف الجيش المصري كآخر جيش قوي يمكن أن يقف حجر عثرة أمام مشروعهم في المنطقة واستنزافه لأطول وقت ممكن في حربه ضد الإرهاب في سيناء بغل يده كما يتصورون من خلال قطع هذه المساعدات عنه، وهذا يذكرني بما حدث في سوريا في الآونة الأخيرة، حيث أقامت أمريكا الدنيا لقتل الأبرياء في سوريا ولم تقعدها وعندما قدم لهم الأسد ما يريدون وهو الأسلحة الكيمائية، التي قد تعرقل مشروعهم أو تُستخدم ضد حلفاء أمريكا لا سيما إسرائيل، ثمن موقف الحكومة السورية وتعاونها ونسي الشعب السوري الذي يذبح يوميا وتدمر بنيته الأساسية، فماله بالشعب السوري وقد حقق ما أراد؟
لذا كانت الرسالة بمثابة التأكيد علي صحة التوجه المصري الجديد بسريعة تنويع مصادر السلاح وإعادة الصناعة العسكرية المصرية إلي مسارها الصحيح، وتوسيع شبكة الأمان المصرية، بتوسيع وتنويع شبكة العلاقات المصرية الدولية، وتوجيها بما يخدم المصلحة الوطنية أولا وأخيرا. تمهيدا للإعلان عن عودة السيادة المصرية الكاملة للقرار المصري.
وفي هذه النقطة تحديدا أتوقع أن تخرج مظاهرات حاشدة في الأجل القريب دعما لتوجه القيادة المصرية نحو الاستقلال بالقرار الوطني وضد سياسة أمريكا ليس في مصر وحدها بل وفي المنطقة بأسرها.
جهة أخري ممن تلقوا الرسالة الأمريكية من داخل مصر هي جماعة الإخوان المسلمين التي فقدت كثيرا من زخمها في الشارع المصري وفقدت العديد من أهم عناصر قوتها في الآونة الأخيرة، أن اثبتوا نحن لا زلنا معكم، فقطع المساعدات العسكرية عن الجيش المصري ومن قبله المطالبة المستمرة بالعفو عن د مرسي وقيادات الإخوان، ومحاولة إعادتهم إلي الحياة السياسية بشكل كامل مرة أخري، يصب في هذا الاتجاه، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك علي علاقة إدارة أوباما الوثيقة بالإخوان وأن التطمينات والتربيطات والعهود والوعود التي حصلت عليها أمريكا منهم قبل وأثناء حكم د مرسي جعلت منهم أداة مهمة من أدوات أمريكا في خطتها لتحقيق رؤيتها في مشروع الشرق الأوسط الجديد.
ومن الجهات الخارجية التي تلقت الرسالة ' حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم ' حيث وصلتهم الرسالة واضحة فجة أن أمريكا لا عزيز لها، وأنها لا تقف إلي جوار حلفائها، وأنها تتخل عنهم وقت الحاجة كما تخلت عن مصر في ظرف كان أولي بأمريكا أن تقف إلي جوار شريك هام في حربه ضد إرهاب لا زالت أمريكا تئن تحت وطأته و تقود العالم في حرب ضروس ضده.
وبالتأكيد أن هذه الرسالة قد تدفع هؤلاء إلي تقليل الاعتماد علي الولايات المتحدة في تأمين احتياجاتها لا سيما الأمنية منها والبحث عن حليف أكثر صدقا ضمانا لاستقرار هذه الدول، ولو استمر الوضع علي هذا المنوال، فإن مصالح أمريكا في المنطقة وربما العالم قد تواجه صعوبات حقيقة في المستقبل القريب.
https://www.masress.com/elaosboa/110148
تعليق المساعدات الأمريكية لمصر والرسائل الملتقطة
محمد صالح رجبنشر في الأسبوع أونلاين يوم 13 - 10 - 2013
مما لا شك فيه أن قرار إدارة أوباما بتجميد أو تعليق مساعدات عسكرية لمصر بنحو 260 مليون دولار هو بمثابة رسالة تلقتها جهات عدة داخل مصر وخارجها، و من بين هذه الجهات، شعب مصر وجيشه، وهما بالتأكيد جهة واحدة، وقد وصلتهما الرسالة بمفهوم واحد يؤكد علي صحة قناعتهما أن ثورة 30 يونيو لم تكن موجهة للإخوان فحسب بل كانت أيضا ضد المشروع الأمريكي في المنطقة للمرحلة المقبلة، وهذا ما يفسر التربص بمصر من قبل أمريكا وحلفائها من قبيل تركيا وقطر وإلا ما فائدة قطع مساعدات عسكرية تشمل طائرات ودبابات وصواريخ وهي بالقطع لا تستخدم في قمع المتظاهرين؟ هل رأينا طائرة من طراز ' إف 16 ' تستخدم في قمع المتظاهرين، هل رأيتم دبابة أو صاروخا يستخدم أو يمكن أن يستخدم ضد متظاهرين سلميين؟ بالتأكيد أمر غير مقنع وإنما الهدف هو إضعاف الجيش المصري كآخر جيش قوي يمكن أن يقف حجر عثرة أمام مشروعهم في المنطقة واستنزافه لأطول وقت ممكن في حربه ضد الإرهاب في سيناء بغل يده كما يتصورون من خلال قطع هذه المساعدات عنه، وهذا يذكرني بما حدث في سوريا في الآونة الأخيرة، حيث أقامت أمريكا الدنيا لقتل الأبرياء في سوريا ولم تقعدها وعندما قدم لهم الأسد ما يريدون وهو الأسلحة الكيمائية، التي قد تعرقل مشروعهم أو تُستخدم ضد حلفاء أمريكا لا سيما إسرائيل، ثمن موقف الحكومة السورية وتعاونها ونسي الشعب السوري الذي يذبح يوميا وتدمر بنيته الأساسية، فماله بالشعب السوري وقد حقق ما أراد؟
لذا كانت الرسالة بمثابة التأكيد علي صحة التوجه المصري الجديد بسريعة تنويع مصادر السلاح وإعادة الصناعة العسكرية المصرية إلي مسارها الصحيح، وتوسيع شبكة الأمان المصرية، بتوسيع وتنويع شبكة العلاقات المصرية الدولية، وتوجيها بما يخدم المصلحة الوطنية أولا وأخيرا. تمهيدا للإعلان عن عودة السيادة المصرية الكاملة للقرار المصري.
وفي هذه النقطة تحديدا أتوقع أن تخرج مظاهرات حاشدة في الأجل القريب دعما لتوجه القيادة المصرية نحو الاستقلال بالقرار الوطني وضد سياسة أمريكا ليس في مصر وحدها بل وفي المنطقة بأسرها.
جهة أخري ممن تلقوا الرسالة الأمريكية من داخل مصر هي جماعة الإخوان المسلمين التي فقدت كثيرا من زخمها في الشارع المصري وفقدت العديد من أهم عناصر قوتها في الآونة الأخيرة، أن اثبتوا نحن لا زلنا معكم، فقطع المساعدات العسكرية عن الجيش المصري ومن قبله المطالبة المستمرة بالعفو عن د مرسي وقيادات الإخوان، ومحاولة إعادتهم إلي الحياة السياسية بشكل كامل مرة أخري، يصب في هذا الاتجاه، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك علي علاقة إدارة أوباما الوثيقة بالإخوان وأن التطمينات والتربيطات والعهود والوعود التي حصلت عليها أمريكا منهم قبل وأثناء حكم د مرسي جعلت منهم أداة مهمة من أدوات أمريكا في خطتها لتحقيق رؤيتها في مشروع الشرق الأوسط الجديد.
ومن الجهات الخارجية التي تلقت الرسالة ' حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم ' حيث وصلتهم الرسالة واضحة فجة أن أمريكا لا عزيز لها، وأنها لا تقف إلي جوار حلفائها، وأنها تتخل عنهم وقت الحاجة كما تخلت عن مصر في ظرف كان أولي بأمريكا أن تقف إلي جوار شريك هام في حربه ضد إرهاب لا زالت أمريكا تئن تحت وطأته و تقود العالم في حرب ضروس ضده.
وبالتأكيد أن هذه الرسالة قد تدفع هؤلاء إلي تقليل الاعتماد علي الولايات المتحدة في تأمين احتياجاتها لا سيما الأمنية منها والبحث عن حليف أكثر صدقا ضمانا لاستقرار هذه الدول، ولو استمر الوضع علي هذا المنوال، فإن مصالح أمريكا في المنطقة وربما العالم قد تواجه صعوبات حقيقة في المستقبل القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق