هو
واحد من ألمع الأسماء في مجال الصحافة العربية ، ومن أكثرها تأثيرا في الشأن المصري إبان الحقبة الناصرية ، أُبعد
عن دائرة صنع القرار في فترة حكم الرئيس
الراحل أنور السادات ، فذهب إلى خندق المعارضة ، وأمعن في الهجوم على السادات بعد
مماته من خلال كتابيه " خريف الغضب " و " أكتوبر 73 الحرب والسياسة
" ، أرجع البعض نقمة هيكل على السادات كون الأخير تخلص منه وأبعده عن دائرة
صنع القرار ، وهو المبرر ذاته الذي ساقه البعض للحملة التي شنها هيكل على مبارك
بعد تنحيه عن الحكم من خلال كتابه " مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان
" والتي تهكم فيها على مبارك وبعض من رموز نظامه.
وعقب
ثورة 30 يونيو روج البعض أن هيكل كان وراء البيان الذي ألقاه السيسي في 3 يوليو
ولم ينف الرجل ليساور البعض الشكوك في أن الرجل بات له قدم ما في منظومة الحكم
الجديدة ، لكن السيسي لم يعره اهتماما ،
ليعود الرجل للظهور مع الإعلامية "لميس الحديدي" ويثير جدلا
واسعا ككل ظهور له ، ففي حين رأى البعض في حديثه حجرا حرك المياه الراكدة على
الساحة السياسية المصرية ، رآه آخرون حجرا
عكر صفو الدولة التي تتجه نحو الاستقرار ، هذا الاستقطاب الحاد ما هو إلا استمرار لوجهتي نظر النخبة في الرجل
فالبعض يرفعه إلى ما فوق النقد وآخرون يسقطوه في بئر الخيانة ومستنقع العمالة .
وبعيدا
عن هذا كله ، فإننا أمام فرصة جيدة لمعرفة الحقيقة ، منذ فتره أثار هيكل موجة غضب
عارمة في الأوساط الأردنية بعد أن تناول العائلة الحاكمة في الأردن في إحدى حلقات
برنامجه "مع هيكل " والتي بثته شاشة الجزيرة القطرية ، وأجمعت العديد من
الصحف الأردنية وقتها على أن الرجل يزور
التاريخ ، وقالت صحيفة الرأي الأردنية على سبيل المثال " لن يجد محمد حسنين
هيكل من يصغي إلى ترهاته وتجنيه وسعيه الدءوب إلى قلب الحقائق، فتزوير التاريخ ليس
عملاً سهلاً والتاريخ لا يكتبه الفاسدون ومن وضعوا أنفسهم في خدمة مشروعات
الاستعماريين الذين لا يصفهم هيكل بغير الأصدقاء ويعتمد على رواياتهم التي نعلم أنها
من صناعة الدوائر السوداء الذي واصل هيكل وأمثاله التقرب إليهم وتنفيذ أوامرها
طمعاً في نيل رضاها ودائماً في التكسب من أعطياتها وما تجود به عليه من فترة إلى أخرى"
وبالطبع لسنا مع اتهام الرجل بالتضليل وتزوير
التاريخ وقلب الحقائق ، فهو يبقى قيمة وقامة وان اختلف البعض معه ، لكننا أيضا
معنيون بالحقيقة ، فالرجل في حديثه الأخير ذكر واقعتين أثارتا شهود عيان عليهما
فقاموا بالرد عليه سريعا ، الأولى : عندما تحدث عن بداية ظهور مبارك والقصة التي
رواها بخصوص صفقة الطائرات بين ليبيا ومصر ، وقد خرج علينا المحامي فريد الديب وأكد
على أن مبارك نفى هذه القصة جملة وتفصيلا ، وأن هيكل يحاول تشويه مبارك لأنه رفض
أن يعطيه اهتمامه ، الواقعة الأخرى هي عندما نفى هيكل علاقة أولاده بأولاد مبارك
ونظامه ، والتي كذبها الكاتب الصحفي مجدي الجلاد في مقال نشر له مؤخرا بجريدة
الوطن ، ولأن أشخاص هاتين الواقعتين ما زالوا على قيد الحياة ، وحتى لا يتهمه أحد من
جديد بتزوير الحقائق والتاريخ ، فنحن مع كاتبنا الكبير في أن يكون عام 2015 هو بحق
عاما للحقيقة ، وبما أننا على بعد خطوات من عام 2015 نأمل أيضا أن نكون على بعد
خطوات قليلة من الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق