الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

المصالحة مع قطر بين الرفض والقبول " بقلم : محمد صالح رجب"

عقب الإعلان عن استقبال الرئيس السيسي للمبعوث الخاص لأمير دولة قطر إيذانا بتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الرامية للمصالحة بين مصر وقطر ، سادت الأوساط المصرية حالة من الرفض لتلك المصالحة ، البعض رأى فيها خيانة لدم الشهداء الذي أريق نتيجة لدعم قطر اللا محدود للإرهاب ، و تساءل آخرون : كيف نتصالح مع من وصفونا بعبيد البيادة و أمهاتنا بالراقصات ، كيف نتصالح مع هؤلاء وأميرهم  بالتزامن مع اجتماع مبعوثه الخاص بالرئيس السيسي  لتدشين تلك المصالحة يعلن من تركيا توافق رؤيته مع رؤية اردوغان بشأن مصر ، وجمال حشمت يعلن من أنقرة عن عودة العمل ببرلمان الإخوان المنحل في محاولة لافتعال ما يسمى بازدواجية الشرعية ، كيف نتصالح ـ إذن ـ مع هؤلاء ؟
غير أن رأيا وإن كان ضعيفا ، يحاول أن يجد له مكانا ما على الساحة المصرية ، ويتساءل أنصاره : وما البديل ؟ ما البديل في ظل عجز الدولة المصرية حتى الآن في مواجهة قطر على الأقل إعلاميا ؟  ، أنصار هذا الرأي ـ على قلته ـ هم أيضا تساورهم الشكوك حول نوايا قطر ، لكنهم مع إعطاء فرصة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ، تقديرا للرجل الذي وقف إلى جوار مصر في وقت تخلى عنها الكثيرون ، و لتعرية النظام القطري أمام الجميع ، وأيضا لأننا لم نملك بعد أدوات الردع لإيقاف قطر وجزيرتها الشيطانية عند حدودهما ، حيث لم تقف الدولة المصرية بعد على قدميها ، هي إذن ـ من وجهة نظر هؤلاءـ فرصة  ليرى العالم كيف تتصرف قطر في الكرة التي ألقيت في ملعبها ، وفرصة لنا لسرعة تجهيز أدوات ناجعة لوقف قطر عند حدها في حال فشل تلك المساعي ، دون أن نفقد حلفاء يملكون أوراق ضغط حقيقية على قطر .
ومع ذلك تبقى الأصوات العالية الكثيرة التي صدحت برفض هذه المصالحة رسالة قوية إلى القيادة القطرية مفادها أن الشعب المصري قد فاض به الكيل تجاه تصرفاتكم ، فهل تلتقط القيادة القطرية تلك الرسالة وتحسن استخدام الكرة التي ألقيت في ملعبها ؟ .  






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق