في
مساحة كتلك وفي ذات المكان راهنت عقب ثورة 30 يونيو على موقف المغفور له ـ بإذن
الله ـ الملك عبد الله بن عبد العزيز ،
وقتها كان لحم مصر مستباحا من الأعداء ، والتردد غلب على مواقف كثير من الأصدقاء ،
بينما الصمت المطبق كان شعار أغلب الأشقاء ، لم يكن رهاني وملايين المصريين على
الرجل من فراغ ، لم يكن تنجيما ولا رجما
بالغيب ولا حتى ضربا للودع ، وإنما لمعرفتنا المسبقة بالتوجه العروبي والإسلامي للرجل
، والذي حمل على عاتقه قضايا الأمتين العربية والإسلامية ، لم يتأخر الرجل و لم يخيب ظننا ، وصدح بكلمة حق
انتصارا لمصر وشعبها واعترافا بمكانة مصر ، خرج صوته عاليا يعلن للعالم أن المملكة
وقفت وستقف إلى جوار مصر التي لها في تاريخ الأمتين الإسلامية والعربية موقع
الصدارة ، لقد كان موقف الرجل بمثابة
البوصلة لكثير من المترددين ، ودافعا قويا ليرتفع صوت المؤيدين الهامسين ، وقطعا
للطريق على المتربصين ، لقد غامر بمصالحه
مع الغرب ، ولم يأبه كثيرا بالمزايدات التي قد تتم تحت شعارات دينية لاسيما
والمملكة هي أرض الإسلام وقبلة المسلمين ، ولم يلتفت كثيرا لما قد يطاله من سوء
أدب البعض من أصحاب الفكر المنحرف ، ولأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل
، فلا عجب أن ينسب المصريون الفضل لأهله ، وأن ترتفع أكفهم إلى العلي القدير سائلين
إياه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق