الاثنين، 26 يناير 2015

في وداع الملك .." بقلم : محمد صالح رجب "

في مساحة كتلك وفي ذات المكان راهنت عقب ثورة 30 يونيو على موقف المغفور له ـ بإذن الله ـ  الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وقتها كان لحم مصر مستباحا من الأعداء ، والتردد غلب على مواقف كثير من الأصدقاء ، بينما الصمت المطبق كان شعار أغلب الأشقاء ، لم يكن رهاني وملايين المصريين على الرجل من فراغ ، لم يكن تنجيما  ولا رجما بالغيب ولا حتى ضربا للودع ، وإنما لمعرفتنا المسبقة بالتوجه العروبي والإسلامي للرجل ، والذي حمل على عاتقه قضايا الأمتين العربية والإسلامية ، لم  يتأخر الرجل و لم يخيب ظننا ، وصدح بكلمة حق انتصارا لمصر وشعبها واعترافا بمكانة مصر ، خرج صوته عاليا يعلن للعالم أن المملكة وقفت وستقف إلى جوار مصر التي لها في تاريخ الأمتين الإسلامية والعربية موقع الصدارة  ، لقد كان موقف الرجل بمثابة البوصلة لكثير من المترددين ، ودافعا قويا ليرتفع صوت المؤيدين الهامسين ، وقطعا للطريق على المتربصين  ، لقد غامر بمصالحه مع الغرب ، ولم يأبه كثيرا بالمزايدات التي قد تتم تحت شعارات دينية لاسيما والمملكة هي أرض الإسلام وقبلة المسلمين ، ولم يلتفت كثيرا لما قد يطاله من سوء أدب البعض من أصحاب الفكر المنحرف ، ولأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل ، فلا عجب أن ينسب المصريون الفضل لأهله ، وأن ترتفع أكفهم إلى العلي القدير سائلين إياه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق