من أجل الغلابة يا
ريس .. " بقلم : محمد صالح رجب "
شهورتفصلنا عن افتتاح قناة السويس الجديدة ، حلم المصريين وهدية مصر إلى العالم
كما قال الرئيس ، الاستعدادات على قدم وساق للتحضير لحفل الافتتاح ، كل المؤشرات
تقول أنه سيكون حفلا أسطوريا كحفل الافتتاح الأول في 17 نوفمبر 1869 والذي دعا فيه
الخديوي إسماعيل ما يزيد عن ستة الآف ضيف واستدعى لخدمتهم خمسمائة طباخ و ألف خادم
، وكلف خزينة الدولة وقتها مليون وأربعمائة ألف جنيه على أقل تقدير ..
المصريون
في انتظار تلك اللحظة ، فهذا الحفل يعد بمثابة تدشين لمورد جديد للعملة الصعبة
للبلاد وما يمكن أن يتبعه ذلك من تحسن في الأوضاع المعيشية للمواطن ، افتتاح
القناة الجديدة هي شهادة نجاح للدولة المصرية بقيادة السيسي في أول اختبار حيث وعدت
وأوفت ، ناهيك عن أن المصريين في مسيس الحاجة للحظة فرح في خضم الأخبار الكئيبة
التي باتت جزءا من مشهدهم اليومي ..
غير
أن الإنفاق ببذخ على هذا الحفل قد يثير حفيظة المصريين ويستفز كثيرا من هؤلاء الذي
ربطوا أحجارا على بطونهم وتحملوا الكثير وصبروا حبا في السيسي وثقة في الجيش وخشية
على الدولة المصرية ، يجب أن تؤخذ مشاعر هؤلاء الذين يئنون تحت وطأة الفقر والمرض
في الاعتبار هم أولى بالمبالغ التي قد تخصص للإنفاق على حفل كهذا ، عندما فعلها
الخديوي إسماعيل كان الحال غير الحال
والزمن غير الزمن ، الآن لا نملك رفاهية هذا البذخ حتى وان كان سيحقق لنا متعة اللحظة
وتخليد الذكرى ، فأنين البطون الجائعة وتأوهات المرضى تنادينا ، رعاية الإنسان
أولى من تخليد الذكرى ، وصورة مصر بالتأكيد لن يجملها سوى مواطن صحيح معافى تعلو
وجهه الابتسامة.
أما
إن كان ولابد من هذا الإنفاق بدعوى تخليد اللحظة أو أن الحفل يجب أن يكون لائقا
باسم مصر فليكن من خارج خزينة الدولة ، ولازال الوقت سانحا لدراسة إمكانية استثمار
الحدث و استغلاله اقتصاديا ، وإن لم يتيسر ذلك ، فالبساطة البساطة يا سيادة الرئيس
رحمة بمشاعر الغلابة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق