السبت، 30 أبريل 2016

الشعب يريد اسقاط النظام - محمد صالح رجب


http://elaosboa.com/elaosboa-dg/977/elaosboa.html#/15/

https://www.masress.com/elaosboa/348614

الشعب يريد إسقاط النظام
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 25 - 04 - 2016

«الشعب يريد إسقاط النظام» شعار التف حوله المصريون فأسقطوا أنظمة، لكن بعد سنوات فقد الشعار بريقه، بعد أن بدا لكثير من المصريين سوء استغلال هذا الشعار لتحقيق مكاسب ضيقة، وبدا أن تجيش الناس وراء هذا الشعار لم يكن الهدف منه مصلحة المصريين الذين خرجوا بالملايين إلى الشوارع طلبا لحياة كريمة فوجدوا أنفسهم بعد سنوات منه أسوأ حالا مما كانوا عليه، يقارن البعض بين الأسعار الآن ووقتها وسعر الدولار والاحتياطي والسياحة وحتى الأمن، لتصب المقارنة في صالح النظام أي نظام، ليستقر بداخل كثير من المصريين أن الاستقرار في ظل نظام خير آلاف المرات من «فوضى» إسقاط الأنظمة. يرد بعض النشطاء أن الثورة لم تحكم، ليجيب عليهم آخرون ومن يضمن لنا أن الثورة ستحكم إن أسقطنا عشرات الأنظمة؟ يقول بعضهم: سيظل طرف معارض يدعي أن الثورة لم تحكم وأن الأنظمة القديمة قد عادت ليستمر المسلسل وتستمر معه حالة عدم الاستقرار التي يتحمل البسطاء الجزء الأكبر من فاتورتها. 
وبصرف النظر عن صواب هذا الاعتقاد إلا أنه يبقى اعتقادا سائدا الآن لدى كثير من المصريين وربما لدى مؤسسات الدولة ذاتها حيث تولدت لديهم قناعات أن مصر لم تعد تتحمل الآن تكلفة إسقاط أي نظام، لأن البديل سيكون كارثيا على الجميع.
إغفال المهتمين بالإصلاح في مصر هذه الحقيقة هو استمرار لحالة الانفصام بينهم وبين الواقع المصري، لم تعد فكرة إسقاط النظام تلقى رواجا الآن بين المصريين، وإدراك المنشغلين بالشأن العام ودعاة الإصلاح والمجددين لهذه الحقيقة مبكرا سيدفع بهم إلى البحث عن آليات جديدة للإصلاح والتقويم وخلق مسارات آمنة للتغير، أضاعت النخبة الجديدة التي أفرزتها ثورتا مصر على نفسها وعلى مصر فرصة ثمينة لتزويد الوطن بوجوه جديدة شابة وبدائل قيادية متعددة، عندما انشغلت بالغنائم والمناصب على حساب ضخ دماء جديدة وتنشيط الحياة الحزبية بالانضواء تحت أحزاب قائمة أو تكوين أحزاب جديدة قادرة على صنع البديل، إن أعظم إنجاز يمكن أن تقدمه النخبة الحالية لنفسها ولمصر هو بث الروح في الحياة الحزبية لتشهد مصر تعددية حزبية حقيقية، وباستثناء الرئيس السيسي لظروف المرحلة فإن أي رئيس قادم بلا حزب هو رئيس في مهب الريح، وعليه فإن النخبة هذه إن أرادت أن تنال ثقة الشارع فلتسارع وتشغل نفسها بصنع البديل القادر على المنافسة بدلا من الانشغال بإسقاط النظام ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق