السبت، 10 مارس 2018

نمط مختلف في بناء رواية المرشد”البوح عن المسكوت عنه” للروائي المصري محمد صالح رجب


http://sootelshab.com/%D9%86%D9%85%D8%B7-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%AD-%D8%B9/

نمط مختلف في بناء رواية المرشد ..”البوح عن المسكوت عنه” للروائي المصري محمد صالح رجب رؤية نقدية للقاص والروائي السيد شليل



اعتبرته جماعة الإخوان مدسوسا عليهم، يعمل مرشدا للأمن، واعتبره الأمن إرهابيا، وبين هذا وذاك عاش “حسين” مأساة وطن.
محمد صالح رجب، كاتب سياسي وقاص مصري، عضو اتحاد كتاب مصر، صدر لها أربع مجموعات قصصية .. “المرشد” هي تجربته الروائية الأولى وفيها يفتح الملف السري للإخوان كما يعري جانبا من الانتهاكات داخل السجون المصرية، ” المرشد” ليست مجرد رواية وإنما أيضا وثيقة تستحق القراءة والاقتناء..
وصدرت رواية ” المرشد” عن دار الآدهم للطباعة والنشر ويتناول الأديب محمد صالح رجب فترة مهمة ومؤلمة من تاريخ مصر الحديث حيث رصد فيها الكاتب عدة أحداث حقيقية كانت سببا قويا وفاعلا لحدوث ثورة شعبية .
عندما تسلقت بعض حركات الإسلام السياسي مناصب هامة وخطيرة في العمل القيادي عندما سطى الإخوان المسلمون على الحكم.
وقبل الغوص في بنية العمل الروائي الذي قرأته عدة مرات حتى تستطيع أن أقف على أرضية مشتركة أحكم من خلالها على جودته لابد لنا أن نستعرض جزءا من بداية النص لكي نستكشف من خلاله عوالم الكاتب التي رصد من خلالها أحداث العمل”
الثلاثاء أول يوليو  2014 وزارة الداخلية – القاهرة ..
توقفت الحركة والأحاديث الجانبية ووقف السادة الضابط حين دخل اللواء محمد الفنجري مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات، استقر خلف مكتب فخم في تلك القاعة الفخمة بابتسامته العريضة المميزة، أشار إليهم بكلتا يديه أن تفضلوا، استريحوا.. عَدل الميكروفون كعادته قبيل أي حديث، ثم حياهم.. حضرات السادة الضباط . صباح الخير عليكم جميعا..
تلقى تحيتهم مجتمعة، ثم نظر إلى الوجوه المشرئبة المترقبة التي دعيت إلى هذا الاجتماع والذي لا يعرفون عنه سوى الزمان والمكان، ستة عشر قيادة أمنية برُتَب مختلفة من مختلف المحافظات دعيت لاجتماع في مبنى وزارة الداخلية في التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء الأول من يوليو لعام 2014 دون أن يعرف أي منهم سَبَب الاجتماع..
نظر اللواء محمد إلى الوجوه المترقبة، انتظر قليلا ربما لِشد انتباههم قبل أن يتحدث قائلا:
في البداية انقل لكم تحيات السيد الوزير وتمنياته الطيبة لكم، ثم واصل:
– أكيد بتسألوا عن سبب هذا الاجتماع.. بعضكم مؤكد ربط بين حضوري وطبيعة الاجتماع، والحقيقية قبل أن أتحدث إليكم عن سبب الاجتماع أود أن أتحدث في نقطة معينة ستكون مدخلا لموضوع الاجتماع..
النهاردة مفيش أوامر، مفيش رتب، فقط، فيه حياة مدنية، لمدة 5 ساعات تقريبا، بمعنى أننا سنرفع التكليف بنا وبين بعض في هذه الساعات الخمس، كان ممكن نعقد الاجتماع ده في مكان آخر، لكن وجدنا من الأفضل أن يكون هنا، في وزارة الداخلية نفسها، أتعرفون لماذا ؟”
نستطيع أن نقول أن رواية المرشد رواية الفضح والتعرية وأيضا التأريخ لهذه المرحلة المهمة جدا والتي لن ينساها الناس لما كان لها من أثر سيء عليهم.
عندما قرأت هذه الرواية للمرة الأولى كنت مشفقا جدا على كاتبها لأنه اختار موقف الراصد للأحداث بحيادية تامة وهو محق في هذا الاختيار حتى لا يكون مقحما على العمل الروائي ولكن في مثل هذه الأحداث السياسية الوطنية لا يغفر لك القارئ حيادتيك فيشعر بأنك لا تملك موقفا واضحا كونك مواطنا تنتمي إلى هذا الكيان الموجوع.
تبدأ أحداث الرواية داخل وزارة الداخلية مع اللواء محمد الفنجري الذي يجتمع ببعض القادة من الضباط ويبدأ بعرض سبب الاجتماع بهم وهو توقف الأوامر العسكرية لمدة خمس ساعات خلالها يقرؤون رواية لشاب مصري عمره ثلاثون عاما من الرواية”
– هناك رواية لشاب مصري، هذه أول رواية يكتبها، الرواية مش بتتهمنا فقط بالتقصير، لأ، دي بتتهمنا بانتهاك أدمية المواطن، من الآخر الرواية بتشوط فينا جامد، لذلك صادرنا الرواية من أيام، ليس هذا فحسب وإنما استدعينا الكاتب، هو شاب بسيط عمره 30 سنة تقريبا ،من أسرة بسيطة، ملوش نشاط سياسي بارز، لكنه قارئ جيد للإحداث كما بدا من تعليقاته وكتاباته، حين استدعيناه كان واضحا، تحدث معنا بصراحة متناهية، تحدث أن صديقا له هو بطل قصته، وأنه تأثر بما حدث له فكتب تلك الرواية.. أفرجنا عن الرواية وأطلقنا سراح الكاتب سريعا بعد إعادة تفكير، فلم نعد في زمن المنع، ولسنا في حاجة إلى أن نصنع منه بطلا..
طرق الروائي محمد صالح رجب مناطق روائية لم تطرق من قبل عندما خلع عن الجانب العسكري قوانينه وتحويله للجانب المدني محدث مفارقة وداعما لفكرة التحرر مما جعله يستثمر الخمس ساعات في قراءة رواية الشاب المتهم من خلال لغة حوارية سلسة ل>لك أشفقت عليه لوقوعه في دائرة الحيادية والتي لن يغفرها له القارىء وخصوصا في المواقف الوطنية يتعرض الكاتب إلى إتهام معلن.
عندما عرض الأحداث التي حدثت بالفعل وكان لها واقع الغضب والتمرد من خلال المهندس المصري عندما اعتبره التنظيم السياسي الإسلامي مدسوسا عليه واعتبرته الحكومة المصرية إرهابيا تم خطفه وغسل مخه ومن ثم تجنيده خارج الوطن حتى يقوم بأعمل إجرامية تساعد على تشويه وزعزعة الموقف السياسي ما جعل المسؤولون يحاولون تجنيده فيصبح عميلا مزدوجا في قالب سلس بسيط مغلف بلغة هادئة.
“بدا كمن يساق إلى  المشنقة، تتدلى ساقاه وهما يجرانه من عضديه. يسحبانه ويعلقا يديه مفرودتين إلى  لوح أفقي وساقاه متباعدتان ومثبتتان. هم لا ريب يصلبانه، لقد رأى هذا المشهد مرارا، لكنه لم يتوقع يوما أن يكون أحد أبطاله. ضربات قلبه تتسارع، يعود قليلا بالذاكرة إلى الوراء، إلى أيام مضت لم يعد يعلم عددها، ويتذكر أنواع العذابات التي شهدها منذ جِيء به إلى  هذا المكان.. عندما نزل من السيارة ركل بالأقدام من نفر غير قليل، كل يسلمه للآخر بقدمه أو بعصا غليظة كان ممسكا بها، يحاول أن يهرب من أحدهم فيصطدم بالآخر. كانوا متراصين على جاني الطريق بشكل منتظم، وعلى مسافات متقاربة، بدوا وكأنهم مدربون على هذا الأمر أو اكتسبوا خبرة في ذلك. ثم صُفِعَ على قفاه لأول مرة في حياته، لم يفعلها أبوه، ولم يسمح لأحد قط أن يضربه على قفاه. كان كالصعايدة في هذا الأمر، يعتقد أن الضرب على القفا منتهى الإهانة، وقد أهين كثيرا، لكن يبدو أن نظرته كانت ضيقة، فالضرب على القفا لم يكن منتهى الإهانة كما كان يعتقد، بل لم يكن إهانة من أصله بجانب أشياء أخرى يحتفظ بها لذاته ويخجل أن يعرف بها أحد غيره، كان يبكي طويلا كلما تذكرها.. لم يكن هذا فحسب، بل أوثقوا يديه وقدميه في عصا مسنودة إلى كرسيي خيزران يتدلى كما الخروف فوق النار في حفل شواء ثم ينهالوا عليه ضربا.. أصناف شتى من العذاب عرفها منذ قدم إلى هذا المكان، لكنه لم يتعرض للصلب من قبل. يبدو أنه كتب عليه أن يتذوق كل أصناف العذاب. خجل من نفسه حين باغتته رغبة ملحة في الضحك سرعان ما أجهضها في مهدها، لكنه مع ذلك راح يتهكم على نفسه في داخله، لم يكن في حاجة هذه المرة لمن يسخر منه، بل هو ذاته راح يسخر من نفسه، يسخر من عبطه وسذاجته.. عاد إلى  نفسه سريعا مع أول سوط وقع على ظهره، صار يزعق هو الآخر ويشارك الآخرين الألم. رجلان يتبادلان الضرب على ظهره بتناغم شديد”
الجميل في العمل الروائي المرشد هو لغته التي يستطيع كل فئات الشعب التواصل معه لأنهم بالفعل كانوا جزءا منه حيث سلط الكاتب الضوء على الحياة السياسية العسكرية من خلال بعض الانتهاكات التي كانت تحدث من بعض القيادات وكشف الروائي عن جوانب معتمة في كيفية تجنيد وصنع إرهابيا دون التزايد أو التهليل لكيان على حساب الآخر
تعد رواية المرشد رغم أنها العمل الأول للروائي المصري محمد صالح رجب ، رواية ماتعة تمتلك عدة عوامل لنجاحها أهمها اللغة وتناول كل جوانب الشخصيات المعروضة داخل العمل في قالب جديد على الرواية المصرية والعربية.
في مشهد مهيب يخلع القلوب كان ” حسين ” مسجى على خشبة طولية في غرفة ضيقة وقد أحاط به بعض الأخوة وقد شرعوا بإجراءات الغسل. طقوس وجهد كبير بذلته الجماعة لإضفاء الصبغة الدينية على العملية وتثبيت حسين ومن معه على أن عمليتهم هذه إنما هي لله ونصرة لدينه، ونصرة الدين ليست بالدعوة فقط وإنما بالدعوة والجهاد، ” كتاب يهدي وسيف ينتصر”، ونحن الآن ننتصر بالسيف ليس لسارة وحدها وإنما لعشرات مثلها، ننتصر ونقتص ممن قتل الأطفال واغتصب النساء وهدم المساجد وقتل الساجدين وضيق على المسلمين وحارب الله ورسوله..

الأحد، 4 مارس 2018

الديمقراطية في مصر بين الحاجة والابتزاز '' بقلم : محمد صالح رجب''


http://ixiir.com/articles/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/10203/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%20%20%D8%B1%D8%AC%D8%A8/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A5%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%B1/%D8%A2%D8%AE%D8%B1%20%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D8%B5%D8%B1%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2%20%20%20''%20%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85%20%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD.html#.WpvAVkq4yxI.facebook




الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم، هي بالتأكيد ليست كتابا مقدسا، وليست قالبا جامدا إما نأخذه كما هو أو لا نأخذ به على الإطلاق، وهي وحدها بالتأكيد ليست ضمانة لسعادة الشعوب وتقدمها، ومع ذلك يروج الغرب لها بل ويخوض حروبا من اجل نشرها في العالم باعتبارها الحل السحري لهذه الشعوب وضمانة للحفاظ على الحريات وحقوق الإنسان. فما الفائدة التي تعود على الغرب من نشر الديمقراطية في العالم؟ وهل رقت قلوبهم لفقراء العالم، فراحت تبحث عن مصالحهم وهي التي نهبت ثرواتهم واستعبدتهم بشكل مباشر إبان الاستعمار أو بشكل غير مباشر بالترغيب والترهيب الذي نرى الآن؟ من المؤكد أن نشر القيم الغربية في العالم الثالث تصب في مصلحة الغرب، الأقوى، والذي يستطيع أن يفرض هيمنته من خلال نشر ثقافته تلك وبأقل كلفة ممكنة، فالغرب إذن لا يبحث عن مصلحة تلك الشعوب قدر بحثه عن مصلحته، يظهر ذلك جليا في الانتقائية والمعايير المزدوجة في تعامله مع الدول بشأن تلك الملفات، ففي حين يضغط الغرب على مصر مثلا في ملف الديمقراطية والحريات يصاب بالخرس أمام دولة مثل قطر وغيرها من الدول التي ارتضت بقواعد عسكرية أمريكية، في كوريا الجنوبية مثلا وهي الحليف القوي لأمريكا، تأمر المحكمة الدستورية بحل الحزب التقدمي المتحد وإبطال عضوية نوابه الخمسة في البرلمان وتعتقل الدولة" لي سوك " زعيم الحزب، ولا نسمع وقتها صوتا غربيا قلقا على الديمقراطية. حقوق الإنسان كانت غائبة عن العراق حين ارتكبت الجرائم بحق العراق وشعبه إبان الغزو الأمريكي والذي لم يجلب الديمقراطية والحرية إلى العراق بقدر ما جعلها مرتعا للإرهاب ومأوى للإرهابيين، حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة لم تؤرق ضمائر هؤلاء الذين يبحثون عن الديمقراطية والحريات.. الأمثلة كثيرة عن تسييس تلك الملفات من خلال الانتقائية والمعايير المزدوجة في التعامل مع الدول بشأن تلك الملفات، ورغم رفضنا لفرض النموذج الغربي في الديمقراطية علينا أو الضغوط والابتزاز باسم الديمقراطية والحريات تبقى حاجتنا ماسة إلى الديمقراطية باعتبارها أحد أهم أشكال الحكم التي توصلت إليها البشرية بعد كثير من التجارب والعناء، فهي على الأقل تضمن إمكانية تغيير الحاكم دون الحاجة إلى الثورات والتي ما يصاحبها عادة دماء وخراب، ومن ثم وجب علينا نحن المصريون ونحن على أبواب استحقاق ديمقراطي هام وهو الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها في مارس القادم،أن نمارس هذا الحق دون الالتفات إلى الضغوط والابتزاز الخارجي، علينا أن نمارس الديمقراطية حتى ولو بالقدر الذي تسمح به ظروف المرحلة وأن نبتكر حلولا لما يعترينا من عقبات، " الممارسة" قادرة تدريجيا على أن تفرز لنا نموذجا يتلاءم معنا ويمكن الشعب من المشاركة بشكل أكبر في الحكم وصنع القرار.

السبت، 3 مارس 2018

مقطع من رواية "المرشد"- محمد صالح رجب - الكتابة



في بيت الزوجية هي في محراب عبادة. أعمالها كلها عبادات كما كانت تردد، وتلك العلاقة هي الأخرى عبادة كالصوم والصلاة، لكنها غفلت أن كثيرا من الصائمين لا يجنون من صومهم غير الجوع والعطش، وكثير من المصلين لا يستفيدون منها لأنهم لم يعوا منها شيئا، وهي لم تع شيئا من تلك العلاقة، وكما البعض يؤدي الصلاة حركات دون أن يمس قلبه منها شيئا أو يعي حكمتها كانت تمارس هذه العلاقة مجرد واجب وتؤديه.كان أكثر ما يؤذيه أن تؤدي تلك العبادة وقت مرضها.
كان يتمنع إشفاقا عليها ولأنه لا حاجة له بعلاقة باردة ولا حاجة له بإحساس إضافي بالذنب، لكنه كان يستجيب أمام إصرارها ويفرغ طاقته كما البرق، فتشعر بالرضا بعد أن ضحت و أدت المهمة بنجاح حتى في مرضها.
كان يشفق عليها في كثير من الأحيان، لكن مع كل علاقة آثمة أو حتى نظرة جائعة كان يحملها وزرها، فهي التي دفعته لذلك..
إنه لا يذكر مرة أنها وضعت ماكياجا وتزينت له كباقي النساء، بل أنها لم تكن تقتني أدوات الزينة من الأساس. في بداية حياتهما الزوجية اشترى لها بعضا من تلك الأدوات، غير أنها كانت تجف حزنا من الإهمال، فيشتري لها أخرى لتواجه ذات المصير، كان يتعجب من سيدة لا تستخدم أدوات التجميل، بل لا تعرف كيف تتجمل!، مَلَّ، واجتاحه شعور باليأس، قرر أن يتعامل معها بذات الأسلوب "واجب ويُؤَدى". مرات سأل نفسه: ألا تشعر برغبة حقيقية في تلك العلاقة؟ أليست في حاجة إلى الاستمتاع بدلا من هذه التضحية التي تشعره بالذنب؟ لم يأته الإحساس يوما أنها تحبه، وهو قطعا لا يهيم عشقا فيها، لكن الاستمتاع بتلك العلاقة الغريزية قد لا يتطلب الحب. تجرأ مرة وألمح لها، فقالت: "المهم انت يا حاج، أنا هنا عشانك، لا تشغل بالك بي"، سَكَت، ولم يعد يهتم.

"المرشد" إصدار روائي للكاتب " محمد صالح رجب"- جريدة الفيصل


http://www.elfaycal.com/ar/%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%B1-%D9%88-%D9%85%D9%86%D8%B4%D9%88%D8%B1/item/4093-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AF-%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%B1%D8%AC%D8%A8.html



ـ الفيصل ـ باريس : عن دار الأدهم للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت مؤخرا  رواية " المرشد " للكاتب محمد صالح رجب، وتدور أحداث الرواية في فترة حرجة من تاريخ مصر المعاصر، بتفاصيلها الملتهبة، تلك الفترة التي شهدت صعودا لتيارات الإسلام السياسي و صدام بعض منها مع الدولة.

ومن أجواء الرواية:
نوادر لا تنتهي تحكى وتقص عن الشيخ مرسي.. مرات كان يتغيب خطيب الجمعة ولا يجد الناس بديلا، فيقدموا الشيخ مرسي الذي يصعد ويخطب خطبة خفيفة يجمع شتاتها من كل الاتجاهات. في واحدة من هذه المرات صعد المنبر وحمد الله واثني عليه بما هو أهل له، وصلى وسلم على نبي الرحمة وعلى أهله وصحبه وسلم، ثم أخبر الحضور أن موضوع خطبة اليوم هو " العطاء في الإسلام " وقرأ قول الله تعالى  " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى" ثم تحدث عن أهمية العطاء الذي يمنع الأحقاد، و قبل أن ينهي أخذ يحض الناس على مساعدة بعضهم البعض وينصح الحضور بتأثر بالغ أجبر الجميع على الانتباه " اللي معاه يعطي للي معهوش، والمليان يكب على الفاضي ".. في اليوم التالي كان في طريقه عائدا إلى منزله يحمل كيسا من الجوافة برائحتها الفواحة، خشي عليها من كرة طائشة فحذر الصبية وهو يعبر متعجلا. توقف الصبية عن اللعب ريثما يعبر، غير أن أحدهم تقدم نحوه طالبا حبة من الجوافة، ولما تمنع ذكره الصبي بمقولته بالأمس" اللي معاه يعطي للي معهوش" شعر بالإحراج وأعطاه واحدة، ليلتف الآخرون حوله ويطلبون أيضا، فأعطاهم وهو يردد بصوت لا يخلو من الجد، اسمع يا واد انت وهو: " يلعن أبويه إن قلت لكم حاجة ثاني بعد كده..