الاثنين، 27 يونيو 2022
الأحد، 19 يونيو 2022
الأحد، 12 يونيو 2022
قراءة في قصة د على الخرشة "نبع الشباب" – محمد صالح رجب
-
تتكبد بعض المجتمعات التي لا تزال تقدم الأعراف العشائرية على القانون ثمنا باهظا يعيق البناء والتنمية، فقضايا الثأر والدم، وقضايا الشرف، والصراع بين العلم والخرافة هي بعض من ساحات تلك المواجهة.
-
حين اقرأ نصا يشتبك مع
موروث اجتماعي، ابحث أولا عن بيئة الكاتب التي نشأ فيها، وكاتبنا هنا هو د. على
الخرشه
ابن الأردن، تلك البلد العزيز علينا والتي لا
تزال القبيلة والعشيرة فيها تحتفظ بتقاليدها واعرافها العشائرية بشكل لافت كما في
كثير من بلداننا العربية.
الاشتباك مع الموروث
الاجتماعي امر صعب ليس على مستوى الواقع فحسب وانما أيضا على مستوى الكتابة الأدبية،
وكما ان تلك المواجهة في الواقع تتطلب معاملة حذرة لا تستفز المجتمع ورموزه وهو ما
سوف نأتي عليه لاحقا بشيء من التفصيل، فإن الدكتور "علي" اتسم بذكاء حين
تناول الامرَ أدبيا بهذا الشكل، الفانتازيا وسيلة جيدة لتمرير الرسائل دون ان
تستفز أحدا، عبرها يمكن لك أن تنتقد أوضاعا او عادات أو ما شئت وستصل الرسالة دون
تكلفة ودون صِدام، هذا المدخل يحلينا مباشرة الى النص الذي يقدم لنا وصفة للمواجهة مع السلبي من ذلك الموروث من خلال
استدعاء اسطورة " اكسير الحياة" او نبع الحياة او ما سُمِي في النص
"نبع الشباب" والذي يعيد المرء لشبابه، وأيضا من خلال شخصيةِ تملك من
الهيبة والعلم بأعراف القبيلة وطريقة سرد الحديث، شخصية ربما لا تؤمن بالجديد قدر
ايمانها وحبها لحامل هذا الجديد، شخصية يمكن لها أن تعاقب وتصفع وتوبخ كيفما تشاء،
ومن تكون تلك الشخصية غير الجَدة.
القصة من وجهة نظري ترسم
طريقا أو مسارا لكيفية التعاطي مع تلك القضية، وصحيح ان الأمر في النص تعلق بأفراد
بعيدا عن الجهات الرسمية الا انه يشكل نموذجا يحتذى به في التعامل سواء على مستوى
السلطة او الافراد. فأسباب الإخفاق واحدة سواء للأفراد او السلطات، اخفاقنا في تلك
المواجهة وعدم قدرتنا على اختراق تلك الموروثات مرده لطريقة التعامل الخاطئة في
المواجهة، ومع كل الخبرات السابقة في تلك المواجهات الا ان الاستفادة ليست على
المستوى المأمول، فلازال الثأر موجودا ولازال الصراع بين العلم والخرافة قائما،
ولازالت المرأة تعاني.
وفي هذا النص يقدم لنا
الكاتب عبر شخصية الجَدة مسارا مقترحا جاء في شكل إرشادات تقدمها الجَدة لحفيدها حَيَّان
على النحو التالي:
-
أول وأهم الخطوات ان تفهم هذا المجتمع جيدا، وان
تفهم عاداته وتقاليده وان تعرف كبارهم ليكونوا مدخلا لك، فبهم تستطيع أن تنجح،
تقول الجَدة، وهنا اقتبس: " تذكر أن أغلب مسؤولي هذه البلد قد وصولوا لما
وصلوا إليه بسبب هؤلاء الشيوخ ".
-
أيضا عليك ان تمنحهم
قدرهم، وتحسن ضيافتهم كما يحبوا واعتادوا لا كما أحببت انت واعتدت، امسك دله
القهوة باليسار والفنجان باليمن، صب في قعر الفنجان، لا داعي لأن تملأ الفنجان
لفمه، فهي ليست نسكافية"، إذا أعاد لك الفنجان عليك أن تملأه مرة أخرى، لا
تتوقف حتى يهز الفنجان. صب للجميع، وما ان تنتهي بالغ في الترحاب بهم، ثم.. ادخل
في الموضوع، اعرض عليهم الاختراع.
لكن السؤال المطروح: وماذا
ان فشلت بعد كل ذلك؟ ماذا لو رفضوا يا جدتي واتهموني بالخبل كما فعلوا معي في الاختراع
السابق؟ "
عندها لا مفر من اللجوء
الى الخيار المؤجل، انه الخيار الأخير، الخيار الصعب، المؤلم، هو سلاح المعركة
الأخيرة، بعدها اما النصر او الهزيمة، سأدخل المجلس، وانزع غطاء رأسي وأرميه عند
اقدامهم ..وامتنع عن ارتداءه حتى يُلبُوا
طلبك يا صغيري "
-
والمفارقة ان شعر الجدة
أصلع وسلاحها غير ناجع، لكنها الثقة فيما يمكن ان تفعله.
-
ثمة تعامل خاطئ من حيان مع عشيرته اشير
اليه في البدء بالقدم او الرِجل الكبرى التي ترفع ربما في وجه كبار العشيرة، ثم يتوالى
التعامل الخاطئ على النحو التالي:
-
عدم معرفة "
حيان" بمن يخاطب وإن تَدَارَك الامر بعد ان ذهب في البدء الى شخص اخر غير
الكبير.
-
الترحيب بهم بغير ما
اعتادوا عبر عبارات جهزها حيان مسبقا من على الانترنت. فشعر الجميع بعدم مصداقيتها
(ولا حظ هنا الجميع).
-
طريقة تقديم الأمر، وهو
هنا "الاختراع"، حيث قدمه بطريقة لا يفهمها المخاطبون الذين يمثلون
المجتمع، حين حدثهم عن نبع الشباب وعُمْرِ الخلية الحيوانية وهم لا يفهمون ما يقول.
الأمر الذي دفع أحدهم للقول: ماذا يعني هذا بلغتنا البسيطة يا حيّان".
-
وحين حاول حيان ان يشرح
ببساطة مستعينا بعناصر بيئتهم كالحمار والجحش، اساء توظيف تلك العناصر عن جهل
بعقلية المخاطب، الامر الذي اعتبروه إهانة، فهاج الجميع ضده، حينها لجأ الى السلاح
الأخير، لم يعد امامه الا هو، انها المعركة الأخيرة، الحد الفاصل بين النجاح
والفشل، النصر او الخسارة، لكن حين استدعى سلاحه كان في واد اخر ليخسر حيان
المعركة في تلك الجولة.
********
-العنوان:
العنوان مستقى من اسطورة
" نبع الحياة " او اكسير الحياة" ذلك المشروب العجيب القادر على
إعادة الانسان لشبابه. وهو حلم يسعى اليه الانسان للعودة لأفضل مراحل عمره وهي
الشباب حيث الحركة والنشاط والصحة من هنا كانت دغدغة الكاتب لمشاعر المتلقي لاسيما
العجائز منهم بعنوان" نبع الشباب" لكن المفاجأة انهم عادوا أطفالا.
-
منذ البداية كان التشويق
بالإعلان عن "اللقاء الفرصة" التي يجب ان تستغل، انها بداية أكثر من
رائعة تدفعنا للولوج في النص، هؤلاء علية القوم قد جاؤوك بأنفسهم، الفرصة متاحة ومهيأة
لك وعليك ان تحسن استغلالها. وظل نبع الحياة مجهولا حتى نهاية النص الأول.
-
اجاد الكاتب توظيف
اللغة، واستطاع من خلال حوار الجدة مع حيان، ان يشعرنا انها جدتنا جميعا، هذا
الحديث البسيط الذي لا يخلو من المزاح، يقول لها حيان "نبع الشباب"
وتقول "نبع الهباب"، يقول لها "نسكافيه" وتقول نكسافيه،.. وفي
مفردة " يا صغري" التي قالتها الجدة لحيان اختصار لحديث طويل عن علاقة
حيان بالجدة، فهو ما يزال في عينيها صغيرا وما زالت ترى نفسها مسؤولة عنه ولهذا
سوف تقدم على هذا الامر الصعب حال رفضهم لمشروع حيان.
-
أحسن الكاتب استدعاء شخصية الجدة، وهي الحريصة
على حفيدها، تقدم له النصائح بإخلاص وحب في كيفية التعامل مع المجتمع مستعينة في
ذلك بخبرات عمرها الطويل وقدرة الجدات على الحكي بأسلوبهن الشيق الممازح وحقها
المشروع كجدة في العقاب.... وان تمنيت في هذه النقطة ان تفهم إشارة ولا حاجة
للتأكيد عليها، بالقول " صفعته على وجهه، فهي جدته ومن حقها أن تصفعه متى
أحبت"
-
نهاية النص الأول المرقم
ب1 كانت رائعة وغير متوقعة لا من ناحية انها تناولت المشروب، ولا من ناحية انه لم
يعيدها الى شبابها بل اعادها طفلة. في إشارة الى انه رغم ثورتنا على بعض التقاليد
الا انه من الممكن ان يكون الجديد غير دقيق او ان نتائجه تأتي على غير ما نريد
فليس كل جديد مناسبا.
-
لم ار ان النص الثاني
أضاف جديدا وكان يمكن الاستغناء عنه كاملا، فقفلة الجدة التي أصبحت طفله فهم منها
انها شربت من الاختراع وان هذه هي النتيجة بما تحمله من تأويلات متعددة، البعض قد يرى
فيها أكثر من نجاح حيث اعادها الى ما قبل الشباب الى الطفولة، واخرون قد يرونها فشلا
ذريعا ويؤكدون على ان ليس كل جديد صالحا..
*********
محمد صالح رجب
قراءة في قصة تركية لوصيف " يوم تكلمت مع الباشا" – محمد صالح رجب
الكاتبة تركية لوصيف اشتهرت بأدب الأسطورة، ربما وجدت فيه طريقا لتمرير رسائل، ما كانت لتمر الا عبر ذلك النوع من الادب، فكتبت على ألسنة الحيوانات كما في "اسطورة سنجابي". أما في "منتزه فرجينا" حملت مشروعا للتعايش السلمي بين أصحاب المعتقدات المختلفة وهو في ظني وبناء على ما نلمسه على أرض الواقع يعد هو الآخر ضربا من الخيال لاسيما في الاجل المنظور. وفي هذا النص الذي بين أيدينا تعود بنا الكاتبة الى عمق الواقع لتخرج لنا ما في باطنه وتنير لنا جوانب ظلت معتمة لسنوات تحت ستر ظلام ربما.. عن قصد.
-
نص " يوم تكلمت مع
الباشا"، يحكي قصة رجل سُدت في وجهه منافذ العمل الشريف فاضطر لبيع الشموع في
زقاق مظلم يُمارس فيه كل أنواع الرذيلة، الأمر الذي تطلب أن يظل فَمُهٌ مطبقا، لا يثرثر
ويبوح بما يرى أو يسمع ولا يفتح فَمُهٌ في أي مكان الا لتناول الطعام خشية على
لقمة عيشه، لكن حين هُدد في لقمة عيشه قرر أن يثرثر وأن يتكلم مع الباشا الذي
يتحكم في الزقاق سعيا للحفاظ على لقمة عيشه.
-
ان ما يميز القص الجيد ليست الحكاية
في ذاتها وانما طريقة حكايتها أو التكنيك المستخدم في الحكي، لأن ذلك يؤثر على
كيفية التلقي، ومدى الأثر الذي تحدثه القصة في المتلقي. الحكاية واحدة لكن طريقة
توصيلها الى المتلقي تختلف من راو الى اخر ويختلف معها درجة التأثير في المتلقي.
-
أيضا ما يعنينا في القصة هو ما وراء
النص، ما يعنينا هو ما يقرأ بين السطور، هو تلك الرسائل التي يشار اليها ضمنا دون
ان تكتب صراحة، هو ذلك النقص الذي يتركه الكاتب عن عمد ليس فقط لمزيد من الايهام
بالواقعية حيث لا شيء كامل، وانما ايضا لتحفيز القارئ لملء تلك الفراغات، مما يسمح
بتعدد القراءات والتأويلات بتعدد خيال وثقافات القراء.
-
عنوان النص كان لافتا ويطرح العديد
من الأسئلة من قبيل:
من هو هذا الباشا؟
ولماذا كان هذا اللقاء؟
وماذا دار فيه؟
وما نتيجته؟
وفي أي مكان كان؟
أسئلة عديدة يطرحها العنوان تدفع المتلقي للتقدم في قراءة
النص.
-
ان عالم الظل او الظلام له قوانينه
التي تحكمه وله حٌمَاتُه، ويَتَورطُ فيه مسؤولين، كذلك المسؤول الذي ظهر في الزقاق
المظلم الذي يعيش كل أنواع الرذيلة.
-
مؤكد أن تجارة الشموع لم تكن هي
المقصد بحد ذاتها وانما المقصد كل المهن المُحَدَّدَة التي تُطلب من الفقراء خدمة لرواد
هذا العالم والتي لا يُسمَح لهم بتعديلها او التوسع فيها. وهنا يحسب للكاتبة استدعاء
تلك التجارة بعينها واقصد "تجارة الشموع" كنموذج لتلك المهن، لأنها من
ناحية لن تكون كافية الإضاءة لتكشف أغوار هذا العالم الذي يعيش كل أنواع الرذيلة،
خفوت الشموع يتناسب مع قدرة البسطاء المحدودة على كشف هذا العالم، البسطاء لن يروا
الا القليل بقدر من توفره هذه الشموع البسيطة من اضاءة، وقدرتهم على فضح ما يدور
هناك محدودة بقدر الإضاءة التي توفرها تلك الشمعات، ولعل هذا سبب إصرار الشمطاء
على اختيار الشموع ورفض أي أصناف أخرى، الأمر الذي جعل بطل القصة يصف الشمطاء بالفطنة
قائلا: " اردت
تنويعا في مبيعاتي ولكن الشمطاء بدت لي أكثر فطنة وطلبت الشموع".
-
الزوجة الثرثارة اللحوحة، وكذا
الشباب الذين تهكموا على الرجل، ما هم الا نماذج لما تعرض له الرجل من ضغوط
واستفزازات لدفعه لفتح فَمِهِ والثرثرة، ويستوقفني هنا صمود الرجل، ورَدِّهِ
العبقري على محاولات زوجته المستمرة لاستنطاقه وهذا الربط بين فتح الفم والطعام
حين قال: " أبقيت فمي مطبقا حتى أفتحه متى حضر الطعام".. وهو تأكيد
لقناعاته بأن الفم يفتح فقط لتناول الطعام، إن فُتِح لغير ذلك فلن يجد هذا الطعام،
لقد كانت له تجربة سابقة من قبل ولم تُجْدِ الثرثرة نفعا.
-
المكان:
-
وصف المكان بالمظلم يحيلنا الى تلك
الأعمال المنافية والخارجة على القانون والتي عادة ما تتم في الخفاء بعيدا عن
النور.
-
ايضا
الكاتبة لم تحدد لنا بلدا بعينه، ليتخطى المكان بذلك الحدود الضيقة الى عالم أوسع
ليشمل كل تلك الأوكار التي يمارس فيها الرذيلة والأعمال المنافية للقانون أينما
كانت، فكل تلك الأوكار وحيثما وجدت ما هي الا أزقة مظلمة.
-
الاحداث سارت في خط زمني منتظم في
اتجاه واحد الى الامام، معتمدا السببية، فما كان الرجل ليذهب الى هذا المكان الذي
يعج بكل أنواع الرذيلة الا لأن منافذ العمل الشريف سُدت في وجه، وما كان ليطبق فمه
الا حفاظا على لقمت العيش، وما اضطر للثرثرة وفتح فمه لاحقا الا حين هدد في لقمة
عيشه.
-
الراوي:
-
استخدمت الكاتبة تقنية الراوي
المشارك صاحب الصوت في القصة، استخدمت تقنية الراوي بضمير المتكلم، فالراوي هو
البطل، هو جزء من الاحداث، يرويها بلسانه ومن زاويته ورؤيته ووجهة نظره الخاصة، ويظل
الأمر مقبولا ومقنعا حتى يتورط في تناول الاحداث من وجهة نظر الشخصيات الأخرى
وتفسير أفعالها. في نص " يوم تكلمت مع الباشا" لم نر هذا التورط، وكان
تناول السارد للشخصيات الأخرى لا يزيد عن الاخبار مثل: تأتيني على عجل، تأخذ،
تدفع، حذرني، طردتني. وهكذا. مرة واحدة تدخل حين حكم على الشمطاء بالفطنة
لاختيارها الشموع كما أسلفنا، لكنه كان قد احتاط للأمر بقوله " بدت لي".
فبدا الامر وجهة نظر له تحتمل الصواب والخطأ.
-
ذكرنا سابقا ان ما يهمنا هو ما وراء
النص او ما يقرأ من بين السطور ولم يُشَر اليه صراحة، وفي هذا الأمر هناك عدة نقاط
على النحو التالي:
-
دلالة استخدام مفردة "
الباشا" بما ترسخه من سلطة ونفوذ، وكذا تواجد المسؤول في هذا المكان المظلم
الموبوء بكل أنواع الرذيلة تحيلنا الى تورط شخصيات نافذة في الفساد.
-
أهمية المعلومة لدى المسؤول، لاسيما
تلك التي تتعلق بتأمين مصالحه، والتي تدفعه للقاء رجل بسيط صرح ان بحوزته بعض
المعلومات.
-
أيضا يُقرأ من بين السطور ما هو معلوم للعامة من
أن التواجد ضمن هذه الحاشية لا يضمن لك لقمة عيش تسد رمقك فقط وانما يضمن لك
الثراء فترتدي البدل وتمتلك الهواتف ويخصص لك سيارة تقلك الى منزلك.
-
يقرأ من بين السطور أيضا تقصير
السلطات في توفير فرص العمل بل والتجاوز أحيانا والتضيق مما قد يدفع البعض
للانحراف، وهنا اقتبس " وما نفعي بالثرثرة وقد عَرَضتُ بضاعتي على الرصيف
وداستها أرجل الشرطة "
-
عنوان القصة الحقيقة طمعنا، ورفع
سقف التوقعات، ظننت ان الحوار مع الباشا سيحدث شيئا كبيرا يغير المسار غير ان
نتيجة اللقاء والكلام مع الباشا كان أقل مما توقعنا، حيث سار بالرجل في نفس
الاتجاه، لم يكن هناك تحول بالمعنى الحقيقي، فلم يتغير مثلا مسار البطل ويعود عن العمل
في الزقاق المظلم، ولم ينتفض في وجه الباشا مثلا او أي مسار مبتكر آخر، لكنه ظل في
مساره المنحرف، في البدء كان يأخذ أموالا سخية كما جاء في النص:" الشمطاء تأخذ
ما جلبت وتدفع لي بسخاء"، الجديد بعد مقابلة الباشا وتقديم فروض الطاعة
والولاء هو بعض المنافع الإضافية.
-
بعض الأخطاء الاملائية واستخدام
علامات الترقيم في غير موضوعها كما الهمزة في "سأبقى فمي مطبقا وأردت تنويعا في
مبيعاتي "، وكذا علامات الترقيم في: شاهدني، وحذرني، من الثرثرة وأطبقت فمي
.. وقد يكون ذلك لأن النص الذي بين أيدينا غير مطبوع ورقيا.
-
من السمات التي اظهرها النص للشخصية
الرئيسية انها غير مقاومة، منذ البداية سقطت امام اول اختبار حين دهست الشرطة بضاعتها
ولم تحاول من جديد انما لجأت الى العمل في الزقاق المظلم، وحين جاءتها الفرصة
للتخلي عن العمل في الزقاق والبحث عن عمل في مكان شريف أصرت على مواصلة الطريق
الاسهل لها وذهبت تعرض ولاءها للباشا للاستمرار في العمل في الزقاق.
-
النص اجمالا استمرار لنهج "
تركية لوصيف " المميز بقدرتها على اشراك المتلقي وتحفيزه على استنباط ما بين
السطور من رسائل.
محمد صالح رجب
كاتب مصري
الأربعاء، 8 يونيو 2022
السبت، 4 يونيو 2022
محمد صالح رجب - مناقشة رواية هنا ترقد الغاوية - محمد اقبال حرب
رواية هنا ترقد الغاوية ل محمد اقبال حرب، رواية ماتعة ترتقي لروايات الصف الأول، ليس فقط لموضوعها الذي ينتفض في وجه موروثات بات تقديسها والايمان بها أكثر من تقديس الدين نفسه، الرواية تتنصر للضعفاء في شكل المرأة، هو نص فاضح وكاشف لمجتمع ذكوري يرى في المرأة شيطانة تمارس ما يمارسه الشيطان من الغواية، ويعاقبها لكونها امرأة وان بطرق اختلفت عن الوأد الذي كان يمارس بحقها في الجاهلية، أصبح يستباح جسدها، وتنتهك كرامتها، ويسقط كبريائها وتجبر بعد كل إهانة على الركوع طلبا لرضا زوجها.
- لغة الرواية شاعرية،
- تلاعب الكاتب بالزمن بمهارة عبر تقنيات السرد كالاسترجاع والاستباق.
- اعتمد الكاتب تقنية السرد بضمير الغائب واستخدم الراوي العليم لكنه ترك مساحات للشخصيات لتعبر عن نفسها بحرية.
- اعتنى بشخصياته ولم يكتفي بتناولها من حيث الشكل بل تناول كذلك الجوانب الاجتماعية والنفسية، وكان لافتا دلالة استخدام اسماء الشخصيات، صابرين للصبر وأمل حيث الامل الذي يقتل وتامر الذي يمثل الحداثة في ظاهرها بينما يسكن باطنه تلك الموروثات.
- الحبكة متوازنة، المكان بين بيئات مختلفة لكل منها تقاليدها واعرافها.