الخميس، 26 ديسمبر 2013

الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

https://www.masress.com/elaosboa/126010الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

الإعلام المصري.. مجرد سقطة أم خيانة وطن؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 26 - 12 - 2013

هتاف سمعناه يتردد كثيرا في أوقات اشتدت فيها الحاجة إلي تدخله ' واحد اثنين.. الجيش المصري فين؟ ' ولما حانت اللحظة المناسبة لبي الجيش نداء الشعب، وتحمل وحده نتيجة المخاطرة وعبء المواجهة، في حين تراجع الشعب وترك جيشه في الميدان وحده، يئن في صمت، ينزف ويٌسفك دمه، ولسان حاله يردد ' واحد اثنين، الشعب المصري فين؟. 
أين الشعب المصري؟ سؤال يُطرح بقوة هذه الأيام، وفي محاولة للإجابة وإن شئت للتبرير يري البعض أن غياب الشعب عن المشهد الحالي غيابا مؤقتا، وستأتي قريبا اللحظة التي يلبي فيها نداء وطنه لينتفض في وجه كل من خرب ودمر وأسال دما، ويري آخرون أن الأداء الحكومي الردئ هو من تسبب في حالة اليأس التي أصابت كثيرا من الناس ودفعتهم إلي العودة إلي ملازمة الكنبة مرة أخري.
وسواء أكان غياب الشعب عن المشهد الحالي بصفة دائمة أو مؤقتة، وبصرف النظر عن الأداء السياسي والاقتصادي الردئ للحكومة،.فإن غياب أو تغيب الشعب ولو للحظة واحدة في ظرف استثنائي كالذي تمر به مصر الآن هو جريمة في حق الوطن يُسأل عنها بالدرجة الأولي الإعلام الرسمي وفي مقدمته التليفزيون بقنواته العديدة وموظفيه الذين تخطي تعدادهم 43 ألفا وخصصت له مليارات الجنيهات تستقطع سنويا من موازنة الدولة، لقد حاربنا من قبل ونحن فقراء، وحاربنا في ظل الفساد والقمع، ولم يتخلف وقتها أحد من الشعب عن نداء الوطن لوجود إعلام وطني يقدر المسئولية.. وفي زمن الحروب لا يعلو صوت فوق صوت المعركة ومصر الآن ولا شك تخوض معركة ليست مجرد معركة، إنها الأخطر في تاريخها، فهي لا تستهدف احتلال جزء من ارض أو الضغط للحصول علي موقف أو تنازل ما، وإنما الهدف منها هو اختطاف أو إسقاط الدولة المصرية.
وبدلا من أن يعبأ الإعلام الناس ويحشدهم للالتفاف حول الوطن ويستنهض الهمم والعزائم ويوقظ الشعور الوطني ويسلط الأضواء علي قصص العطاء والبذل والإيثار، وتنمية الشعور بالانتماء، ترك الساحة لآخرين كل حسب هواه، بينما واصل هو رسالته الخاطئة والبعيدة كل البعد عن الواقع الذي تشهده مصر، والتي مفادها أن الأمر في مصر علي ما يرام وليؤكد رسالته واصل برامجه العادية التي لا تتناسب مع الظرف الاستثنائي التي تعيشه مصر وشغل ساعات البث بأعمال درامية هابطة وبرامج سياسية تفتقر لمقومات النجاح، في جريمة لن ينساها له المصريون.
نحن مقبلون في المرحلة القادمة علي استحقاقات هامة سيكون لها أكبر الأثر في مستقبل مصر، واستمرار أداء الإعلام المصري المترهل والمكبل بالروتين والبيروقراطية، وإصراره علي ذات الرسالة، ظني أن التكلفة ستكون عالية في طريقنا لتحقيق خارطة الطريق، وإلي أن ينصلح حال إعلامنا يبقي الأمل معقودا بعد الله سبحانه وتعالي علي نفر آل علي نفسه أن يحمل هم مصر وشعبها، يحاول جاهدا إيقاظ مشاعر الوطنية المتغلغلة داخل قلوب المصريين، ليس لدعوتهم لحمل السلاح وقتال الأخريين ولكن بدعم الدولة وتخفيف العبء عن القوي الأمنية من خلال العمل وزيادة الإنتاج والحفاظ علي مقدرات الوطن ونظافته، وتأجيل المطالبات الفئوية والمكاسب الضيقة، والمشاركة بكثافة في الاستحقاقات الانتخابية. فهل أنت من هؤلاء النفر؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق