السبت، 25 يناير 2014

جنيف 2 وآفاق الحل في سوريا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

جنيف 2 وآفاق الحل في سوريا | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوعhttps://www.masress.com/elaosboa/132824

جنيف 2 وآفاق الحل في سوريا

محمد صالح رجب نشر في الأسبوع أونلاين يوم 26 - 01 - 2014

في مؤتمر جنيف 2 والذي استضافته مدينة مونترو في سويسرا مؤخرا والذي حضرته قوي المعارضة إلي جانب الحكومة السورية و 26 دولة أخري، إضافة إلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، رأي العالم كيف أصبحت سوريا ساحة لتجاذبات ومصالح قوي عديدة، هذا المؤتمر هو انعكاس للحالة السورية علي أرض الواقع، فلم يعد طرفا بعينه يمتلك وحده اليد الطولي في الأزمة السورية، وكما هو واضح لن يستطيع أيا من الفرقاء أن يهزم الآخرين بالضربة القاضية، وأن أيا منهم لن يحصل علي الأغلبية، والضحية ولا شك هو الشعب السوري الذي يُذبح يوميا ويٌشرد ويتسول قوت يومه.. 
هذا الاجتماع كما عبر الوزير نبيل فهمي كشف عن الهوة الشاسعة بين طرفي الأزمة الرئيسيين، سواء من السوريين أنفسهم أو مؤيديهم من دول العالم، هذا الخلاف ظهر حتي علي مرجعية المؤتمر، ففي حين أكد أغلب الحضور علي أن المرجعية تبقي جنيف 1 وما انتهت إليه من قرارات أهمها تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، علي أن تضم أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة، و تُشكل بالتفاهم المتبادل بين الأطراف. وبما يعنيه هذا من انعدام أي دور سياسي للأسد مستقبلا، تري الحكومة السورية أن المرجعية التي جاءت إلي المؤتمر بناء عليها وكما هو متفق عليه مع الجانب الروسي هي محاربة الإرهاب، باعتبار أنها تقاتل الإرهابيين نيابة عن العالم، أما الخلاف السوري فمحله مفاوضات مباشرة تُجري داخل سوريا مع من أسمتهم المعارضة الحقيقية وليس الإرهابيين، وردا علي تصريحات كيري حول شرعية الأسد التي فقدها، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في منح أو نزع تلك الشرعية.
إن الحالة السورية أصبحت عبئا إنسانيا علي المجتمع الدولي لا سيما دولا بعينها ليست بعيدة عن الشعب السوري، تتألم لجراحة، ويعول عليها السوريون كثيرا، كما أنها أصبحت عبئا ماديا أيضا لا سيما علي دول باتت تئن تحت وطأة متطلبات نازحيه، تلك الدول عبرت صراحة عن صدمتها من فشل الأسرة الدولية متمثلة في الأمم المتحدة في وضع نهاية لمعاناة الشعب السوري، وهذه الدول تخشي من طول أمد تلك الأزمة أكثر من ذلك لا سيما بعد دخول متطرفي القاعدة برعاية دول مناهضة للأسد مما أدي إلي خلط الأوراق، وتراجع التعاطف الدولي بدرجة أو بأخري مع المعارضة السورية .
إن مجرد اجتماع الطرفين علي طاولة واحدة برعاية دولية هو بحد ذاته اعترافا بالطرفين كقوي فاعلة علي الأرض وما يتبعها من حصول كل منهما علي تنازلات من الآخر، كل حسب وزنه علي الأرض إن أردنا حل الأزمة سياسيا، فما هي التنازلات التي يمكن أن تقدمها جبهة المعارضة لنظام الأسد ليتخلي عن الحكم؟ هل يمكن أن تضمن للأسد ونظامه خروجا آمنا؟
اعتقد أن أمرا كهذا هو أمر عسير، يصعب تقديمه في ظل الانتهاكات التي قام بها نظام الأسد، كما أنه لا يمكن للأسد أن يتراجع من تلقاء نفسه وهو يعلم أن تراجعه يعني نهايته، وبالتالي يصعب الحديث عن حل سياسي للأزمة علي الأقل في الأجل المنظور. شأنه في ذلك شأن الحل العسكري الذي تراجع هو الآخر بسبب إنهاك الفريقين وعدم قدرة أيا منهما علي حسم الصراع بمفرده، ناهيك عن عدم رغبة المجتمع الدولي في التورط في صراع عسكري آخر بالمنطقة، وحصول الولايات المتحدة، علي ما أرادات فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية.
وبناء عليه أعتقد أن الإيجابية الأهم لمؤتمر جنيف 2 هي جمع الطرفين لساعات طويلة تحت سقف واحد، عدا عن ذلك يبدوا أننا في حاجة إلي جنيف مائة لحل تلك الأزمة المستعصية في ظل تمسك كل الأطراف بمواقفها دون اختراق حقيقي للأزمة وتقديم تنازلات مؤلمة تضع حدا لمعاناة الشعب السوري.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق