الجمعة، 17 يناير 2014

مستقبل المصالحة الفلسطينية في ظل تنازلات حماس الأخيرة | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع



مستقبل المصالحة الفلسطينية في ظل تنازلات حماس الأخيرة | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/131245
مستقبل المصالحة الفلسطينية في ظل تنازلات حماس الأخيرة
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 18 - 01 - 2014

المصالحة الفلسطينية، مصطلح تردد كثيرا في السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد سيطرة حماس بالقوة علي قطاع غزة في يونيو 2007، هذا المصلح يخبو أحيانا ثم ما يلبث أن يعاود الظهور كلما جد جديد، والجديد هذه المرة يتعلق بهرولة حماس نحو المصالحة وتقديم تنازلات كانت ترفض تقديمها من قبل، فهل الظرف الحالي مواتي لإنجاز مثل هذه المصالحة؟ وهل هرولة حماس إلي المصالحة في هذا التوقيت بالذات موقف تكتيكي أم تدارك لأخطاء الماضي؟ 
مما لاشك فيه أن طرفي الصراع في حاجة إلي تلك المصالحة في هذا التوقيت، فعلي جبهة فتح تتعثر المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أمريكية، ولا يوجد ما يبشر بإنجاز حل سلمي منصف في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، والسلطة الفلسطينية بقيادة فتح تخشي أن يُفرض عليها اتفاق تتحمل وحدها تباعاته تاريخيا، كما أنها لا تحبذ حالة الركود التي أصابت القضية الفلسطينية لا سيما بعد انكفاء الدول العربية والإسلامية علي مشاكلها الداخلية وتراجع القضية الفلسطينية في سلم أولويات هذه الدول، لذا فهي في حاجة إلي هذه المفاوضات لتحريك القضية، لكنها ترغب أن تذهب إليها مدعومة بكل مكونات الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حماس.
وعلي الجانب الآخر تعاني حماس ظروفا جد قاسية لا سيما بعد أن انفرط محور إيران سوريا حزب الله، وبعد سقوط الإخوان في مصر وإغلاق الأنفاق وما قيل عن تورطها في الشأن المصري، كما أن إعلان الحكومة المصرية الحالية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ذاد وضع حماس سواء باعتبارها فرع للإخوان المسلمين، ناهيك عن انشغال تركيا بقضاياها الداخلية وشبه العزلة الإقليمية المفروضة علي قطر في ظل نظام جديد لم تتبلور رؤيته للمنطقة بعد.
إن المتابع لسير عملية المصالحة الفلسطينية يجد أن حماس لم تضع المصالحة كأولوية في ظل حكم الإخوان ظنا منها أنها في موقف قوة، ولكن بعد كل هذه التغيرات الحادة لم يكن أمام حماس إلا أحد خيارين، الأول: افتعال أزمة مع إسرائيل لجذب التعاطف الدولي والعربي مرة أخري ولفت الأنظار إلي الاحتلال والحصار، لكن تبعات هذا الخيار كاريثية ولن تتحملها في ظل هذه الظروف، وبالتالي لم يكن أمامها إلا الخيار الآخر ألا وهو السعي الحثيث إلي إبرام مصالحة مع الضفة الغربية، لتجد هناك ملاذا آمنا، تحتمي به من العواصف التي تضربها من كل صوب وحدب، من خلال عملها في ظل حكومة فلسطينية موسعة تشمل كافة الأطياف، مما يعطيها حرية أكبر في الحركة ويمكنها من التحايل علي قرار مصر باعتبار الإخوان جماعة إرهابية.
لذا سارعت حماس الآن وقبيل قدوم نظام حكم جديد في مصر إلي الهروب التكتيكي باتجاه الضفة لعرض المصالحة علي فتح وهي التي كانت تتلكأ من قبل فيها، بل أكثر من ذلك صرح هنيه مغازلا مصر بأن ملف المصالحة سيبقي تحت الرعاية المصرية.
التنازلات التي تقدمها حماس علي عجل الآن ما هي إلي تكتيك مرحلي لا يختلف عن أسلوب الإخوان عامة في مرحلة الضعف حيث يلجأون إلي اتفاقات مرحلية مكتوبة أو غير مكتوبة معلنة أو غير معلنة، ورغم حاجة طرفي الصراع الآن إلي تلك المصالحة ظني أنه لن تكون هناك مصالحة حقيقية دائمة في الوقت الراهن حتي لو وقع الطرفان علي ورقة المصالحة المصرية بملحقها من دون مراجعات حقيقية من جانب حماس تسفر عن موقف واضح في قضايا جوهرية من قبيل كيفية التعامل مع إسرائيل وهي التي بنت إستراتجيتها علي القضاء عليها؟ هل تقبل بالتفاوض معها؟ وعلام تتفاوض؟هل تتفاوض علي دولة مؤقتة في حدود 67؟ أمور عديدة تقف حجر عثرة أمام إتمام هذه المصالحة، وعلي حماس أن تستفيد من تجربتي الإخوان في مصر وتونس وأن يقوموا بمراجعات حقيقية تسمح بانخراط حماس في الجماعة الوطنية الفلسطينية من جديد، كما أنه علي فتح ألا تستخدم المأزق الذي تعيشه حماس لإبرام اتفاق مصالحة هش ما يلبث أن ينهار أمام أول تحد.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق