السبت، 18 يناير 2014

مصر تستعيد بهجتها في عرس الدستور | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

مصر تستعيد بهجتها في عرس الدستور | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/131435مصر تستعيد بهجتها في عرس الدستور 
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 19 - 01 - 2014

في حفل بهيج استمر علي مدار يومين متتاليين، نفض المصريون عن كاهلهم غبار الحزن، وطردت قلبوهم قبل وجوههم الكآبة التي لازمتهم في الفترة الماضية ونزل ملايين المصريين من مختلف الأعمار، بنين وبنات، مسلمين وأقباط، إلي مقار اللجان الانتخابية للاستفتاء علي الدستور بشكله الجديد بعد التعديلات الجوهرية التي طالته، نزلوا مستبشرين خيرا، تعلو وجوههم قسمات البِشْر والأمل، فرحتهم تتخطي البسمات والضحكات إلي الزغاريد والرقصات، كل منهم يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة، لم تمنعهم حملات التخويف الممنهجة سواء عبر قنوات أو حتي علي الأرض، تساءلت في نفسي عن سر هذه الفرحة العارمة لا سيما والأحوال علي حالها من السوء، ما الذي دفع بتلك العجوز أو هذا المسن إلي النزول رغم الأجواء التي تبدوا في ظاهرها غير ملائمة؟ ما الذي بدفع بذلك المريض أو القعيد أن يتحمل مشقة الطريق والانتظار؟ ما الذي دفع بتلك القروية أن تهجر أرضها مصدر قوتها من أجل الذهاب لتدلي بصوتها؟ وهذا العامل المسكين: ما الذي دفعه ليضحي بأجر يوم أو ساعات يخصصها للإدلاء بصوته؟ 
الأمر إذن لم يكن لمجرد التقاط صورة، أو إثبات لموقف، أو ثمن لنقود دفعت هنا أو هناك، إنما الأمر كان أكبر من ذلك بكثير، الأمر ثورة بتضحياتها الجسام خُطِفت واستخدمت للمقايضة علي وطن، إنه استشعار لخطر وجودي شعر به المواطن البسيط، فكانت هذه الانتفاضة المصحوبة بهذه الفرحة العارمة بمثابة إعلان عن فشل المخطط الذي حيك ضد مصر، كانت إعلانا لاستعادة الثورة المصرية لمسارها الصحيح، ووضع حجر الأساس لمصر الجديدة.
ومع ذلك يخطئ كل من يتصور أن الأمر قد قضي،

إنما الأمر قد ابتدأ، إنها ضربة البداية الصحيحة، وانطلاقة موفقة لقطار الثورة نحو الوصول بها إلي أهدافها، ويبقي الرهان علي الشعب المصري الذي صنع تلك الملحمة وأقام هذا العرس في الحفاظ علي ثورته ومسارها الصحيح حتي تحقق أهدافها، يبقي الرهان علي هذا الشعب الذي يمتلك كل هذا الحس الوطني و الذي بات يعلم جيدا أن الطريق لتحقيق أهداف ثورته غير معبد وملئ بالعثرات ويحتاج إلي جهد وصبر كبيرين، وأن يدا مهما علت وحدها لا تبني وطنا وإنما تبني الأوطان بالأيادي، تبني بالتعاون والتكامل.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق