الثلاثاء، 1 أبريل 2014

الجزائر.. الطريق إلي المجهول | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

الجزائر.. الطريق إلي المجهول | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع




  1. الجزائر .. الطريق إلى المجهول " بقلم : محمد صالح رجب "





رغم ترأسه جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عقب عودته من رحلة علاج مطولة في فرنسا ، إلا أن الحالة الصحية الراهنة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه الذي تخطي عمره الـ ستة وسبعون عاما جعلت المشهد الجزائري أكثر ضبابية ، حيث لم يترك بوتفليقه المجال لظهور قيادات أخرى يمكن أن تكون بديلا مناسبا له ،
وإذا كان هاجس ما سمي بحرب العشرية السوداء في الجزائر والتي راح ضحيتها أكثر من 100000 قتيل . يهيمن على قطاع واسع من بسطاء الجزائريين و يرون أن بوتفليقه  الذي تنتهي ولا يته الثالثة في ابريل 2014 ضمانة للاستقرار والأمن ، فإن قطاعا آخر لا سيما النخبة السياسية والمعارضة ، يعتبران أن بوتفليقه لم يعد قادرا على إدارة دفة الحكم في البلاد ، وأنه بالفعل لم يعد يحكم ، وأن التمسك به هو هروب إلى الأمام حتى يستطيع حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم توفير البديل المناسب ، لذا فإنها تعارض بشدة الاتجاه  لتولي بوتفليقه ولاية رابعة أو حتى التعديلات الدستورية المزمعة الرامية للتمديد له عامين قادمين حتى ابريل 2016 ، وتعتبر ذلك تحايلا مكشوفا على المسار الديمقراطي .
إلا أن الانقسام بين أحزاب المعارضة الجزائرية الضعيفة  بالأساس وتباين مواقفها حتى الآن بشأن الانتخابات الرئاسية لعدم ثقة البعض منها في نزاهتها ، يجعل صوت المعارضة ضعيفا ويزيد من فرص فوز الرئيس بوتفليقه بفترة رئاسة جديدة أو على الأقل تمديد فترة ولا يته الحالية عامين قادمين .
لكن المشهد في الجزائر الآن أعمق من مجرد استمرار الرئيس بوتفليقه في الحكم ، حيث بات مستقبل الجزائر كله  معلق و مرهون بشخص بوتفليقه  فإذا كان السواد الأعظم من الجزائريين يتغاضون عن إصلاحات  ملحة في نواحي شتى كالتعليم والصحة والإسكان والعمل   طلبا للاستقرار في شخص الرئيس بوتفليقه ، فماذا لو غاب بوتفليقه عن المشهد لأي سبب كان ؟
إن الوضع الجزائري الآن يتجه نحو المجهول ، في ظل تردي صحة الرئيس ، وعدم وجود خيارات  بديلة مقنعة للشعب الجزائري ، وفي ظل الانغلاق السياسي  والفساد المستشري  والبيروقراطية الحكومية الطاغية وانخفاض العائدات النفطية  بنسبة  4.5%، حيث أصبحت 27.5 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري ، ووصول نسبة البطالة 21.5 في المائة لمن هم دون 35 عاماً مقابل 10 في المائة بين باقي المواطنين بحسب صندوق النقد الدولي ، وإن لم يتدارك القائمين على الأمر خطورة الوضع و يغلبوا المصالح الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة ، ويبادروا بإصلاحات حقيقية عاجلة تضمن مشاركة الجميع والتمهيد لانتخابات جديدة بمزيد من الشفافية ، فإن الجزائر معرضة للانزلاق إلى طريق مجهول لا يعرف أحد إلى أين يودي بها ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق