الجزائر.. الطريق إلي المجهول | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
رغم ترأسه جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عقب عودته من رحلة علاج مطولة في فرنسا ، إلا أن الحالة الصحية الراهنة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه الذي تخطي عمره الـ ستة وسبعون عاما جعلت المشهد الجزائري أكثر ضبابية ، حيث لم يترك بوتفليقه المجال لظهور قيادات أخرى يمكن أن تكون بديلا مناسبا له ،
- الجزائر .. الطريق إلى المجهول " بقلم : محمد صالح رجب "
رغم ترأسه جلسة مجلس الوزراء الأخيرة عقب عودته من رحلة علاج مطولة في فرنسا ، إلا أن الحالة الصحية الراهنة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه الذي تخطي عمره الـ ستة وسبعون عاما جعلت المشهد الجزائري أكثر ضبابية ، حيث لم يترك بوتفليقه المجال لظهور قيادات أخرى يمكن أن تكون بديلا مناسبا له ،
وإذا كان هاجس ما سمي بحرب العشرية
السوداء في الجزائر والتي راح ضحيتها أكثر من 100000 قتيل . يهيمن على قطاع واسع
من بسطاء الجزائريين و يرون أن بوتفليقه
الذي تنتهي ولا يته الثالثة في ابريل 2014 ضمانة للاستقرار والأمن ، فإن
قطاعا آخر لا سيما النخبة السياسية والمعارضة ، يعتبران أن بوتفليقه لم يعد قادرا
على إدارة دفة الحكم في البلاد ، وأنه بالفعل لم يعد يحكم ، وأن التمسك به هو هروب
إلى الأمام حتى يستطيع حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم توفير البديل المناسب ، لذا
فإنها تعارض بشدة الاتجاه لتولي بوتفليقه
ولاية رابعة أو حتى التعديلات الدستورية المزمعة الرامية للتمديد له عامين قادمين
حتى ابريل 2016 ، وتعتبر ذلك تحايلا مكشوفا على المسار الديمقراطي .
إلا
أن الانقسام بين أحزاب المعارضة الجزائرية الضعيفة بالأساس وتباين مواقفها حتى الآن بشأن
الانتخابات الرئاسية لعدم ثقة البعض منها في نزاهتها ، يجعل صوت المعارضة ضعيفا
ويزيد من فرص فوز الرئيس بوتفليقه بفترة رئاسة جديدة أو على الأقل تمديد فترة ولا
يته الحالية عامين قادمين .
لكن
المشهد في الجزائر الآن أعمق من مجرد استمرار الرئيس بوتفليقه في الحكم ، حيث بات
مستقبل الجزائر كله معلق و مرهون بشخص
بوتفليقه فإذا كان السواد الأعظم من
الجزائريين يتغاضون عن إصلاحات ملحة في
نواحي شتى كالتعليم والصحة والإسكان والعمل
طلبا للاستقرار في شخص الرئيس
بوتفليقه ، فماذا لو غاب بوتفليقه عن المشهد لأي سبب كان ؟
إن
الوضع الجزائري الآن يتجه نحو المجهول ، في ظل تردي صحة الرئيس ، وعدم وجود خيارات
بديلة مقنعة للشعب الجزائري ، وفي ظل الانغلاق
السياسي والفساد المستشري والبيروقراطية الحكومية الطاغية وانخفاض
العائدات النفطية بنسبة 4.5%، حيث أصبحت 27.5 مليار دولار في النصف
الأول من العام الجاري ، ووصول نسبة البطالة 21.5 في المائة لمن هم دون 35 عاماً مقابل
10 في المائة بين باقي المواطنين بحسب صندوق النقد الدولي ، وإن لم يتدارك القائمين
على الأمر خطورة الوضع و يغلبوا المصالح الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة ،
ويبادروا بإصلاحات حقيقية عاجلة تضمن مشاركة الجميع والتمهيد لانتخابات جديدة
بمزيد من الشفافية ، فإن الجزائر معرضة للانزلاق إلى طريق مجهول لا يعرف أحد إلى
أين يودي بها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق