أشياء لا تحدث إلا في مصر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
هناك أشياء لا يمكن أن تراها إلا في مصر.. لا يمكن أن تري ثورتين في أقل من ثلاث سنوات إلا في مصر، لا يمكن أن تري رئيسين يحاكمان في نفس الوقت إلا في مصر، لا يمكن أن تري أناسا يخرقون القانون قولا وفعلا، عيانا بيانا وتري من يدافع عنهم ويختلق لهم المبررات إلا في مصر، أشياء وأشياء لا يمكن لك أن تراها إلا في مصر المحروسة..
وفي مصر أيضا لابد لكل مسئول أن يهدم إنجازات سلفه وإن لم يستطع فإنه ينسبها إلي نفسه، في مصر يكرهون العمل المؤسسي، يكرهون اللعب الجماعي ويجيدون اللعب الفردي، يعتمدون علي اللاعب الواحد ذو المهارات الخارقة، يعتمدون علي البطل الواحد، الأخ الأكبر، رب الأسرة، الحاكم الواحد الذي يأمر فيطاع والذي توجه إليه كل الأضواء، إذا حدثت مشكلة تتجه الأنظار سريعا إليه، ولم لا وهو من يملك أدوات الحل؟ بيده العصا السحرية، وفي أصابعه خاتم سليمان، في حوزته الفانوس السحري، وحده المتحكم في عفركوش بن برطكوش، يأمره فيأتيه بالمعجزات، هو حلال العقد والمشاكل، بينما مؤسسات الدولة تشاهد وتنتظر ثم ما تلبث أن تشيد بعبقريته وقدراته الفذة في حل المشكلات..
في إسرائيل تسيبي ليفني تقود المفاوضات مع الفلسطينيين ونتنياهو يتعاون مع بارك وليبرمان من أجل إسرائيل، وفي أمريكا أوباما نسي خلافاته مع منافسته هيلاري كلينتون واستعان بها كوزيرة للخارجية، هناك الملعب يتسع للجميع وعند الحديث عن الأوطان، تنحي الخلافات والمصالح الشخصية جانبا، ويصبح اجتماع وتعاون الشامي مع المغربي أمرا طبيعيا، بل وواجبا، أما في مصر وبعد ثورتين لا زال الملعب لا يحتمل إلا لاعبا واحدا، ولا زالت العقليات كما هي والمعتقدات هي ذاتها، الطبع الذي يغلب التطبع يفضح الجميع، والممارسات علي الأرض تزيل الأقنعة وتعري الوجوه، قشرة الديمقراطية وشعارات التغيير التي أعقبت ثورتي مصر تتهاوي أمام الاختبارات المتتالية.
في دول العالم قد لا يحتاج التغيير إلي ثورات وإن كان ولابد فواحدة تكفي، أما في مصر لم تستطع ثورتينا أو حتي ما قبلهما أن تحدث تغيرا جوهريا، ولا قيمة لثورة لم تحدث تغيرا إيجابيا، وثورات مصر لم تغير شيئا ملموسا حتي الآن، لم تغير شيئا في سلوكياتنا، لم تستطع أن تعلمنا مبدأ المشاركة، لم تعلمنا العمل الجماعي ولا كيف لنا أن نكمل بعضنا بعضا، لم تعلمنا أن نبني من حيث انتهي الآخرون، وأن ننسب الفضل لأصحابه حتي ولو اختلفنا معهم؟
مئات الثورات وملايين المصريين في شوارع وميادين مصر ربما لن تكون كافية لتغيير ما كان ولا زال يحدث في مصر، لن تكون كافية لتحقيق تطلعات المصريين من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، ما لم يكن لدي المصريين أنفسهم إرادة التغيير، والتغيير لا يعني أشخاصا وأنظمة، إنما سياسات ومفاهيم، وسلوكيات علي الأرض، علي المصريين أن يدركوا أن حصاد ثمار الثورة لن يتأتي إلا بغرس سلوكيات ومفاهيم جديدة بداخلهم غير تلك التي اعتادوا عليها لسنوات طوال، وأن الشروع في التغير بالتأكيد لا يتطلب انتظار رئيس مصر القادم.
هناك أشياء لا يمكن أن تراها إلا في مصر.. لا يمكن أن تري ثورتين في أقل من ثلاث سنوات إلا في مصر، لا يمكن أن تري رئيسين يحاكمان في نفس الوقت إلا في مصر، لا يمكن أن تري أناسا يخرقون القانون قولا وفعلا، عيانا بيانا وتري من يدافع عنهم ويختلق لهم المبررات إلا في مصر، أشياء وأشياء لا يمكن لك أن تراها إلا في مصر المحروسة..
وفي مصر أيضا لابد لكل مسئول أن يهدم إنجازات سلفه وإن لم يستطع فإنه ينسبها إلي نفسه، في مصر يكرهون العمل المؤسسي، يكرهون اللعب الجماعي ويجيدون اللعب الفردي، يعتمدون علي اللاعب الواحد ذو المهارات الخارقة، يعتمدون علي البطل الواحد، الأخ الأكبر، رب الأسرة، الحاكم الواحد الذي يأمر فيطاع والذي توجه إليه كل الأضواء، إذا حدثت مشكلة تتجه الأنظار سريعا إليه، ولم لا وهو من يملك أدوات الحل؟ بيده العصا السحرية، وفي أصابعه خاتم سليمان، في حوزته الفانوس السحري، وحده المتحكم في عفركوش بن برطكوش، يأمره فيأتيه بالمعجزات، هو حلال العقد والمشاكل، بينما مؤسسات الدولة تشاهد وتنتظر ثم ما تلبث أن تشيد بعبقريته وقدراته الفذة في حل المشكلات..
في إسرائيل تسيبي ليفني تقود المفاوضات مع الفلسطينيين ونتنياهو يتعاون مع بارك وليبرمان من أجل إسرائيل، وفي أمريكا أوباما نسي خلافاته مع منافسته هيلاري كلينتون واستعان بها كوزيرة للخارجية، هناك الملعب يتسع للجميع وعند الحديث عن الأوطان، تنحي الخلافات والمصالح الشخصية جانبا، ويصبح اجتماع وتعاون الشامي مع المغربي أمرا طبيعيا، بل وواجبا، أما في مصر وبعد ثورتين لا زال الملعب لا يحتمل إلا لاعبا واحدا، ولا زالت العقليات كما هي والمعتقدات هي ذاتها، الطبع الذي يغلب التطبع يفضح الجميع، والممارسات علي الأرض تزيل الأقنعة وتعري الوجوه، قشرة الديمقراطية وشعارات التغيير التي أعقبت ثورتي مصر تتهاوي أمام الاختبارات المتتالية.
في دول العالم قد لا يحتاج التغيير إلي ثورات وإن كان ولابد فواحدة تكفي، أما في مصر لم تستطع ثورتينا أو حتي ما قبلهما أن تحدث تغيرا جوهريا، ولا قيمة لثورة لم تحدث تغيرا إيجابيا، وثورات مصر لم تغير شيئا ملموسا حتي الآن، لم تغير شيئا في سلوكياتنا، لم تستطع أن تعلمنا مبدأ المشاركة، لم تعلمنا العمل الجماعي ولا كيف لنا أن نكمل بعضنا بعضا، لم تعلمنا أن نبني من حيث انتهي الآخرون، وأن ننسب الفضل لأصحابه حتي ولو اختلفنا معهم؟
مئات الثورات وملايين المصريين في شوارع وميادين مصر ربما لن تكون كافية لتغيير ما كان ولا زال يحدث في مصر، لن تكون كافية لتحقيق تطلعات المصريين من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، ما لم يكن لدي المصريين أنفسهم إرادة التغيير، والتغيير لا يعني أشخاصا وأنظمة، إنما سياسات ومفاهيم، وسلوكيات علي الأرض، علي المصريين أن يدركوا أن حصاد ثمار الثورة لن يتأتي إلا بغرس سلوكيات ومفاهيم جديدة بداخلهم غير تلك التي اعتادوا عليها لسنوات طوال، وأن الشروع في التغير بالتأكيد لا يتطلب انتظار رئيس مصر القادم.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق