انضمام بيت المقدس إلى داعش وحسابات الربح
والخسارة " بقلم : محمد صالح رجب"
اعتقد
تنظيم بيت المقدس أن قطاعا من المصريين لاسيما في سيناء يتعاطفون معه ويشكلون بيئة
حاضنة للتنظيم ، وأن انضمام بيت المقدس لداعش ذات السلوك الدامي قد يفقدهم هذا
التعاطف لاسيما من هؤلاء المتعاطفين معه نكاية في الدولة وإهمالها لهم .، لذا كان
هذا التردد ، غير أن دعم الأهالي في سيناء للقوى الأمنية ، والشروع في إقامة
المنطقة الحدودية العازلة مع قطاع غزة ، ومحاصرة التنظيم ، وتضيق الخناق عليه ، لم
يدع له مساحة للمناورة ، فخرج التنظيم ليؤكد هذه المبايعة في محاولة منه للاستمرار
على قيد الحياه ، اعتقادا من التنظيم أنه بهذه البيعة يمكنه الاستفادة من احتضان عناصر داعش الهاربة
من سوريا والعراق تحت وطأة ضربات التحالف ، اضافة للدعم المادي الذي يمكن لداعش ان
تقدمه له .
داعش
هي الأخرى ترى في تلك المبايعة فرصة للتأكيد
على أن أفكارها لم تنحصر رغم الحملة الشرسة عليها وإنما انتشرت و تمددت أفقيا ،
بعد أن وضعت لها موطأ قدم في دولة بحجم مصر ، وما يتبعه ذلك من تشجيع تنظيمات أخرى
على الانضمام إليها.
أما
الرابح الأكبر جراء هذه البيعة هو ولا شك الدولة المصرية ، استنجاد بيت المقدس
بداعش هو اعتراف صريح منها بمحاصرتها وتضيق الخناق عليها ، كما أن البيعة في حد ذاتها هي تأكيد للحقيقة التي دأبت مصر على
ترديدها وصم البعض أذنيه عنها وهي أن مصر تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب، هذه البيعة
أيضا تفضح أمريكا التي غضت الطرف عما يحدث في مصر وأحجمت عن تسمية الأشياء
بمسمياتها ، فلم تصف ما يحدث في مصر بالإرهاب ، حتى بعد انضمام بيت المقدس إلى
داعش التي أقامت أمريكا ـ بكل قوتها ـ حلفا دوليا لمحاربتها .
إن انضمام بيت المقدس إلى
داعش فرصة للمصريين لإزاحة الغشاوة عن عيون البعض و للتوحد في مواجهة الإرهاب ودون
النظر إلى مواقف الآخرين وتحديدا أمريكا بإدارتها الحالية والتي دعمت نظام الإخوان
وراهنت عليه، ولا ترغب في التعامل مع القيادة المصرية الحالية
إلا بما تفرضه مصالحها وفي أضيق الحدود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق