الفوضويون الجدد "
بقلم : محمد صالح رجب"
عز
على البعض أن تتجه مصر نحو الاستقرار ، لاسيما بعد ما بدت ملامحه في الأفق ،
مشاريع اقتصادية كبرى ، تحسن تدريجي في وضع السياحة ، تحسن التصنيف الائتماني لمصر
، الناحية الأمنية تتحسن مع الأخذ في الاعتبار الوضع الاستثنائي لسيناء ، خارطة
الطريق أوشكت أن تستكمل بإجراء الانتخابات البرلمانية خلال الأشهر القليلة المقبلة
، العالم بات يتفهم أكثر و أكثر ما حدث في 30 يونيو ، المشهد كله يتجه نحو
الاستقرار ، لكن الاستقرار بيئة غير مناسبة للفوضويين ، لا تصلح لهم للعيش
والتكاثر وممارسة طقوسهم ، الاستقرار يعني دولة وقانونا ، وهم لا يريدون دولة ولا
قانونا ، إنما يريدون الفوضى ، " الفوضوية " هي مجتمع اللا دولة ،
والفوضويون هم أعداء الدولة يرونها كيانا " استغلاليا " يستغل الفرد ،
يرونها كيانا "إكراهيا " يجبر الفرد على إتباع القوانين ، يرونها شر يجب
التخلص منه ، ورغم إلباس " الفوضوية " لباس الحرية تارة ، والدين تارة
أخرى إلا أن أصحاب هذا المذهب ومنذ نشأته في القرن التاسع عشر وحتى الآن قد أخفقوا
في إقناع الناس به وتسويقه لهم بديلا عن الدولة ، فانحاز الناس للدولة .
دعوة
الفوضويين الجدد للعنف والفوضى في 28 نوفمبر الجاري وإلباس دعوتهم رداء الإسلام
سواء برفع المصاحف أو بوصفها بالثورة " الإسلامية " ، لن تفضي إلى شئ ،
ومآلها هي الأخرى إلى الفشل ، وسيؤكد المصريون في هذا التاريخ على انحيازهم لدولة
القانون ومؤسساتها في مواجهة الفوضى التي يريد البعض أن يدخلنا فيها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق