ماذا لو؟! | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
المشهد.. رجل نحيف مسن قابع خلف مقود أتوبيس نقل عام وقد هرب الدم من عروقه، يرتجف جسده هلعا، يلتف حوله مجموعة من الإرهابيين يحاولون حرق و تحطيم الأتوبيس والنيل من الرجل، وهو يستعطفهم بصوت واهن وكلمات منكسرة تخرج عسيرة من فمه الذي جف من الجوف أن يرحموا شيبته، يسترضيهم ويومأ برأسه مؤمنا علي هتافاتهم، يرفع يده نحو صدره مرات وكأنه يقول لهم أنتم فوق راسي، وبداخله يتساءل : لماذا يا أولادي؟
لم يتعاطف كثيرون مع هذا الرجل المسن، ولم تتحرك ضمائرهم وتعلو أصواتهم نصرة لهذا المسكين الذي أزعم أن عمره المتبقي سيقضيه في علاج ما ألم به جراء هذا الموقف، لكن بالتأكيد ثمة سؤال طرق أذهان كثيرين ممن شاهدوا هذا الموقف : ماذا لو حاول هذا الرجل 'الخائف' أن يفلت بجلده وينقذ نفسه؟ ماذا لو دهس أحدهم لا إراديا وهو يندفع هاربا؟
اعتقد وقتها ستخرج الأصوات عالية، وستذرف الدموع أنهارا، وسيصحو ضمير العالم في مواجهة السيسي قائد الانقلاب والدولة المصرية القاتلة وستتصدر صحف وفضائيات العالم عناوين من قبيل ' دهس متظاهرين سلميين في القاهرة ' وستدين 'هيومان رايتس ووتش ' النظام المصري وتطالب العالم بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة في مصر، وتخصص الجزيرة ساعات لاستهانة النظام المصري بأرواح المواطنين، ومن برجه العاجي سيغرد البرادعي منتقدا، ويخرج علينا عمرو حمزاوي وعلاء الأسواني ليؤكدا أن شيئا لم يتغير في مصر وأن الدولة القديمة لازالت تحكم، أما عبد المنعم أبو الفتوح سيطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. الحمد والشكر لله أن الرجل الطيب بقصد أو لأن ركبتيه بالأساس لم تتحملا الموقف فوت الفرصة علي كل هؤلاء ولم يحاول الهرب، ليجلس هؤلاء متحفزين متربصين بانتظار مشهد آخر..
المشهد.. رجل نحيف مسن قابع خلف مقود أتوبيس نقل عام وقد هرب الدم من عروقه، يرتجف جسده هلعا، يلتف حوله مجموعة من الإرهابيين يحاولون حرق و تحطيم الأتوبيس والنيل من الرجل، وهو يستعطفهم بصوت واهن وكلمات منكسرة تخرج عسيرة من فمه الذي جف من الجوف أن يرحموا شيبته، يسترضيهم ويومأ برأسه مؤمنا علي هتافاتهم، يرفع يده نحو صدره مرات وكأنه يقول لهم أنتم فوق راسي، وبداخله يتساءل : لماذا يا أولادي؟
لم يتعاطف كثيرون مع هذا الرجل المسن، ولم تتحرك ضمائرهم وتعلو أصواتهم نصرة لهذا المسكين الذي أزعم أن عمره المتبقي سيقضيه في علاج ما ألم به جراء هذا الموقف، لكن بالتأكيد ثمة سؤال طرق أذهان كثيرين ممن شاهدوا هذا الموقف : ماذا لو حاول هذا الرجل 'الخائف' أن يفلت بجلده وينقذ نفسه؟ ماذا لو دهس أحدهم لا إراديا وهو يندفع هاربا؟
اعتقد وقتها ستخرج الأصوات عالية، وستذرف الدموع أنهارا، وسيصحو ضمير العالم في مواجهة السيسي قائد الانقلاب والدولة المصرية القاتلة وستتصدر صحف وفضائيات العالم عناوين من قبيل ' دهس متظاهرين سلميين في القاهرة ' وستدين 'هيومان رايتس ووتش ' النظام المصري وتطالب العالم بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة في مصر، وتخصص الجزيرة ساعات لاستهانة النظام المصري بأرواح المواطنين، ومن برجه العاجي سيغرد البرادعي منتقدا، ويخرج علينا عمرو حمزاوي وعلاء الأسواني ليؤكدا أن شيئا لم يتغير في مصر وأن الدولة القديمة لازالت تحكم، أما عبد المنعم أبو الفتوح سيطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. الحمد والشكر لله أن الرجل الطيب بقصد أو لأن ركبتيه بالأساس لم تتحملا الموقف فوت الفرصة علي كل هؤلاء ولم يحاول الهرب، ليجلس هؤلاء متحفزين متربصين بانتظار مشهد آخر..
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.