السبت، 18 فبراير 2017

حي علي العمل - محمد صالح رجب - الإسبوع

حي علي العمل  - محمد صالح رجب - الإسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/105578

حي علي العمل
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 24 - 09 - 2013

المتابع للمشهد المصري الحالي يجد أن الجهات الأمنية وحدها من تتحمل عبء أخطاء السياسيين خلال الفترات السابقة وحتي وقتنا هذا، وظننا بعد ثورتين متتاليتين أن الأمر سيتغير، غير انه قد خاب ظننا، لاسيما بعد أداء هزيل لحكومة مفترض أن تسبق الشارع بخطوات، تشعر المواطن بآدميته وأن ثورته تسير في الاتجاه الصحيح. 
يصعب علينا أن ننتقد الحكومة في فترة صعبه تمر بها البلاد وفي ظل تربص تام من قبل أنصار الرئيس المعزول وأمنيتهم أن تتصارع القوي الثورية المتطلعة إلي دولة مدنية بل وتسعي حثيثة إلي إحداث ذلك الانشقاق للانقضاض علي الحكم مرة أخري، لكن ما نراه من روتين وبطء في الأداء يجعلنا نخشي علي ثورتنا، نخشي أن تسرق من بين أيدينا مرة أخري لاسيما أن ذاكرتنا لازالت تحتفظ بسنة حكم واحدة أدت إلي ما نحن عليه الآن، بل وكادت أن تطيح بالدولة المصرية، لذا يجب علينا أن ننقد بحب، ننقد بهدف النصح، ننقد بغرض الإصلاح.
إن استمرار أداء الحكومة بهذا الشكل يفرض ضغوطا إضافية علي الجهات الأمنية، وعلي الحكومة أن تسعي حثيثة علي وضع خطط قصيرة الأجل يشعر المواطن العادي بنتائجها عاجلا غير اجل، إن إعفاء مصاريف طلاب المدارس أو صرف وجبة غذائية لهم ليسا كافيين في الوقت الراهن، إنما المطلوب أن نعيد للمواطن ثقته في وطنه، وان نستفز انتماءه الكامن بداخله، من خلال إجراءات بسيطة من بينها تحديد حد أدني للإجور يضمن للإنسان حدا مقبولا من الكرامة الإنسانية، إن رفع القمامة من الشوارع وتجميل ما يمكن تجميله في البلاد، ووضع لافتات تشعر المواطن بالعزة والكرامة، والسعي الحثيث لحل أزمة المرور مع تعامل ادمي مع المواطنين في كل المصالح الحكومية والسعي لخدمتهم بدلا من تعقيد مصالحهم، والمسارعة بإصلاح ما يمكن إصلاحه في النظام الصحي، سَيَصُب في هذا الاتجاه، كما أن أمورا بسيطة من قبيل وضع علم مصر الصغير علي صدر المصريين العاملين في القطاع العام لا سيما في المجال الخدمي لن يكلف كثيرا، وسيكون مردوده كبيرا، إن إعادة هيكلة التليفزيون المصري المترهل بالأساس وإبراز الوجه الحضاري لمصر من خلال مفكريها وأدبائها وعلمائها بدلا من التركيز علي المظاهرات بالتأكيد سيزيد من ثقة المواطن ببلده ويزيل ما قد علق بانتمائه من شوائب بل وسيمد الدولة المصرية بأداة ردع يمكن أن تستخدمها في مواجهة كل من تسول له نفسه التطاول علي مصر.
إن نظاما للتصالح مع المواطن يسعي إلي حل ما يمكن أن يحل من المشاكل العالقة والتسويات المختلفة مع المواطنين المعسرين لن يكلف الحكومة كثيرا، كما أن تواصل الحكومة من خلال وزرائها مع الشعب أمر في غاية الأهمية، وماذا يضير الحكومة لو عقدت مؤتمرا صحفيا يوميا أو كل عدة أيام لتقديم كشف حساب للمواطن؟
وعلي السفارات المصرية في الخارج ألا تكتفي بشرح ما حدث في مصر ثورة أم انقلاب بل يجب أن تتجاوز ذلك باعتبار أن الأمر أصبح مستقرا في مصر وتدفع باتجاه جلب الاستثمارات والتسويق للسياحة، وعلي كل مصري أن يكون سفيرا لمصر في موقعه.
علي الحكومة تشجيع وتحفيز الشعب علي العمل، عليها أن تبدأ بنفسها ثم تقود قاطرة العمل الوطني، لن يعمل المواطن بِجِد إلا عندما يري انجازات محققة علي الأرض، فهيا بنا إلي العمل، هيا بنا نرفع شعار ' حي علي العمل ' فالعمل بالتأكيد عبادة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق