السبت، 18 فبراير 2017

وماذا بعد رحيل الأسد؟ - محمد صالح رجب - الأسبوع

وماذا بعد رحيل الأسد؟ - محمد صالح رجب - الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/99969
وماذا بعد رحيل الأسد؟

نشر في الأسبوع أونلاين يوم 28 - 08 - 2013

الأحداث تتلاحق في سوريا بسرعة هائلة خلال هذا الأسبوع وكأنما يراد لها أن تنحوا منحا معينا في هذا التوقيت بالذات، ربما دعما للإخوان في مصر بعد أن أوشكوا علي السقوط نهائيا، أو خوفا من التصدع في التحالف المضاد لنظام الأسد بعد أن تشابكت الأمور، وتضاربت المصالح، فبعد أن كان التعاطف العربي والإسلامي كبيرا مع الثورة السورية ضد نظام فاسد متمثلا في نظام بشار الأسد الذي ورث الحكم عن أبيه وتحالفه مع إيران بما تمثله من تهديد للأمن القومي العربي لا سيما بعد أن ثبتوا أقدامهم في العراق، نجد الآن أن وطأة هذا التعاطف بدأت تنحصر، ليس تعاطفا مع الأسد ونظامه ولكن خوفا علي سوريا من التقسيم والانهيار ودخولها في اقتتال أشبه بما حدث في أفغانستان عقب خروج الاتحاد السوفيتي منها، ولا سيما أن الجبهة المناهضة للأسد باتت متعددة وكل منها مدعوما بجهات خارجية معينة متضاربة المصالح والأهداف، هذا من ناحية، ومن ناحية أخري، بسبب المعلومات التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم عن علاقة ما يحدث في سوريا وما يسمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد.فمما لا شك فيه أن أثر انهيار سوريا علي المنطقة سيكون كبيرا فهو ولا شك دعم للإخوان في سوريا وبالتالي دعم وتعضيد ورفع معنويات لإخوان مصر، وإرهاب للجيش المصري بأن مآله سيكون كنظيره السوري مما يضعف الروح المعنوية له وللقيادة المصرية الحالية ويجعل يدها مرتعشة مغلولة في اتخاذ القرار وربما أصبحت أكثر ليونة وقبولا للتدخل الغربي في شأن مصر الداخلي وما يراد للمنطقة من مشاريع. 
وأعتقد أن الغرب الذي ظل صامتا علي الحالة السورية منذ 26 فبراير 2011 رغم ألاف القتلي والمصابين والمشردين إنما تحرك الآن وبهذه السرعة لضرب سوريا إن حدث أو تركيعها، تحت وطأة الحالة المصرية الكاشفة، فالمواقف المتضاربة للتحالف ضد سوريا فيما يخص الحالة المصرية عجل بالتدخل الأجنبي في الحالة السورية، خوفا من انهيارهذا التحالف، كما أن الخوف من فشل ما يسمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد بعد أن وقف الجيش المصري حجر عثرة لهم بإسقاط نظام الإخوان، ساهم أيضا في سرعة التدخل الأجنبي في سوريا قبل أن تستعيد مصر توازنها وعافيتها، لذا كان افتعال استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية لإنهاء نظام الأسد أو إضعافه، وهي بالقطع ذريعة واهية لا تتفق مع العقل والمنطق لا سيما في الحالة الأخيرة المزعومة، في ظل وجود مفتشي الأسلحة الكيميائية التابعيين للأمم المتحدة في سوريا.
إن ضربة نوعية لأهداف بعينها في سوريا هو أمر بات متوقعا بين لحظة وأخري لإعادة التوازن في الحرب القائمة في سوريا لصالح المعارضة وما يطلق عليه الجيش الحر، قد يدفع نظام الأسد إلي إطلاق كم هائل من مخزون الصواريخ التي يمتلكها والمحملة ببعض الرؤؤس الكيمائية، علي كل من إسرائيل والأردن ولربما أدت هذه العملية إلي سقوط النظام الأردني لصالح إخوان الأردن الحاضرين بقوة في المشهد الأردني ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض علي الحكم رغم الضمانات الكبيرة التي يحاول ملك الأردن جاهدا أن يستخلصها من الغرب، كما أنها قد تؤدي إلي تدخل حزب الله مما يطيح باستقرار لبنان الهش بطبيعته.
إن العجلة التي يتكالب بها الغرب علي سوريا الآن قد تنهي أو تتسبب في إنهاء حكم الأسد، لكنها قطعا لن تجيب علي التساؤل المطروح بقوة: وماذا بعد رحيل الأسد؟
هل تتوقف الحرب في سوريا؟ هل تنجو سوريا من شبح التقسيم؟ من يحكم سوريا؟ وماذا عن لبنان؟ وهل يصمد نظام الحكم في الأردن؟ وهل تستطيع مصر أن تواصل الصمود؟ هل سقوط الأسد يرفع الحرج عن دول الخليج المعتدلة فتتفرغ لدعم مصر والوقوف معا ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
أسئلة عديدة ربما لن نعرف لها إجابة إلا بعد رحيل الأسد إن رحل..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق