السبت، 27 يناير 2018

حتى لا تصبح مصر في مهب الريح " بقلم : محمد صالح رجب "



كثير من المهمومين و المهتمين بالشأن المصري يضعون أيديهم فوق قلوبهم تحسبا لما بعد مرحلة السيسي، الرئيس السيسي لم يكن في حاجة إلى حزب يسانده لأنه حظي بدعم هائل من الشعب المصري، فكان رئيسا استثنائيا لمرحلة استثنائية، لكن في ظل موت الحياة الحزبية في مصر، من يضمن أن مصر لن تقع في أيدي تنظيمات متطرفة من جديد؟ أي رئيس قادم لن يلتف حوله الشعب كما فعل مع السيسي، الأمر الذي يضع مصر في مهب الريح، إن أحد أهم أولويات الرئيس السيسي في فترته الرئاسية الثانية والتي من المتوقع أن يفوز بها هو بث الروح في الحياة الحزبية من جديد، إن وجود أحزاب قوية بمثابة تحصين لمصر من الوقوع في براثن تلك التنظيمات المعروفة بقدرتها الهائلة على الحشد والتنظيم. بناء حياة حزبية يتطلب وقتا وجهدا، لذا من الضروري أن يشرع الرئيس والدولة المصرية سريعا في تشجيع ودعم عودة الأحزاب بتوفير المناخ المناسب لعودة تلك الأحزاب لممارسة أنشطتها، وأن يُسمح بمساحات أكبر من الاختلاف والحرية تزامنا مع حالة الاستقرار التي تشهدها مصر، و بما يضمن وجود أكثر من بديل وطني أمام الناخب المصري، وكما للسلطة التنفيذية  دور، على الأحزاب أن تعيد النظر في أولوياتها، فالهدف يجب أن يكون الصالح العام، من حق كل حزب أن يحلم بالسلطة ويسعى إليها لكن في إطار القانون والدستور، وأولى خطوات الأحزاب أن تبادر وتسارع بالغربلة واندماج الأحزاب ذات البرامج والتوجهات المتشابهة، فلا يعقل أن يكون بمصر حوالي 106 حزب سياسي، ولا يعرف حتى المثقفون والمهتمون بالسياسة سوى أسماء عدد منها لا يتعدى أصابع اليد..
عودة الحياة الحزبية في مصر مشروع قومي لا يقل أهمية عن أي مشروع يقام الآن، بل أنه مقدم على كثير من المشاريع في تلك المرحلة لأنه حصانة ضد وقوع مصر برمتها في قبضة التنظيمات المتطرفة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق