السبت، 27 يناير 2018

انتخابات الرئاسة المصرية والبحث عن كومبارس " بقلم : محمد صالح رجب "

 انتخابات الرئاسة المصرية والبحث عن كومبارس  " بقلم : محمد صالح رجب "


كم هائل من التهكم على الدولة المصرية عقب خلو الساحة من منافسين للرئيس السيسي واتجاه حزب الوفد للدفع برئيسه الدكتور/ السيد البدوي كمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المصرية في مواجهة السيسي قبيل وقت قصير من إغلاق باب الترشح، لم يكن مستغربا أن يصدر هذا التهكم عن الإخوان ومن يدور في فلكهم ،لكن الغريب أنه صدر أيضا عن شخصيات كانت إلى وقت قريب تمسك العصا من المنتصف فيما يشبه التوازن، ربما أن بعضهم كان يتعشم في منصب أو ينتظر مكاسب بعينها وحين لم ينالها قفز من سفينة السيسي باعتبار أن أقصى مدة له هي 4 سنوات قادمة بعد أن أغلق السيسي بنفسه باب التعديلات الدستورية فيما يتعلق بمدة الرئاسة، وذلك تمهيدا لتسويق أنفسهم لأي نظام قادم بعد السيسي.
راح هذا البعض يسوق أن الدولة المصرية تبحث عن كومبارس، ويتناسون أن الدولة المصرية والرئيس شخصيا لو أرادوا كومبارسا لساعدوا خالد علي أو غيره من مرشحي الرئاسة، ومع احترامنا للجميع، إلا أنهم مجتمعون ليسوا بأفضل من حمدين صباحي والذي اعتبره البعض وقتها كومبارسا أو محللا في الانتخابات الرئاسية السابقة، الغريب أن بعض المحسوبين على حمدين نفسه يسوقون لهذا الطرح الآن.
ومع احتمال أن يكون حزب الوفد ومن خلال بعض أجنحته ومن منطلق وطني قد تطوع من تلقاء نفسه لإظهار انتخابات الرئاسة المصرية بشكل لائق إلا انه من المؤكد أنه لا دخل للرئاسة والدولة المصرية بهذا الترشح وأنها ربما لو تدخلت لمنعه بطريقة أو أخرى وتسرب الأمر لقامت الدنيا وكتبت عن عرقلة الدولة المصرية لمرشحي الرئاسة حتى الأقربون منهم كما فعلت مع عنان المنتمي للمؤسسة العسكرية والسيد البدوي الذي أيد مبكرا ترشح السيسي لفترة ثانية، من هنا لم تتدخل الدولة المصرية في حالة السيد البدوي أو في غيره، وأن انسحاب خالد على لأنه لم يستطع أن يستوفي الشروط، وأن سامي عنان قد خالف القانون.
من المؤكد أن أجواء الانتخابات الرئاسية  المصرية ليست هي المثالية في الوقت الراهن، نظر للظروف التي لا تخفى على أحد، لكن المؤكد أيضا أنه لا منافس بحجم السيسي وأن الشخصيات الهامة وجدت أنها لن تستطيع أن تنافس فآثرت التريث وترك الأمر لما بعد مدته الثانية، وأن من تقدموا ليسوا منافسين حقيقيين، وبدلا من اغتنام 4 سنوات قادمة هي مدة الرئاسة القادمة والتي من المتوقع أن يفوز بها السيسي والعمل خلالها لتجهيز منافس حقيقي يكون بديلا وطنيا قادرا على المنافسة والوصول إلى قلوب وعقول المصريين استمرت المعارضة المصرية أو من يقدمون أنفسهم كمعارضة على نفس المنوال، تشكيك وسب وتهكم على شخص الرئيس والدولة المصرية، وكأنهم لم يستفيدوا من تجربة الفترة الأولى للسيسي، أمثال هؤلاء الذين لا يستفيدون من دروس الماضي القريب لا يمكن لهم أن يقودوا دولة بحجم مصر، هذه الحقيقة بات يعلمها معظم الشعب المصري حتى البسطاء منهم، فمتى يعي هؤلاء هذه الحقيقة؟.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق