الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان " بقلم :محمد صالح رجب "

المصالحة ومستقبل العلاقة مع الإخوان " بقلم :محمد صالح رجب "
من حين لآخر نسمع عن مبادرة للمصالحة الوطنية بين الإخوان والشعب المصري ، والحقيقة أن المصالحة التكتيكية مرفوضة جملة وتفصيلا ، لأن المصالحة ينبغي أن تكون على أسس وقواعد  راسخة ، حتى نضمن مصالحة حقيقة ينصهر فيها الإخوان مع الجماعة الوطنية .
ومن العجب العجاب أن نسمع من بعض مسئولينا أن المصالحة مع الإخوان ممكنة شريطة أن يعتذروا للشعب المصري ويضيف مسئول آخر شرطا ثانيا وهو الاعتراف بشرعية 30 يونيو .
 هب أنهم فعلوا: وماذا بعد؟ هل يضمن ذلك مصالحة حقيقة أم أنها مصالحة مرحلية تمكن الجماعة من أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب صفوفها من جديد انتظارا للحظة أخرى يمكن لها أن تنقض على ثوابت الشعب المصري من جديد ؟
  لقد أفرزت الفترة الماضية بأحداثها ما كان مسكوت عنه من انحراف عن ثوابت الأمة لدى تنظيم جماعة الإخوان ، بمعنى أن الإخوان بمبادئ حسن البنا التي يسيرون على آثارها ويتخذونها منهجا وطريق حياة لا يمكن أن تتلاقى مع الخط الوطني للدولة المصرية ولا مع صحيح الدين الإسلامي ، وبدون مراجعات حقيقة وتغير جذري فستكون المصالحة مجرد تكتيك لحين تحقيق أغراضهم المرحلية.
والمراجعات يجب أن تشمل ثلاث نقاط تحديدا على النحو التالي :
النقطة الأولى : احتكار الإخوان للفهم الصحيح للإسلام وموقفهم من مخالفيهم الرأي ، وقد اتضح ذلك جليا في ممارساتهم على الأرض في الأحداث الأخيرة .
في الأصول العشرين لحسن البنا وهو يتحدث عن الفهم يقول "إنما أريد بالفهم أن توقن أن فكرتنا إسلامية ، وأن تفهم الإسلام كما نفهمه " ، هب أننا اختلفنا مع فهم حسن البنا للإسلام ما مصيرنا ؟
إن الإسلام قرآن وسنة وحسن البنا ليس نبي إنما بشر كسائر البشر له ما له وعليه ما عليه ، ومبادئ الإسلام خمسة ليس من بينها الانضمام إلى تنظيم الإخوان ولا الإقتداء بحسن البنا .
النقطة الثانية : مفهوم الوطنية ،وسأقتبس من أقوال حسن البنا أيضا عند حديثه عن الوطنية  حيث قال " أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية " ، وهذا يفسر كلام المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف عندما قال " طظ في مصر " ويعضد أيضا ما قيل عن اتفاق أمريكي إسرائيلي مع الإخوان فيما يخص سيناء وتنازل مصر عن أراض هناك في سبيل حل القضية الفلسطينية .
النقطة الثالثة : وهي غير بعيدة عن النقطة السابقة وهي البعد الدولي لتنظيم الإخوان وأثره على الدولة المصرية .
إن تقديم الإخوان اعتذارا للشعب المصري واعترافهم بخارطة الطريق المنبثقة عن ثورة 30 يونيو لا يكفي لإنجاح تلك المصالحة وبدون هذه المراجعات اعتقد أن أي حديث عن المصالحة لا فائدة منه .
سيقول قائل أن الأمر يتطلب وقتا كبيرا ، والبلاد في حاجة إلى لم الشمل سريعا، لكن هذا أيضا ليس مبررا لإدماج الإخوان كتنظيم أو حزب في الحياة السياسية دون تغيير جوهري ومراجعات حقيقية لمعتقداتهم التي تتعارض مع ثوابت الشعب لمصري ،وعلى الدولة أن تستمر في خارطة المستقبل ، وتعطى للإخوان حقوقهم كاملة كأفراد مثلهم مثل باقي المواطنين ومن بينها حق التظاهر السلمي وفق القوانين وحقهم في محاكمات عادلة أمام قاضيهم الطبيعي، وعلى الإخوان بدلا من إهدار الوقت فيما لا طائل منه ، عليهم سرعة المبادرة بمراجعات حقيقية تشمل ضمن ما تشمل النقاط الثلاثة السابقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق