الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

رسالة إلى لجنة الخمسين " : بقلم محمد صالح رجب


رسالة إلى لجنة الخمسين " : بقلم محمد صالح رجب
كنت أظن أن لجنة الخمسين المكلفة بإعداد الدستور المصري
 تعرف مسبقا وتقدر حجم التحديات التي تواجهها ومدى حساسية الظرف ، وأن العالم بانتظار الانتهاء من الدستور ليعترف ويحتفل رسميا بنجاح الثورة المصرية ، ولتقطع حد الملل والقلق الذي أصاب المصريين على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات خلت ، وتشعرهم أن خارطة الطريق تسير بأمان في الاتجاه الذي ارتضاه الشعب المصري ، لكنها جعلت كل هؤلاء يضعون أيديهم فوق قلوبهم ، حيث اكتشفت  تلك اللجنة فجأة أنه لم يعد أمامها سوى ساعات قليلة لانتهاء المدة المحددة في الإعلان الدستوري والمقدرة بـستين يوما بحد أقصى للانتهاء من أعمالها ، مما يضعنا في مهب احتمالات صعبة كنا في غنى عنها .
إن تعدى المدة المحددة بالإعلان الدستور لا يعطى فرصة للطعن عليه فقط ، بل ويلقي بظلال قاتمة على خارطة الطريق في بداية مراحلها ، ويزرع في قلوب قوى عدة في الداخل والخارج الشك في قدرة مصر على تجاوز تلك المرحلة في الأفق المنظور ، ويوفر لقمة سائغة لأصحاب القلوب الحاقدة على مصر،المتربصة انتظارا لأي هفوة لتضخمها ، وتعلن صدق حدسها بأنه لا مجال للنجاح بدون عودة ما يطلقون عليه الشرعية .
إن عدم اكتراث تلك اللجنة لحجم تلك المسئولية وضعنا أيضا في مأزق أخلاقي عند محاولة الانتهاء من الدستور في الساعات القليلة القادمة ولا محالة سيضع تلك اللجنة ومنتجها في مقارنة باللجنة السابقة برئاسة المستشار الغرياني ودستورها فيما يطلق عليه " سلق الدستور ".
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن المصريين : ألم تصل الثورة بعد إلى قلوب وعقول أعضاء تلك اللجنة ؟ ألم يقدروا حجم المسئولية التي قبلوا أن يتحملوها ؟
لقد تغيرت مصر يا سادة ، وخطوات السلحفاة لم تعد مقبولة ، و بحر الروتين الذي غرقنا فيه سنوات طويلة لم يعد مقبولا السباحة فيه ، ومن لم يستطيع تحمل المسئولية فليتركها لغيره قبل أن يتركها مرغما ..
   
   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق