السبت، 23 نوفمبر 2013

برد الشتاء والدب الروسي على أعتاب مصر : بقلم محمد صالح رجب

برد الشتاء والدب الروسي على أعتاب مصر : بقلم محمد صالح رجب
الشتاء يطل علينا ببرده الشديد ، كبرودة العلاقات المصرية الأمريكية والتي تحاول أمريكا عبثا من خلال زيارة كيري ووفود أخرى أن تبعث الدفء فيها ، وفي الطريق إلينا  يأتي الدب الروسي على عجل ليزيد من برودة تلك العلاقة ، ولكن السؤال الذي يتجاهله البعض في خضم الصفعة التي نحاول أن نردها إلى واشنطن : هل تستطيع مصر أن تتحمل كل هذا الصقيع ؟ هل نحن قادرون أن نتلافى آثاره ونصمد أمام تداعياته ؟ أم أنها النشوة الآنية الفاصلة بين زمنين ؟
  نعم وجهت إلينا أمريكا لطمة بعدم وقوفها مع إرادة الشعب المصري في 30 يونيو ، والتلويح بالمساعدات الأمريكية بشكل مهين كما لو كانت أمريكا لا تستفد من جراء علاقتها مع مصر ، لكن هل يكون الرد الفوري بالتحول من الصيف إلى الشتاء دون تمهيد وأخذ الاستعدادات اللازمة للتقليل من الآثار المؤكدة لمثل هذا التحول ؟
إننا لا يمكن أن ننتقل مباشرة من حرارة الصيف إلى برد الشتاء دون المرور بالخريف ولا من برودة الشتاء إلى حرارة الصيف دون المرور بالربيع ، كما أن قيمنا الإسلامية ذمت " الفُجر " في المخاصمة وجعلته أحد علامات النفاق .
فعلى أولئك الذين يدعون إلى التوجه شرقا إما للضغط على أمريكا لإعادة الدفء إلى تلك العلاقات أو حتى لرغبتهم في استبدال الشرق بالغرب بعد موقف أمريكا المخزي من ثورة الشعب المصري ، عليهم  أن يعوا أن قطع العلاقات أو إحداث أزمة مع أمريكا غير مفيد كما أن الاعتماد على أمريكا والسير في ركابها طول الوقت أمر غير مفيد أيضا ، وعليهم أن يعلموا أن روسيا قد إنكوت من هذا التبدل الفجائي إبان حقبة الرئيس الراحل أنور السادات وبالتالي ستكون متوجسة تجاه نوايا الجانب المصري ولن تكون خالصة تماما في تعاملها مع المصريين ، حتى وإن كانت في مسيس الحاجة لموطئ قدم في الشرق الأوسط لا سيما بعد بوادر فقدانها لموضع  قدمها في سوريا برحيل الأسد إن عاجلا أو آجلا ، فما بالك إن كان هذا الموطئ دولة بحجم وقيمة مصر !! .
لذا .. على مصر أن توسع مظلة الأمان الدولية ، وأن تكون متوازنة وأن تعمل على كسب احترام الجميع وتوسع من البدائل المتاحة لديها وأن تكسب أصدقاء جدد دون فقد أصدقاء قدامى بما يعني مزيدا من استقلالية القرار الوطني ، ومزيدا من الأمان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق