عقب الإعلان عن استقبال الرئيس السيسي
للمبعوث الخاص لأمير دولة قطر إيذانا بتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الرامية
للمصالحة بين مصر وقطر ، سادت الأوساط المصرية حالة من الرفض لتلك المصالحة ، البعض
رأى فيها خيانة لدم الشهداء الذي أريق نتيجة لدعم قطر اللا محدود للإرهاب ، و
تساءل آخرون : كيف نتصالح مع من وصفونا بعبيد البيادة و أمهاتنا بالراقصات ، كيف
نتصالح مع هؤلاء وأميرهم بالتزامن مع
اجتماع مبعوثه الخاص بالرئيس السيسي
لتدشين تلك المصالحة يعلن من تركيا توافق رؤيته مع رؤية اردوغان بشأن مصر ،
وجمال حشمت يعلن من أنقرة عن عودة العمل ببرلمان الإخوان المنحل في محاولة لافتعال
ما يسمى بازدواجية الشرعية ، كيف نتصالح ـ إذن ـ مع هؤلاء ؟
غير أن رأيا وإن كان ضعيفا ، يحاول أن يجد له
مكانا ما على الساحة المصرية ، ويتساءل أنصاره : وما البديل ؟ ما البديل في ظل عجز
الدولة المصرية حتى الآن في مواجهة قطر على الأقل إعلاميا ؟ ، أنصار هذا الرأي ـ على قلته ـ هم أيضا تساورهم
الشكوك حول نوايا قطر ، لكنهم مع إعطاء فرصة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ،
تقديرا للرجل الذي وقف إلى جوار مصر في وقت تخلى عنها الكثيرون ، و لتعرية النظام
القطري أمام الجميع ، وأيضا لأننا لم نملك بعد أدوات الردع لإيقاف قطر وجزيرتها
الشيطانية عند حدودهما ، حيث لم تقف الدولة المصرية بعد على قدميها ، هي إذن ـ من
وجهة نظر هؤلاءـ فرصة ليرى العالم كيف
تتصرف قطر في الكرة التي ألقيت في ملعبها ، وفرصة لنا لسرعة تجهيز أدوات ناجعة لوقف
قطر عند حدها في حال فشل تلك المساعي ، دون أن نفقد حلفاء يملكون أوراق ضغط حقيقية
على قطر .
ومع ذلك تبقى الأصوات العالية الكثيرة التي
صدحت برفض هذه المصالحة رسالة قوية إلى القيادة القطرية مفادها أن الشعب المصري قد
فاض به الكيل تجاه تصرفاتكم ، فهل تلتقط القيادة القطرية تلك الرسالة وتحسن استخدام
الكرة التي ألقيت في ملعبها ؟ .