الأربعاء، 28 أغسطس 2013
الثلاثاء، 20 أغسطس 2013
قراءة أولية في الموقف السعودي تجاه مصر " بقلم : محمد صالح رجب "
قراءة أولية
في الموقف السعودي تجاه مصر " بقلم :
محمد صالح رجب "
لاشك أن الموقف
السعودي الأخير تجاه مصر ودعمه اللا محدود للإدارة الانتقالية الحالية في مصر ،
تحتاج منا إلى تأمل كبير ، فالرسالة التي بين السطور يجب أن تقرأ بعناية فائقة ، حيث أن دولة بحجم المملكة العربية
السعودية بما تملكه من إمكانيات وأدوات ،
لم تكن تغامر وتُقدم على هذه الخطوة في هذا التوقيت الذي تهافتت عليه الدول الكبرى
في إدانة السلطة القائمة في مصر دون أسباب قوية ومقنعة .
أكاد أزعم أن المملكة
عندما اتخذت هذا الموقف لم تتخذه عبثا وأنها كانت تعلم مسبقا أنها ستكون هدفا
لسهام الملامة والتشهير لاسيما من بعض القوى المحسوبة على التيار الإسلامي ، كما
أن علاقتها ومصالحها مع دول عدة قد تتعرض إلى التصدع أو الفتور ، لكنها اعتبرت ذلك
كله ثمنا زهيدا مقارنة بالحفاظ على دولة بحجم مصر كانت سندا وظهيرا لعالمها العربي
والاسلامي لعقود طويلة خلت .
لقد رأت المملكة أن دولة بحجم مصر تقف وحيدة عارية حتى من غطائها العربي أمام هجمة غربية
ودولية شرسة في ظل صمت عربي مطبق أشبه بصمت القبور ، بل أن إحدى الدول العربية تتحالف مع دول الغرب الصليبية
التي تكالبت في استماتة لإركاع مصر ودفعها نحو الهاوية بتأيدهم جماعة خارجة عن
الصف الوطني يقال عنها إسلامية ، ولم يعهد
المسلمون على مدار تاريخهم أن يدافع عنهم الغرب إلا لمصلحة كبيرة ، فعندما دافع
الغرب عن الكويت مثلا قبضوا ثمنا ماديا باهظا ،إضافة إلى تخريب دولة بحجم العراق
وعمل فجوة في التوازن مع إيران الشيعية لجعل المنطقة في صراع يمكن أن يشب في أي لحظة
متى أرادت تلك القوى ، وأيضا تخفيف الضغط عن الكيان الصهيوني بإزاحة الجيش العراقي
عن أي مواجهة محتملة مع إسرائيل ، فالغرب عندما يتكالب على مصر إذن لن يكون بقصد
المصلحة لمصر وشعبها ، هكذا قرأت السعودية الرسالة في اعتقادي ، أما كيف قرأنا نحن الرسالة السعودية
، فأعتقد أننا قرأنها من زاويتين ، الأولى : : أن السعودية وهي رائدة العمل
الإسلامي وواحدة من أهم رموزه والتي تطبق شرع الله ، والتي لا مجال للمزايدة عليها
إسلاميا ، هي من تقف في وجه جماعة الإخوان التي تصف نفسها بالمسلمين لتقول ضمنا أن
هذا ليس صحيح الإسلام ، فالإسلام ليس دين فرقة ولا دين حرق وهدم واعتداء وتشويه
وسب ولعن ، إنما دين وحدة ودين إنتاج وعطاء وإنكار ذات ودعوة إلى الله بالحسنى .
الثانية : أن الموقف
السعودي جاء في وقت تتوالى فيه المواقف العالمية المنددة والمتجنية على مصر فجاء
الموقف السعودي كنقطة نظام ، وليضع حدا لسلسلة المواقف المتدحرجة ككرة الثلج ،
ولتعطي أصحاب هذه المواقف وقتا للتفكير ، ليقرؤا رسالة مفادها أن مصالحكم الكبيرة
مع السعودية في خطر لو تماديتم في هذا الأمر ، فالسعودية لن تسمح بانهيار مصر .
أعتقد أن الموقف
السعودي الداعم للإدارة الانتقالية الحالية وخارطة الطريق الموضوعة سيشجع دولا
أخرى عديدة كانت مترددة للحذو مثلها والسير على خطاها ، كما سيحد ولا شك من سلسلة
الإدانات المتوالية للقيادة المصرية الحالية أو على الأقل سيحيد مواقف بعض الدول ويجعلها
أكثر اتزانا .
لحظة كاشفة | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
لحظة كاشفة | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/97895
أماطت الحالة المصرية اللثام عن سوءات وعورات العديد من الدول والأفراد ولا يمكن لنا أن نصفها فعلا إلا ب 'الحالة الكاشفة '، إنها حالة لا تحتمل القسمة إلا علي اثنين، إما مع مصرفي حربها علي الإرهاب أو ضدها، لم يعد مقبولا من الشخصيات المصرية ولا الدول أن تقف في مسافة بين الخيارين.. عندما يرفع السلاح في وجه الدوله ويقتل ويروع المواطنين، وتحرق المساجد والكنائس، عندما تنهب المتاحف وتقتحم أقسام الشرطة، عندما تحرق سيارات المطافئ وتمنع من إطفاء نار الفتنة، عندما ترفرف أعلام القاعدة في قاهرة الأزهر.. عندها نحن أمام حالة شديدة الوضح ولا مسمي لها سوي ' الإرهاب ' هذا هو التوصيف الصحيح للحالة لذا لن يقبل المصريون إلا بإجابة واحدة من اثنتين ' مع أو ضد '، وفي هذا الإطار جاء ت بعض المواقف واضحة في كلا الاتجاهين حيث تتزعم فرنسا وتركيا فريقا ضد مصر، وتتزعم السعودية والإمارات الفريق الأخر الداعم لمصر، بينما تقف اغلب الدول في الحالة الضبابية التي تتأرجح إما انتظارا لما تستقر عليه الأوضاع علي الأرض أو لتشعل الموقف من وراء ستار وتدفع بآخرين نيابة عنها ليتقدم الفريق المضاد لمصر.
ولأن موقف السعودية تحديدا يحتاج إلي تأمل كبير ليقدر بحجم هذا الموقف، فأنني أتوقف عنده من زاويتين، الأولي: أن السعودية وهي رائدة العمل الإسلامي وواحدة من أهم رموزه والتي تطبق شرع الله، هي من تقف في وجه جماعة الإخوان التي تصف نفسها بالمسلمين لتقول ضمنا أن هذا ليس صحيح الإسلام، فالإسلام ليس دين فرقة ولا دين حرق وهدم واعتداء وتشويه وسب ولعن، إنما دين وحدة ودين إنتاج وعطاء وإنكار ذات ودعوة إلي الله بالحسني.
ثانيا: أن الموقف السعودي جاء في وقت تتوالي فيه المواقف العالمية المنددة والمتجنية علي مصر فجاء الموقف السعودي كنقطة نظام، وليضع حدا لسلسلة المواقف المتدحرجة ككرة الثلج، ولتعطي أصحاب هذه المواقف وقتا للتفكير.
ويكمن تقديرنا لهذا الموقف من أهميته وصعوبة البالغة لا سيما في هذا التوقيت، فليس كل دولة في حجم ووضع السعودية قادرة علي اتخاذ هذه المواقف المسئولة التي تغلب الصالح العام وتراعي البعدين الديني والقومي، وتري أن درء المفاسد وإطفاء الفتنة مقدم حتما علي جلب المنافع.
فهي ولا شك تعلم أن انحيازها إلي الحق في وقت عزت فيه كلمة الحق سيعرضها لحملة من التشويه والانتقادات، وأيضا ربما عرض مصالحها مع دول عدة إلي الفتور والتصدع، كان بإمكانها أن تقف في المنطقة الضبابية كالآخرين، لكن جاء موقفها رائدا ومتقدما كريادتها، لذا وجب التقدير والإشادة وهو ما لمسناه بالفعل رسميا وشعبيا.
خلاصة القول أن مصر والمصريين لن يقبلوا في هذه اللحظة التاريخية الكاشفة من الدول والأشخاص مواقف ضبابية، إما أن تكون مع المصريين ضد التطرف الإرهاب أو تكون مع الإرهاب ضد المصريين، وسيسجل التاريخ وذاكرة المصريين هذه الموقف ولسوف تتعامل الدولة المصرية القوية إن شاء الله مع الدول بناء علي هذه المواقف مستقبلا.
https://www.masress.com/elaosboa/97895
أماطت الحالة المصرية اللثام عن سوءات وعورات العديد من الدول والأفراد ولا يمكن لنا أن نصفها فعلا إلا ب 'الحالة الكاشفة '، إنها حالة لا تحتمل القسمة إلا علي اثنين، إما مع مصرفي حربها علي الإرهاب أو ضدها، لم يعد مقبولا من الشخصيات المصرية ولا الدول أن تقف في مسافة بين الخيارين.. عندما يرفع السلاح في وجه الدوله ويقتل ويروع المواطنين، وتحرق المساجد والكنائس، عندما تنهب المتاحف وتقتحم أقسام الشرطة، عندما تحرق سيارات المطافئ وتمنع من إطفاء نار الفتنة، عندما ترفرف أعلام القاعدة في قاهرة الأزهر.. عندها نحن أمام حالة شديدة الوضح ولا مسمي لها سوي ' الإرهاب ' هذا هو التوصيف الصحيح للحالة لذا لن يقبل المصريون إلا بإجابة واحدة من اثنتين ' مع أو ضد '، وفي هذا الإطار جاء ت بعض المواقف واضحة في كلا الاتجاهين حيث تتزعم فرنسا وتركيا فريقا ضد مصر، وتتزعم السعودية والإمارات الفريق الأخر الداعم لمصر، بينما تقف اغلب الدول في الحالة الضبابية التي تتأرجح إما انتظارا لما تستقر عليه الأوضاع علي الأرض أو لتشعل الموقف من وراء ستار وتدفع بآخرين نيابة عنها ليتقدم الفريق المضاد لمصر.
ولأن موقف السعودية تحديدا يحتاج إلي تأمل كبير ليقدر بحجم هذا الموقف، فأنني أتوقف عنده من زاويتين، الأولي: أن السعودية وهي رائدة العمل الإسلامي وواحدة من أهم رموزه والتي تطبق شرع الله، هي من تقف في وجه جماعة الإخوان التي تصف نفسها بالمسلمين لتقول ضمنا أن هذا ليس صحيح الإسلام، فالإسلام ليس دين فرقة ولا دين حرق وهدم واعتداء وتشويه وسب ولعن، إنما دين وحدة ودين إنتاج وعطاء وإنكار ذات ودعوة إلي الله بالحسني.
ثانيا: أن الموقف السعودي جاء في وقت تتوالي فيه المواقف العالمية المنددة والمتجنية علي مصر فجاء الموقف السعودي كنقطة نظام، وليضع حدا لسلسلة المواقف المتدحرجة ككرة الثلج، ولتعطي أصحاب هذه المواقف وقتا للتفكير.
ويكمن تقديرنا لهذا الموقف من أهميته وصعوبة البالغة لا سيما في هذا التوقيت، فليس كل دولة في حجم ووضع السعودية قادرة علي اتخاذ هذه المواقف المسئولة التي تغلب الصالح العام وتراعي البعدين الديني والقومي، وتري أن درء المفاسد وإطفاء الفتنة مقدم حتما علي جلب المنافع.
فهي ولا شك تعلم أن انحيازها إلي الحق في وقت عزت فيه كلمة الحق سيعرضها لحملة من التشويه والانتقادات، وأيضا ربما عرض مصالحها مع دول عدة إلي الفتور والتصدع، كان بإمكانها أن تقف في المنطقة الضبابية كالآخرين، لكن جاء موقفها رائدا ومتقدما كريادتها، لذا وجب التقدير والإشادة وهو ما لمسناه بالفعل رسميا وشعبيا.
خلاصة القول أن مصر والمصريين لن يقبلوا في هذه اللحظة التاريخية الكاشفة من الدول والأشخاص مواقف ضبابية، إما أن تكون مع المصريين ضد التطرف الإرهاب أو تكون مع الإرهاب ضد المصريين، وسيسجل التاريخ وذاكرة المصريين هذه الموقف ولسوف تتعامل الدولة المصرية القوية إن شاء الله مع الدول بناء علي هذه المواقف مستقبلا.
الثلاثاء، 13 أغسطس 2013
عن الوطن والوطنية أتحدث.. | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
عن الوطن والوطنية أتحدث.. | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
http://www.xn--igbhe7b5a3d5a.com/mt~6673&print=y
https://www.masress.com/elaosboa/96673
أظن انه لا وقت أفضل من هذا الوقت للحديث عن الوطن والوطنية، في ظل غياب مفهوم الوطن وضبابية معني الوطنية لدي بعضا من أبناء هذا الوطن .
http://www.xn--igbhe7b5a3d5a.com/mt~6673&print=y
https://www.masress.com/elaosboa/96673
أظن انه لا وقت أفضل من هذا الوقت للحديث عن الوطن والوطنية، في ظل غياب مفهوم الوطن وضبابية معني الوطنية لدي بعضا من أبناء هذا الوطن .
بإمكان أيا منا أن يكون مواطنا لمجرد انتمائه إلي وطن ما وحصوله علي جنسيته، لكن ليس بإمكان أيا منا أن يكون وطنيا، فهناك فارق شاسع بين المواطن والوطني، قد يكون ذلك مدخلا جيدا إلي الموضوع، فليس كل مصري وطنيا بالمفهوم العام والمتعارف عليه للوطنية، أو علي الأقل أن جانبا من المصريين يختلفون مع باقي الشعب ومؤسساته حول مفهوم الوطنية فلهم مفهومهم الخاص عن الوطنية.
ولا يخفي علي احد من المهتمين بهذا الموضوع من دارسين وباحثين ومتابعين أن الوطن والوطنية لدي الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، لها مفهومها الخاص، فهي لديهم ليست مرتبطة بحدود وجغرافيا وإنما مرتبطة بالعقيدة وقد ذكر ذلك حسن البنا في مقدمة رسائله عندما تحدث عن الوطنية رغم انه حاول أن يوهم الجميع أن مفهوم الوطنية لديهم أعم وأشمل، كما أن مصطلح الوطن في حد ذاته غير معترف به وإن استخدموه علي مضض، فهو مصطلح وافد، دخيل علي الثقافة الإسلامية والاعتراف به هو انبطاح واعتراف ضمني بتفوق وقدرة تلك المصطلحات علي حساب المصطلحات الإسلامية ، إن مفهوم الوطن من منظور جغرافي سيؤدي من وجهة نظر الإسلاميين إلي تفتيت وتشتيت الأمة، لذا هم لا يعترفون بالحدود ويعتبرونها مؤقتة وشكلية وكل وطن في نظرهم مجرد إمارة إسلامية ضمن دولة الخلافة الإسلامية المزمع إقامتها، إنها ستؤدي حتما إلي عزلة وانكفاء كل وطن علي نفسه، وسيكون ولاء كل مواطن للوطن فقط فينكفئ علي ذاته ولا يهتم بشأن باقي إخوانه المسلمين في الأقطار الأخري ، كما أن المواطنة التي تعني تساوي الحقوق والواجبات لمجرد الانتماء للوطن بغض النظر عن الدين يجعل من الممكن أن يولي أمر المسلمين لغير مسلم، أما الوطنية التي هي ولا شك أعمق من المواطنة، فالإنسان يكتسب صفة المواطن بمجرد انتمائه لوطن بينما الوطنية التي هي حب الوطن والاستعداد للبذل من اجله يخشون أن تؤدي إلي أن يكون الولاء للوطن وليس للدين، فيٌقدس الوطن و يصير الحب فيه والبغض لأجله.
هذه هي الإشكالية الحقيقية التي تعاني منها مصر الآن وربما لسنوات عديدة قادمة، غياب مفهوم الوطنية لدي جزء من أبناء هذا الوطن، ففي حين يتبني غالب الشعب المصري وعلي رأسه الجيش المفهوم المتعارف عليه داخليا وخارجيا، ويعتبر أن واجبه الحفاظ كل ذرة رمل من أرضه والحفاظ علي حدوده ومصالحه في الجو والبر والبحر في الداخل والخارج، والحفاظ علي كرامته وكرامة مواطنيه، حتي ولو كان الثمن حياته، يري الجانب الآخر انه لا مانع من التنازل عن جزء من أرضه لحماس أو السودان مثلا باعتبار أن كلها دار الإسلام، هناك فارقا شاسعا بين من تربي علي عشق الأوطان وتغني بها، ومن قال طظ فيها. يتساءل الناس: كيف تأمن الأوطان علي حدودها ومصالحها وأسرارها إن تولي هؤلاء الحكم مع امتداداتهم الخارجية؟
الرسول صلي الله عليه وسلم عندما أجبر علي ترك مكة لم يسبها وإنما قال قولته الشهيرة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت. هكذا يكون حب الأوطان.
إن جهدا كبيرا يجب أن يبذل لإقناع هؤلاء بأن حب الأوطان والذود عنها لا يتعارض أبدا مع صحيح الدين، بل هي من صميم الدين. وأن وطنا آمنا قويا يمكن أن يكون أكثر فائدة وسندا قويا لأشقائه المسلمين من وطن ضعيف ممزق
، وصدق القائل:
الإبل تحن إلي أوطانها، وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلي وكره، وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلي وطنه، وإن كان غيره أكثر نفعاً .
ولا يخفي علي احد من المهتمين بهذا الموضوع من دارسين وباحثين ومتابعين أن الوطن والوطنية لدي الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، لها مفهومها الخاص، فهي لديهم ليست مرتبطة بحدود وجغرافيا وإنما مرتبطة بالعقيدة وقد ذكر ذلك حسن البنا في مقدمة رسائله عندما تحدث عن الوطنية رغم انه حاول أن يوهم الجميع أن مفهوم الوطنية لديهم أعم وأشمل، كما أن مصطلح الوطن في حد ذاته غير معترف به وإن استخدموه علي مضض، فهو مصطلح وافد، دخيل علي الثقافة الإسلامية والاعتراف به هو انبطاح واعتراف ضمني بتفوق وقدرة تلك المصطلحات علي حساب المصطلحات الإسلامية ، إن مفهوم الوطن من منظور جغرافي سيؤدي من وجهة نظر الإسلاميين إلي تفتيت وتشتيت الأمة، لذا هم لا يعترفون بالحدود ويعتبرونها مؤقتة وشكلية وكل وطن في نظرهم مجرد إمارة إسلامية ضمن دولة الخلافة الإسلامية المزمع إقامتها، إنها ستؤدي حتما إلي عزلة وانكفاء كل وطن علي نفسه، وسيكون ولاء كل مواطن للوطن فقط فينكفئ علي ذاته ولا يهتم بشأن باقي إخوانه المسلمين في الأقطار الأخري ، كما أن المواطنة التي تعني تساوي الحقوق والواجبات لمجرد الانتماء للوطن بغض النظر عن الدين يجعل من الممكن أن يولي أمر المسلمين لغير مسلم، أما الوطنية التي هي ولا شك أعمق من المواطنة، فالإنسان يكتسب صفة المواطن بمجرد انتمائه لوطن بينما الوطنية التي هي حب الوطن والاستعداد للبذل من اجله يخشون أن تؤدي إلي أن يكون الولاء للوطن وليس للدين، فيٌقدس الوطن و يصير الحب فيه والبغض لأجله.
هذه هي الإشكالية الحقيقية التي تعاني منها مصر الآن وربما لسنوات عديدة قادمة، غياب مفهوم الوطنية لدي جزء من أبناء هذا الوطن، ففي حين يتبني غالب الشعب المصري وعلي رأسه الجيش المفهوم المتعارف عليه داخليا وخارجيا، ويعتبر أن واجبه الحفاظ كل ذرة رمل من أرضه والحفاظ علي حدوده ومصالحه في الجو والبر والبحر في الداخل والخارج، والحفاظ علي كرامته وكرامة مواطنيه، حتي ولو كان الثمن حياته، يري الجانب الآخر انه لا مانع من التنازل عن جزء من أرضه لحماس أو السودان مثلا باعتبار أن كلها دار الإسلام، هناك فارقا شاسعا بين من تربي علي عشق الأوطان وتغني بها، ومن قال طظ فيها. يتساءل الناس: كيف تأمن الأوطان علي حدودها ومصالحها وأسرارها إن تولي هؤلاء الحكم مع امتداداتهم الخارجية؟
الرسول صلي الله عليه وسلم عندما أجبر علي ترك مكة لم يسبها وإنما قال قولته الشهيرة والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت. هكذا يكون حب الأوطان.
إن جهدا كبيرا يجب أن يبذل لإقناع هؤلاء بأن حب الأوطان والذود عنها لا يتعارض أبدا مع صحيح الدين، بل هي من صميم الدين. وأن وطنا آمنا قويا يمكن أن يكون أكثر فائدة وسندا قويا لأشقائه المسلمين من وطن ضعيف ممزق
، وصدق القائل:
الإبل تحن إلي أوطانها، وإن كان عهدها بها بعيداً، والطير إلي وكره، وإن كان موضعه مجدباً، والإنسان إلي وطنه، وإن كان غيره أكثر نفعاً .
الاثنين، 12 أغسطس 2013
جريدة شباب مصر | جراحة عاجلة لرابعة العدوية
جريدة شباب مصر | جراحة عاجلة لرابعة العدوية:
تتعالى أصوات كانت خافتة ، تتشجع قلوب كانت خائفة ، تتصلب أراء كانت مستحية ، تتسلط ألسنة كانت متلعثمة ، تخرج خفافيش كانت متوارية ، يزداد خطاب الكراهية ، تزداد وتيرة التحريض ، تتسع رقعة الإرهاب ، يفقد التفويض الزخم ، تفتر همم المفوضين ، تحدثهم أنفسهم بسحب التفويض والاعتماد على النفس .. تزداد فرص المواجهة ومزيد من الدماء ..
هذا جانب من آثار التأخير في استخدام التفويض في إجراء عملية استئصال الإرهاب.
مفارز يومية تخرج من قاعدة انطلاق ثابتة مقرها رابعة العدوية ، تقطع الطرق وتروع الآمنين ، تتجه إلى أماكن سيادية في الدولة ، تهز صورة الدولة في عيون الداخل والخارج على حد سواء ، وأنت تتراجع و تسوق لي مبررات واهية من قبيل أن التفويض غير مرتبط بوقت أو أنك لا ترغب في إسالة دماء المصريين ، تحدثني عن حرصك على دماء المصريين ، ونحن معك وربما أكثر حرصا على كل قطرة دم مصرية ، لكن السكوت على هذا الوضع سيؤدي حتما إلى مزيد من الدماء ، فدولة مرتعشة على رأسها صاحب قرار يتخذ قراراته بناء على القيل والقال ويعمل ألف حساب لهذا الطرف أو ذاك ، في الداخل أو الخارج ، دون النظر إلى المصلحة العليا للوطن تكون ولا شك سببا في إسالة المزيد من دماء المواطنين .
إن ازدياد وتيرة التحريض على العنف من تلك المنصات ، وازدياد رقعة الاعتصام ، ويأس المفوضين من استخدامك للتفويض الذي استلمته نيابة عن الدولة وأجهزتها ، يدفعهم إلى مواجهة الخارجين على القانون بأنفسهم مما قد ينجم عنه مزيد من الدماء ..
إن موقف القيادة المصرية الراهن يدعونا إلى التساؤل : هل تساوت القوى على الأرض ، هل أصبحنا دولتين نحتاج إلى وسيط ؟ أما أن الدولة المصرية في مواجه خارجون على القانون ، إن خطأ التوصيف حتما سيؤدي إلى علاج خاطئ ، واعتقد أن قيادة مصر الحالية قد جانبها صواب التوصيف ..
في كل دول العالم عندما يروع الآمنين ، وتقطع الطرق ، وتهدد سلامة البلاد ومنشأتها الحيوية والسيادية ، يكون التوصيف الدقيق " خارجون على القانون " وإن شئت قل " إرهابيون " ومن هنا يمكن أن نستخدم العلاج الصحيح ، لم يقل احد اقتلوهم ولم يناد أحد باستباحة دمائهم ، فهم مصريون ، إنما نريد تطبيق صحيح القانون الذي يحفظ الحقوق ويحقن الدماء ، يحفظ الحق في التظاهر السلمي والمناداة بمطالب قد يراها أصحابها مشروعة ، وحق الآخرين في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون خوف .
نريد استخدام التفويض الممنوح وفق القانون وتوصيفه الصحيح للحالة المصرية التي نحن عليها الآن ، والتعامل مع الأطراف كافة وفق مواده .
إن الوضع المصري الراهن أشبه بطبيب شخص حالة مريضه ، وكان قراره ضرورة إجراء عملية جراحية ، اخذ تعهدا على المريض بعلمه بخطورة العملية وتفويضا منه لإجرائها ، وعندما حصل على التفويض ، تراجع مبررا ، انه لا يريد بمشرطه إسالة نقطة دم واحدة ، وترك المرض يستشري في جسد المريض يوما بعد يوم دون أن يجري له العملية أو حتى يدله على علاج آخر .. ترى : أيسحب المريض التفويض أم ينتظر حتى يموت ؟
إن الشعب المصري الجريح ربما لن ينتظر طويلا على تفويضه ، فإما أن يستعمله الجراح في إجراء جراحة عاجله تعيد له عافيته بإذن الله ، أو سحبه واستحدث طرقا أخرى للعلاج ..
تتعالى أصوات كانت خافتة ، تتشجع قلوب كانت خائفة ، تتصلب أراء كانت مستحية ، تتسلط ألسنة كانت متلعثمة ، تخرج خفافيش كانت متوارية ، يزداد خطاب الكراهية ، تزداد وتيرة التحريض ، تتسع رقعة الإرهاب ، يفقد التفويض الزخم ، تفتر همم المفوضين ، تحدثهم أنفسهم بسحب التفويض والاعتماد على النفس .. تزداد فرص المواجهة ومزيد من الدماء ..
هذا جانب من آثار التأخير في استخدام التفويض في إجراء عملية استئصال الإرهاب.
مفارز يومية تخرج من قاعدة انطلاق ثابتة مقرها رابعة العدوية ، تقطع الطرق وتروع الآمنين ، تتجه إلى أماكن سيادية في الدولة ، تهز صورة الدولة في عيون الداخل والخارج على حد سواء ، وأنت تتراجع و تسوق لي مبررات واهية من قبيل أن التفويض غير مرتبط بوقت أو أنك لا ترغب في إسالة دماء المصريين ، تحدثني عن حرصك على دماء المصريين ، ونحن معك وربما أكثر حرصا على كل قطرة دم مصرية ، لكن السكوت على هذا الوضع سيؤدي حتما إلى مزيد من الدماء ، فدولة مرتعشة على رأسها صاحب قرار يتخذ قراراته بناء على القيل والقال ويعمل ألف حساب لهذا الطرف أو ذاك ، في الداخل أو الخارج ، دون النظر إلى المصلحة العليا للوطن تكون ولا شك سببا في إسالة المزيد من دماء المواطنين .
إن ازدياد وتيرة التحريض على العنف من تلك المنصات ، وازدياد رقعة الاعتصام ، ويأس المفوضين من استخدامك للتفويض الذي استلمته نيابة عن الدولة وأجهزتها ، يدفعهم إلى مواجهة الخارجين على القانون بأنفسهم مما قد ينجم عنه مزيد من الدماء ..
إن موقف القيادة المصرية الراهن يدعونا إلى التساؤل : هل تساوت القوى على الأرض ، هل أصبحنا دولتين نحتاج إلى وسيط ؟ أما أن الدولة المصرية في مواجه خارجون على القانون ، إن خطأ التوصيف حتما سيؤدي إلى علاج خاطئ ، واعتقد أن قيادة مصر الحالية قد جانبها صواب التوصيف ..
في كل دول العالم عندما يروع الآمنين ، وتقطع الطرق ، وتهدد سلامة البلاد ومنشأتها الحيوية والسيادية ، يكون التوصيف الدقيق " خارجون على القانون " وإن شئت قل " إرهابيون " ومن هنا يمكن أن نستخدم العلاج الصحيح ، لم يقل احد اقتلوهم ولم يناد أحد باستباحة دمائهم ، فهم مصريون ، إنما نريد تطبيق صحيح القانون الذي يحفظ الحقوق ويحقن الدماء ، يحفظ الحق في التظاهر السلمي والمناداة بمطالب قد يراها أصحابها مشروعة ، وحق الآخرين في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون خوف .
نريد استخدام التفويض الممنوح وفق القانون وتوصيفه الصحيح للحالة المصرية التي نحن عليها الآن ، والتعامل مع الأطراف كافة وفق مواده .
إن الوضع المصري الراهن أشبه بطبيب شخص حالة مريضه ، وكان قراره ضرورة إجراء عملية جراحية ، اخذ تعهدا على المريض بعلمه بخطورة العملية وتفويضا منه لإجرائها ، وعندما حصل على التفويض ، تراجع مبررا ، انه لا يريد بمشرطه إسالة نقطة دم واحدة ، وترك المرض يستشري في جسد المريض يوما بعد يوم دون أن يجري له العملية أو حتى يدله على علاج آخر .. ترى : أيسحب المريض التفويض أم ينتظر حتى يموت ؟
إن الشعب المصري الجريح ربما لن ينتظر طويلا على تفويضه ، فإما أن يستعمله الجراح في إجراء جراحة عاجله تعيد له عافيته بإذن الله ، أو سحبه واستحدث طرقا أخرى للعلاج ..
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
السبت، 10 أغسطس 2013
قريبا.. النيل مباشر قطر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
قريبا.. النيل مباشر قطر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/96069
نظرا للدور القطري المتعاظم والمؤثر في المنطقة وأهميته في صنع القرار الإقليمي والدولي، كانت قناة النيل مباشر قطر، لنقل كل الفعاليات والأحداث مباشرة من قطر لحظة بلحظة.
بالتأكيد ستتبني القناة وجهة النظر الأخري وتقول ما لا يقال في الإعلام القطري، سوف تعرض لاجتماعات اتحاد علماء المسلمين وأهدافه ولم أسس؟ ومن يدعمه ويقف وراءه؟ ، وطبعا ستتناول القناة حلقات عدة عن الشريعة الاسلامية في قطر وجهود العلامة فضيلة الشيخ القرضاوي في ذلك واستجابة القيادة القطرية بتطبيق شرع الله وإقامة الحدود، سوف تولي القناة أهمية خاصة للتحرر من التبعية الأمريكية وستعرض علاقات قطر بأمريكا، وسيكون من أولوياتها ولاشك الأمن القومي العربي لذا سوف تتناول قاعدة السيلية العسكرية التي توجد علي مقربة من الدوحة كسيف مسلط علي رقاب الدول العربية والإسلامية، سوف تتحدث عن دور قطر في تقسيم السودان وما يشاع عن دعمها اثيوبيا فيما يتعلق بقضية مياه النيل، سوف تستفيض في قضيتنا الأم وهي الصراع العربي الإسرائيلي وعلاقة قطر بإسرائيل، ودعمها للمستوطنات بالأموال القطرية، وستفرد مساحات واسعة لموضوع الساعة ألا وهو الديمقراطية وتداول السلطة، وبالتأكيد أن الديمقراطية وتداول السلطة في قطر سيحتاج الي حلقات وحلقات، ستتناول انقلاب الابن علي ابيه وتسليم السلطة من الأب إلي ابنه وكأننا أمام دولة بلا شعب يجب أن يستشار في أمر مفترض أنه يتعلق به ، أما الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات في دولة ديمقراطية كقطر، سوف تنقلها الكاميرات علي الهواء مباشرة من أنحاء قطر وستظهر لكم النتائج من قاعات الفرز أول بأول، كما ستكون جلسات الصلح الأفغانية بين الحكومة وحركة طالبان والتي تعقد في قطر حاضرة بقوة علي شاشة القناة، وستتناول بالتأكيد علاقة قطر بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، سوف تتحدث عن اخلاقيات القيادة القطرية والعدالة في توزيع الثروة علي الشعب القطري، وما يشاع عن سوء استخدام الأموال القطرية علي نزوات الأسرة الحاكمة، والرشاوي التي باتت مقترنة باسم قطر كتلك التي قُدِمت لاستضافت كأس العالم وخروج محمد بن همام علي إثرها من الفيفا..
باختصار سوف تتناول القناة كل ما يتعلق بالشأن القطري وما اكثره في ظل تنامي الدور القطري وحجم وقدر قطر الحالي والمستقبلي لكن من وجهة نظر أخري.
والقناة تعلم مسبقا ان دولة قطر ستحارب القناة وستضيق عليها وربما اعتقلت العديد من منسوبيها، وعندها سوف نشتكي لطوب الأرض عن حرية الإعلام وتكميم الأفواه ونعلق لافتات كتب عليه بلغات شتي ' الحرية لمنسوبي القناة ' وستتعاطف معنا جهات عديدة من بينها جهات في قطر ذاتها تؤمن بحرية الإعلام وترفض السياسة القطرية في الداخل والخارج وستنضم اليها ايضا مطالبون بالديمقراطية وتداول السلطة في قطر.
قناة داعمة وداعية للإسلام و للحرية والديمقراطية بهذا الشكل ألا تستحق دعم القيادة المصرية حتي نراها قريبا؟
https://www.masress.com/elaosboa/96069
نظرا للدور القطري المتعاظم والمؤثر في المنطقة وأهميته في صنع القرار الإقليمي والدولي، كانت قناة النيل مباشر قطر، لنقل كل الفعاليات والأحداث مباشرة من قطر لحظة بلحظة.
بالتأكيد ستتبني القناة وجهة النظر الأخري وتقول ما لا يقال في الإعلام القطري، سوف تعرض لاجتماعات اتحاد علماء المسلمين وأهدافه ولم أسس؟ ومن يدعمه ويقف وراءه؟ ، وطبعا ستتناول القناة حلقات عدة عن الشريعة الاسلامية في قطر وجهود العلامة فضيلة الشيخ القرضاوي في ذلك واستجابة القيادة القطرية بتطبيق شرع الله وإقامة الحدود، سوف تولي القناة أهمية خاصة للتحرر من التبعية الأمريكية وستعرض علاقات قطر بأمريكا، وسيكون من أولوياتها ولاشك الأمن القومي العربي لذا سوف تتناول قاعدة السيلية العسكرية التي توجد علي مقربة من الدوحة كسيف مسلط علي رقاب الدول العربية والإسلامية، سوف تتحدث عن دور قطر في تقسيم السودان وما يشاع عن دعمها اثيوبيا فيما يتعلق بقضية مياه النيل، سوف تستفيض في قضيتنا الأم وهي الصراع العربي الإسرائيلي وعلاقة قطر بإسرائيل، ودعمها للمستوطنات بالأموال القطرية، وستفرد مساحات واسعة لموضوع الساعة ألا وهو الديمقراطية وتداول السلطة، وبالتأكيد أن الديمقراطية وتداول السلطة في قطر سيحتاج الي حلقات وحلقات، ستتناول انقلاب الابن علي ابيه وتسليم السلطة من الأب إلي ابنه وكأننا أمام دولة بلا شعب يجب أن يستشار في أمر مفترض أنه يتعلق به ، أما الانتخابات وما أدراك ما الانتخابات في دولة ديمقراطية كقطر، سوف تنقلها الكاميرات علي الهواء مباشرة من أنحاء قطر وستظهر لكم النتائج من قاعات الفرز أول بأول، كما ستكون جلسات الصلح الأفغانية بين الحكومة وحركة طالبان والتي تعقد في قطر حاضرة بقوة علي شاشة القناة، وستتناول بالتأكيد علاقة قطر بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، سوف تتحدث عن اخلاقيات القيادة القطرية والعدالة في توزيع الثروة علي الشعب القطري، وما يشاع عن سوء استخدام الأموال القطرية علي نزوات الأسرة الحاكمة، والرشاوي التي باتت مقترنة باسم قطر كتلك التي قُدِمت لاستضافت كأس العالم وخروج محمد بن همام علي إثرها من الفيفا..
باختصار سوف تتناول القناة كل ما يتعلق بالشأن القطري وما اكثره في ظل تنامي الدور القطري وحجم وقدر قطر الحالي والمستقبلي لكن من وجهة نظر أخري.
والقناة تعلم مسبقا ان دولة قطر ستحارب القناة وستضيق عليها وربما اعتقلت العديد من منسوبيها، وعندها سوف نشتكي لطوب الأرض عن حرية الإعلام وتكميم الأفواه ونعلق لافتات كتب عليه بلغات شتي ' الحرية لمنسوبي القناة ' وستتعاطف معنا جهات عديدة من بينها جهات في قطر ذاتها تؤمن بحرية الإعلام وترفض السياسة القطرية في الداخل والخارج وستنضم اليها ايضا مطالبون بالديمقراطية وتداول السلطة في قطر.
قناة داعمة وداعية للإسلام و للحرية والديمقراطية بهذا الشكل ألا تستحق دعم القيادة المصرية حتي نراها قريبا؟
السبت، 3 أغسطس 2013
السعودية.. الوجه الآخر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
السعودية.. الوجه الآخر | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع
https://www.masress.com/elaosboa/95195
العلاقة المصرية السعودية ظلت حجر الزاوية في البناء العربي ورمانة الميزان في نظام إقليمي مستقر وشهدت هذه العلاقات تطورا كبيرا منذ بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902 وحتي وقتنا هذا ، وحرص قادة البلدين علي مدار تلك الحقبة علي نجاح واستقرار وتعظيم تلك العلاقة، وحتي في الفترات التي شابتها بعض الشوائب واختلافات الرأي حرص قادة البلدين أن يظل الخلاف عند مستوي معين كخط أحمر لا يتعداه، وإذا كان المصريون قد ساهموا بشكل كبير في بناء وإعمار المملكة فإن المملكة قد قدمت مساعدات كبيرة لمصر في ظروف دقيقة مرت عليها، ولعل من أبرزها ما قدمته المملكة إبان أزمة تمويل السد العالي حيث منحت مصر 100 مليون دولار، كما كان لها دورا ماديا ومعنويا في حرب أكتوبر وموقف الملك فيصل رحمه الله وسلاح البترول الذي استخدمه في تلك الحرب ضد كل من لا يدعم الموقف العربي، وحتي في زمن مبارك تعرضت مصر لأزمات مادية عديدة وكانت السعودية دائما حاضرة دون أن تعلن وتمن علي المصريين بذلك، وعندما سقط مبارك ورغم تعاطف كثير من السعوديين مسئولين ومواطنين مع الرجل من باب ارحموا عزيز قوم ذل و بسبب كبر سنه، وخشية علي مصر ذاتها من الوقوع في الفوضي، فإنها لم تتدخل في الشأن المصري واحترمت خيارات وإرادة الشعب ودعمت الثورة وأعلنت عن حزمة مساعدات ووصل بالفعل عدة ملايين من الدولارات إلي مصر، وأودعت السعودية مبلغ مليار دولار في البنك المركزي المصري في 2 يونيو من العام 2012 وقامت بتحويل 500 مليون دولار لشراء سندات خزانة مصرية في 4 يونيو من نفس العام ولم تنقطع الاستثمارات السعودية ولم تنخفض وبلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر نحو 27 مليار دولار خلال عام 2012، وفقًا لتقديرات 'مجلس الأعمال المصري – السعودي.
و حتي عندما تطاول عليها البعض من خلال التعرض لسفارتها في القاهرة بسبب قضية الناشط الحقوقي ' احمد الجيزاوي ' الذي ألقي القبض عليه بمطار الملك عبد العزيز بجده وبحوزته كمية من الأقراص المخدرة، لم تتشنج وإنما تعاملت مع القضية بهدوء وحكمة وسحبت السفير للتشاور كنقطة نظام و رسالة موجه لمن بهمه الأمر في مصر، ثم سرعان ما أعادته بعد زيارة بعض الشخصيات العامة للرياض ولم تتمادي في ذلك.
وفي ثورة مصر الثانية في 30 يونيو، بادرت السعودية بالإعلان مرة أخري عن انحيازها إلي خيارات الشعب المصري، ووقفت في ظهر الشعب المصري ومن خلفه قواته المسلحة داعمة لهما لإعادة الاستقرار إلي مصر بعد أن شعرت بحسها القومي أن مصر وصلت إلي حافة الفوضي وأوشكت أن تدخل مستنقع الاقتتال الداخلي، في وقت ظلت القوي الإقليمية تنتظر ما سيحدث علي الأرض لتحديد موقفها.
ورغم أن السعودية تمتلك من الأدوات الكثير ماديا وإعلاميا ودينيا ورصيدا ضخما من العلاقات الدولية التي يمكن أن تسخرها لتثبيت مناطق نفوذ لها علي الأرض في مصر وخلق لوبي تستخدمه وقتما تشاء كما فعل البعض، إلا أنها لم تفعل ذلك لأنها تعلم قدر وقيمة مصر لذا فإنها تتعامل مع مصر الشريك من منطلق الاحترام المتبادل، ومن منطلق حب لهذا الشعب الذي ساهم كثيرا في نهضة المملكة وإعمارها والذي تستضيف علي أراضيها ما يزيد عن 2 مليون مواطن منه.
اقول هذا الكلام لأننا بدأنا نسمع هذه الأيام بعض الأصوات النشاز التي تطال من السعودية بعد وقفتها الجريئة مع مصر بغية إثنائها عن مساندة الشعب المصري، هذه الأصوات هي نفسها التي راهنت علي قطر، ولم تعلم ان سبب فشلها أنها راهنت علي المعدن الردئ والوجه القبيح المستغل الذي يتاجر بكل شئ لتحقيق مصالح ضيقة بأي ثمن وبأي وسيلة ولو علي حساب الأمن القومي المصري ودماء المصريين، لم يردعهم رادع لا ديني ولا أخلاقي ولا اعتبار عندهم إلا تنفث الكراهية والحقد الذي جثم علي صدورهم تجاه مصر وشعبها، هؤلاء الذين ارادوا ان يشتروا تاريخا علي حساب مصر وظنوا أن المال وحده يمكن أن يصنع تاريخا.
وإذا كانت قطر تحديدا تمثل الوجه الردئ للعروبة، فإن السعودية هي وجه العروبة الآخر الذي يمثل الوجه العربي الأصيل الذي يدعم ولا ينتظر، الذي يعطي بلا مقابل، الذي يبذل ولا يعلن ولا يتبع العطاء بمن ولا أذي.
في بلاد الحرمين يطلقون علي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لقبين أحدهما: فارس العروبة، والثاني: ملك الإنسانية، وكلاهما ينصهران ليشكلا ملامح الرجل حيث الوجه العربي الأصيل ونبل الفارس الإنسان ومن خلفه تقف أمه بحجم السعودية تعلي المبادئ والقيم وتترفع عن المصالح الضيقة.
اتوقع في الأيام القليلة القادمة ان تقوم السعودية بدعم معنوي اخر لمصر من خلال زيارة مسئول سعودي كبيرلمصر لتخفيف الضغط الدولي عن القيادة المصرية الجديدة وجيشها العظيم، وإرسال رسالة للعالم كله ان السعودية الي جوار شقيقتها مصر تدعم خارطة الطريق التي طالب بها شعب مصر ودعمها جيشه العظيم.
https://www.masress.com/elaosboa/95195
العلاقة المصرية السعودية ظلت حجر الزاوية في البناء العربي ورمانة الميزان في نظام إقليمي مستقر وشهدت هذه العلاقات تطورا كبيرا منذ بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902 وحتي وقتنا هذا ، وحرص قادة البلدين علي مدار تلك الحقبة علي نجاح واستقرار وتعظيم تلك العلاقة، وحتي في الفترات التي شابتها بعض الشوائب واختلافات الرأي حرص قادة البلدين أن يظل الخلاف عند مستوي معين كخط أحمر لا يتعداه، وإذا كان المصريون قد ساهموا بشكل كبير في بناء وإعمار المملكة فإن المملكة قد قدمت مساعدات كبيرة لمصر في ظروف دقيقة مرت عليها، ولعل من أبرزها ما قدمته المملكة إبان أزمة تمويل السد العالي حيث منحت مصر 100 مليون دولار، كما كان لها دورا ماديا ومعنويا في حرب أكتوبر وموقف الملك فيصل رحمه الله وسلاح البترول الذي استخدمه في تلك الحرب ضد كل من لا يدعم الموقف العربي، وحتي في زمن مبارك تعرضت مصر لأزمات مادية عديدة وكانت السعودية دائما حاضرة دون أن تعلن وتمن علي المصريين بذلك، وعندما سقط مبارك ورغم تعاطف كثير من السعوديين مسئولين ومواطنين مع الرجل من باب ارحموا عزيز قوم ذل و بسبب كبر سنه، وخشية علي مصر ذاتها من الوقوع في الفوضي، فإنها لم تتدخل في الشأن المصري واحترمت خيارات وإرادة الشعب ودعمت الثورة وأعلنت عن حزمة مساعدات ووصل بالفعل عدة ملايين من الدولارات إلي مصر، وأودعت السعودية مبلغ مليار دولار في البنك المركزي المصري في 2 يونيو من العام 2012 وقامت بتحويل 500 مليون دولار لشراء سندات خزانة مصرية في 4 يونيو من نفس العام ولم تنقطع الاستثمارات السعودية ولم تنخفض وبلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر نحو 27 مليار دولار خلال عام 2012، وفقًا لتقديرات 'مجلس الأعمال المصري – السعودي.
و حتي عندما تطاول عليها البعض من خلال التعرض لسفارتها في القاهرة بسبب قضية الناشط الحقوقي ' احمد الجيزاوي ' الذي ألقي القبض عليه بمطار الملك عبد العزيز بجده وبحوزته كمية من الأقراص المخدرة، لم تتشنج وإنما تعاملت مع القضية بهدوء وحكمة وسحبت السفير للتشاور كنقطة نظام و رسالة موجه لمن بهمه الأمر في مصر، ثم سرعان ما أعادته بعد زيارة بعض الشخصيات العامة للرياض ولم تتمادي في ذلك.
وفي ثورة مصر الثانية في 30 يونيو، بادرت السعودية بالإعلان مرة أخري عن انحيازها إلي خيارات الشعب المصري، ووقفت في ظهر الشعب المصري ومن خلفه قواته المسلحة داعمة لهما لإعادة الاستقرار إلي مصر بعد أن شعرت بحسها القومي أن مصر وصلت إلي حافة الفوضي وأوشكت أن تدخل مستنقع الاقتتال الداخلي، في وقت ظلت القوي الإقليمية تنتظر ما سيحدث علي الأرض لتحديد موقفها.
ورغم أن السعودية تمتلك من الأدوات الكثير ماديا وإعلاميا ودينيا ورصيدا ضخما من العلاقات الدولية التي يمكن أن تسخرها لتثبيت مناطق نفوذ لها علي الأرض في مصر وخلق لوبي تستخدمه وقتما تشاء كما فعل البعض، إلا أنها لم تفعل ذلك لأنها تعلم قدر وقيمة مصر لذا فإنها تتعامل مع مصر الشريك من منطلق الاحترام المتبادل، ومن منطلق حب لهذا الشعب الذي ساهم كثيرا في نهضة المملكة وإعمارها والذي تستضيف علي أراضيها ما يزيد عن 2 مليون مواطن منه.
اقول هذا الكلام لأننا بدأنا نسمع هذه الأيام بعض الأصوات النشاز التي تطال من السعودية بعد وقفتها الجريئة مع مصر بغية إثنائها عن مساندة الشعب المصري، هذه الأصوات هي نفسها التي راهنت علي قطر، ولم تعلم ان سبب فشلها أنها راهنت علي المعدن الردئ والوجه القبيح المستغل الذي يتاجر بكل شئ لتحقيق مصالح ضيقة بأي ثمن وبأي وسيلة ولو علي حساب الأمن القومي المصري ودماء المصريين، لم يردعهم رادع لا ديني ولا أخلاقي ولا اعتبار عندهم إلا تنفث الكراهية والحقد الذي جثم علي صدورهم تجاه مصر وشعبها، هؤلاء الذين ارادوا ان يشتروا تاريخا علي حساب مصر وظنوا أن المال وحده يمكن أن يصنع تاريخا.
وإذا كانت قطر تحديدا تمثل الوجه الردئ للعروبة، فإن السعودية هي وجه العروبة الآخر الذي يمثل الوجه العربي الأصيل الذي يدعم ولا ينتظر، الذي يعطي بلا مقابل، الذي يبذل ولا يعلن ولا يتبع العطاء بمن ولا أذي.
في بلاد الحرمين يطلقون علي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لقبين أحدهما: فارس العروبة، والثاني: ملك الإنسانية، وكلاهما ينصهران ليشكلا ملامح الرجل حيث الوجه العربي الأصيل ونبل الفارس الإنسان ومن خلفه تقف أمه بحجم السعودية تعلي المبادئ والقيم وتترفع عن المصالح الضيقة.
اتوقع في الأيام القليلة القادمة ان تقوم السعودية بدعم معنوي اخر لمصر من خلال زيارة مسئول سعودي كبيرلمصر لتخفيف الضغط الدولي عن القيادة المصرية الجديدة وجيشها العظيم، وإرسال رسالة للعالم كله ان السعودية الي جوار شقيقتها مصر تدعم خارطة الطريق التي طالب بها شعب مصر ودعمها جيشه العظيم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)