الاثنين، 24 فبراير 2014

الإضرابات العمالية في مصر بين الحق والواجب " بقلم : محمد صالح رجب "


الإضرابات العمالية في مصر بين الحق والواجب " بقلم : محمد صالح رجب "
عادت أخبار الإضرابات العمالية في مصر إلى صدارة المشهد من جديد ، شركة غزل المحلة رائدة صناعة المنسوجات والتي تضم أكثر من 23000 عامل تقود قطار الإضرابات ، هذه الإضرابات تشكل عبء مادي ومعنوي على حكومة مصر ، وبالرغم من الظروف الاقتصادية التي تعاني منها مصر حاليا ، تحاول الحكومة أن تمنع شرر هذه الإضرابات من التطاير حتى لا تمتد إلى أماكن وقطاعات أخرى ، فتارة تعطي وعود وأخرى تعطي دفعات وكليهما مسكنات سرعان ما ينتهي مفعولها ، ليصحو العمال على سراب ، ويعودوا إلى إضرابهم من جديد أكثر نقمة على حكومة لا تف بالوعود ، يعودون بسقف أعلى من المطالب مدفوعين في ذلك بأصحاب مصالح سياسية وغير سياسية ، مصالح لجماعات تحارب الدولة بشتى الوسائل وأفراد باعوا الوطن بحفنة من النقود ، جماعات المصالح تؤجج وتغذي هذه الإضرابات مستفيدة بهذا الأداء المتردي للحكومة، مما يجعل الحكومة أمام طريقين : إما تستجيب صاغرة لهذه المطالب ، فتقد هيبتها ، ويطمع آخرون في قلوبهم مرض ، فيخرجون للحصول على ما حصل عليه المضربون في سلسلة غير منتهية من المطالب، أو عدم الاستجابة على الإطلاق مما يعطي فرصة للدخلاء وأعداء الوطن لتأجيج تلك الإضرابات والاستفادة منها سياسيا أو ماديا  .
على الحكومة أن تكون على قدر المسئولية وأن تعيد للدولة هيبتها في عيون أبنائها وفي القلب منهم العمال من خلال الشفافية في تعاملها معهم ،عليها أن تجلس معهم وتشرح لهم الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد وواجبهم الوطني المنتظر ، عليها ألا تعد إلا بما تستطيع الوفاء به وأن تف بما تعهدت به ،ولا تنبطح أمام مطالب غير مشروعة،وعلى عمال مصر الشرفاء أن يقدروا الظرف التاريخي الذي تمر به مصر الآن ، فإذا كان الإضراب حق لهم فإن الواجب الوطني يفرض عليهم ألا يُستغلوا من أحد ، ولا يكونوا أداة بيد أحد لطعن الدولة المصرية ،عليهم أن يُحسنوا اختيار الوقت المناسب لعرض مطالبهم ، وأن يأخذوا في الاعتبار الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد والحالة الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد المصري الآن .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق