السبت، 8 فبراير 2014

عفوا دكتور نافعه | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

عفوا دكتور نافعه | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

https://www.masress.com/elaosboa/135634

عفوا دكتور نافعه

نشر في الأسبوع أونلاين يوم 09 - 02 - 2014

لن أقف عند بنود مبادرة المصالحة التي طرحها دكتور حسن نافعه مؤخرا والتي ساوي فيها بين الشعب المصري وبين فصيل خارج عن الجماعة الوطنية ووصفهما بطرفي الصراع، ولا حتي عند أشخاص هذه المبادرة والتي تثار الشبهات بشأن كثير منهم، ولن أتحدث عن جدوي المصالحة مع فصيل اختار العنف كوسيلة للحصول علي ما يراه حقا شرعيا له، هذا العنف الذي تسبب في ترويع الآمنين، واستباحة الدماء، والإضرار بالدولة سياسيا واقتصاديا طيلة الفترة التي أعقبت 30 يونيو، وإنما سوف أتحدث عن توقيت تلك المبادرة وشخص مطلقها، فلم يقدم دكتور حسن تلك المبادرة إبان اعتصام رابعة العدوية عندما كان هذا الفصيل في أوج قوته، إنما قدمها الآن، قدمها عندما لفظ الشعب سلوكيات هذا الفصيل وأصبح الصدام ليس مع الدولة وحدها وإنما مع الشعب، قدم د كتور نافعه مبادرته بعد أن بدأت الجماعة تتآكل داخليا وتحاصر دوليا وتنهك ماديا، قدمها عندما اتجهت الأمور تدريجا نحو الاستقرار، واقتربت خارطة الطريق من استحقاقها الثاني وقبل الأخير، هذا التوقيت يثير حفيظة كثير من المتابعين، الذين يتساءلون عن مغزي هذه المبادرة في هذا التوقيت، وعن علاقة دكتور نافعه بهذا الفصيل، ولا يستطيع المتابع للشأن المصري أن يفصل بين هذه المبادرة وبين شخص مقدمها وعلاقته بهذا الفصيل رغم الحيثيات التي استرسل فيها وصاغها بعناية ليطمس أثر تلك العلاقة، ليقفز إلي الذهن حدثا مر عابرا علي المصريين وقت حدوثه، لتستدعه الذاكرة الآن لمزيد من التأمل والتدبر، هذا الحدث رغم أن كثيرا من الصحف ذكرته في حينها إلا أن أحدا وقتها لم يتوقف أمامه طويلا، حدث ذلك قبل أن يتقدم الإخوان بخيرت الشاطر ومحمد مرسي كمرشحين للانتخابات الرئاسية الماضية، حيث ذكرت صحف عدة أن الدكتور حسن نافعه الناشط السياسي، وأستاذ العلوم السياسية الذي أعلن اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية دخل دائرة اهتمامات جماعة 'الإخوان المسلمين' من أجل دعمه كمرشح يحمل قدرا من التوافق الشعبي يؤهله للمنافسة في سباق الرئاسة. بل أكثر من ذلك ذكرت الصحف أن حزب الحرية والعدالة بعد أن أبدا دعمه للدكتور نافعه جس نبض حزب النور لدعمه من خلال عرض مواقفه السابقة المساندة للتيار الإسلامي في عهد النظام السابق من خلال كتاباته ونشاطه السياسي، ولم ينف دكتور نافعه هذه الأخبار بحسب الصحف وقتها، بل أبدا سعادته بأن يدخل ضمن دائرة اهتمام الإخوان. 
هذا الموقف وربطه بمبادرة دكتور نافعه والتي يري فيها البعض محاولة لإخراج هذه الجماعة من مأزقها ومنحها قبلة الحياة للعودة والثبات في وجه الدولة، هذا الربط ولا شك يضع الرجل في مرمي سهام الشك، وحتي لا يسترسل أحد في هذا الاتجاه، عليه أن يخرج علي الشعب وأن يوضح له حقيقة علاقته بالإخوان، ومغزي هذه المبادرة في هذا التوقيت. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق