الخميس، 6 فبراير 2014

أحقا مصر في حاجة إلي رئيس؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

أحقا مصر في حاجة إلي رئيس؟ | محمد صالح رجب | بوابة الأسبوع

أحقا مصر في حاجة إلي رئيس؟
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 07 - 02 - 2014

رؤساء عدة تعاقبوا علي حكم مصر ولم تحدث الطفرة المنشودة ولم تترك مصر مقعدها في العالم الثالث وتنتقل إلي مصاف الدول المتقدمة، بل علي العكس تراكمت المشاكل حتي صارت مستعصية علي الحل، وحتي بعد الثورة، جاءنا رئيس آخر، أطلق عليه 'الرئيس المنتخب' ولم يحقق هو الآخر شيئا، وتبين أن المشروع الذي جاء به وانتخبه الناس من أجله ما هو إلا ' فنكوش'، فثار الشعب عليه وعزله، ثم جاءنا رئيس آخر ولأنه كما قيل مؤقت فلم ينتظر المصريون منه شيئا، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ونحن علي أعتاب انتخابات رئاسية جديدة: هل نحن في حاجة إلي مجرد رئيس؟ 
في انتخابات الرئاسة الماضية تقدم مرشحون عدة إلي منصب رئيس الجمهورية كل منهم كان من الممكن أن يكون رئيسا لمصر، وقتها انتقدت وبقوة جميع المرشحين، وشككت في قدرة أي منهم علي إدارة شئون البلاد بالشكل الملائم وإحداث الطفرة المطلوبة، فأي منهم لم يكن يعلم المطلوب منه، حيث تقدمت الانتخابات الرئاسية علي الدستور، و لم يُعرف شكل نظام الحكم، أهو رئاسي أم برلماني أم مختلط، ولم يُعرف مهام وواجبات منصب رئيس الجمهورية، فكيف لراغب في النجاح أن يتقدم لشغل منصب ما دون أن يعرف ما له وما عليه، كيف له أن ينجح في أداء مهامه وهو بالأساس لا يعرف ما هي تلك المهام، هؤلاء عينة من رؤساء مصر السابقين والمحتملين. فهل نحن في حاجة إلي رؤساء من قبيل هؤلاء؟
الآن وقد أُعتمد الدستور وعرف المصريون شكل نظام الحكم وواجبات ومهام رئيس الجمهورية القادم، علينا أن نستفيد بالوقت و لا نعطي ثقتنا لمن ثبت فشله في المرحلة السابقة ونبحث عن وجوه وطنية شابة مؤهلة، قادرة علي الإنجاز، قادرة علي اتخاذ القرارات الرشيدة، نمنحها الفرصة الكاملة، ونلتف حولها، ونعمل معها للخروج بمصر من تلك المرحلة.
إن الظروف التي تمر بها مصر الآن تجعلنا نبحث بعناية عن زعامة حقيقية، تقود البلاد في المرحلة المقبلة، مصر ليست في حاجة الآن إلي رئيس بقدر حاجتها إلي قائد برتبة زعيم، يكون قادرا علي حشد الناس حوله، والعبور بالبلاد من منطقة الرمال المتحركة التي تعصف بها إلي منطقة أكثر أمنا و استقرارا حيث دولة القانون والمؤسسات تمهيدا لتحقيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.
وقبل الحديث عن المواصفات التي يجب أن نبحث عنها في زعيم مصر القادم وبعيدا عن الأسماء علينا أن نؤكد علي حقيقة مفادها أن كل المصريين سواء، ومن تتوافر فيه هذه المواصفات فهو مؤهل لقيادة الأمة في هذه المرحلة بصرف النظر عن خلفيته أكانت مدنية أم عسكرية، لأن الدستور تكفل بمدينة الدولة، أما ما يعنينا في المتقدم لشغل منصب رئيس الجمهورية أن يكون وطنيا بالمقام الأول، بما يعني انه مصري لأسرة مصرية مشهود لها بالوطنية ليس لأي من أفرادها ارتباطات خارجية ' من جنسية أو ارتباط بتنظيمات ذات امتدادات خارجية ' قد تؤثر علي مصالح البلاد، وأن يكون مؤهلا بدنيا وعلميا ويمتلك من المهارات الشخصية والخبرات العملية ما يمكنه من أداء مهامه بكفاءة عالية في ظل بيئة عمل جد قاسية، مثل هذا الزعيم يجب أن يكون قادرا علي التعامل مع الآخرين والعمل معهم، قادرا علي اختيار فريق عمل مناسب للمرحلة لتنفيذ برنامجا طموحا قابلا للتحقيق من خلال آليات مبتكرة تخترق الأزمات المصرية المزمنة، ويجب أيضا أن يكون قادرا علي اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، قادرا علي قراءة وتحليل المشهد الداخلي والخارجي وأن يكون صبورا واسع الصدر حاسما متي تطلب الأمر ذلك.
قد يبدوا ألأمر صعبا، فصفات كتلك ربما لا تتوافر مجتمعة في شخص بعينه، كما أن شعبا تُمثل الأمية فيه نسبة الثلث لا يمكن له أن يفاضل بين المرشحين بناء علي تلك الصفات، وهنا يأتي دور النخبة التي يجب عليها أن تقود المجتمع بأمانة نحو من تتوفر فيه القدر الأكبر من تلك الصفات، لتظفر مصر بزعيم يليق بها، يكون قادرا علي تلبية طموحات المصريين.
مصر الآن ليست في حاجة لمجرد رئيس يدير شئونها، مصر في حاجة إلي قائد وطني برتبة زعيم يمتلك صفات المواجهة والقدرة علي الحسم ليعبر بمصر من دولة الأفراد إلي دولة القانون و المؤسسات.
 https://www.masress.com/elaosboa/135194https://www.masress.com/elaosboa/135194

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق