الرئيس القاتل | بوابة الأسبوع:
في لقطة وصفت بالطريفة ، تمكنت ذبابة من الوصول إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقتلها عمدا على مرأى ومسمع من الناس .. أتخيل لو حدثت تلك الواقعة في مصر وكان بطلها الرئيس المصري ، لقامت الدنيا حينها ولم تقعد ، ولأحدثت جدلا واسعا على مواقع التواصل ولتلقفتها وسائل الإعلام المرئي والمسموع وخصصت لها برامج التوك شو مساحات واسعة ولنشبت معركة بين المحللين والخبراء الإستراتيجيين ولطالب العسكريون منهم بمعرفة كيفية وصول الذبابة إلى الرئيس ومن يقف خلفها ومحاسبة المسئول عن هذا الخلل، ليتهمهم آخرون بمحدودية النظرة ، إذ أن الأمر يتعدى الجانب الأمني إلى البيئة والصحة بشكل عام وأن دخول ذبابة واحدة يعني أن آلافا لم تتمكن من الدخول الأمر الذي يهدد الصحة العامة ويستوجب المساءلة القانونية للمعنيين بالنظافة والبيئة عموما .. ليدخل الحقوقيون على خط الأزمة من خلال استنكارهم لتربص الرئيس بالذبابة والقسوة التي تعامل بها معها ، ليرد عليهم آخرون أن الرئيس كان في حالة دفاع شرعي عن النفس وأنه لا يجب أن تأخذنا شفقة ولا رحمة بالإرهابيين .
وفي الوقت الذي سيبدي فيه البعض امتعاضه من التصرف المقزز للرئيس ويتساءل عن مدى تأثيره على صورة البلاد في الخارج سنرى من يلقي باللائمة على مخرج اللقاء والطاقم الفني ، كان بإمكانهم تجاهل اللقطة ورفع الحرج عنا جميعا ، ليقاطعهم آخرون : نحن في عصر الشفافية ، ثم أن الرئيس بدا على طبيعته وأظهر قدرا كبيرا من البساطة ، ولم لا وهو من الشعب ، من البسطاء، يشعر بهم ويتصرف على سجيته مثلهم ....
غيض من فيض لجدل كان سيستمر طويلا ، وينتهي بدموع مذروفة على ما آل إليه حالنا ، لكن شيئا من هذا لم يحدث والسبب " ببساطة " أن الحادثة لم تقع على الأراضي المصرية وأن القاتل هو الرئيس الأمريكي وليس المصري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق