الاثنين، 21 مارس 2016

الأزمة السورية .. وسياسة حافة الهاوية " بقلم : محمد صالح رجب "

 رغم دعمها الكبير للنظام لم تكن روسيا تحلم بأكثر من دور ما ولو هامشي في الأزمة السورية ، تلكأ الإدارة الأمريكية في الحسم حافظ على هذا الحلم لكن خطأ الحليف التركي بإسقاط الطائرة الروسية  عزز الحلم الروسي  وأتاح له نشر قواته على الأراضي السورية مما أربك الخطط الأمريكية وغير من موازين القوى على الأرض وحرم أمريكا وحلفاءها من الميزة النسبية التي كانوا يتمتعون بها ، تدارك الأمر و العودة إلى الوضع السابق بات أمرا عسيرا على أمريكا ، الانسحاب من الملف السوري هو تسليم بالخسارة ، كما أن الصدام مع الجانب الروسي الذي أحسن انتشاره وعزز حصونه على  الملعب السوري أمر غير مأمون العواقب في ظل عقلية بوتن "المندفع" والغير متوقَّع الأفعال ، تحاول أمريكا تدارك الأمر من خلال مفاوضات تحفظ لها ماء الوجه لكن التسوية تعني وجود الأسد ولو إلى حين وهو أمر غير مقبول من اللاعبين الإقليمين ، لكنه يبقى الحل الأفضل لأمريكا فهو يجنبها الصدام المباشر مع بوتن ويحفظ لها ماء الوجه ويحد من المذابح في سوريا والتي أضحت وصمة عار على جبين الأسرة الدولية كما أنه سيفضي بعد فترة انتقالية إلى رحيل الأسد ، غير أن اللاعب الروسي ومن منطلق وضعه الجيد على الأرض سيماطل حتى يحقق اكبر مكاسب ممكنه لفرض شروطه في التفاوض ، ومع مرور الوقت وتحسن موقف النظام السوري على حساب المعارضة مؤكد سيولد ذلك غضبا لدى المعارضة و داعميها الإقليمين وهذا ما حدث بالفعل و دفع بالمعارضة للانسحاب من جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف ، تضغط  أمريكا من اجل منع المفاوضات من الانهيار ويحاول جون كيري أن يضع حدا للقصف الروسي و تقدم قوات النظام وان يتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين لضمان العودة السريعة للمفاوضات والمضي قدما في الحل السلمي .
غير أن الفشل في هذه المساعي وتذمر الحلفاء الإقليمين وضغطهم للتدخل البري قد يدفع أمريكا في نهاية المطاف إلى التخلي عن حذرها واللجوء إلى سياسة "حافة الهاوية " في مواجهة الدب الروسي انتظارا لردة فعله فإما انصاع وعاد لقواعد اللعبة وحافظ على توازن القوى على الأرض تمهيدا لإطلاق عملية السلام  أو واصل تمرده على الهيمنة الأمريكية وأعلنها مذبحة ربما امتد أثرها خارج الملعب السوري .. 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق