الأحد، 20 مارس 2016

حماس والرسائل المصرية القطرية " بقلم : محمد صالح رجب "


تناثرت أخبار عن خطوات تتخذها حماس من أجل ترميم العلاقة مع القاهرة قد تصل في مداها إلى الانفكاك ـ ولو ظاهريا ـ عن جماعة الإخوان المسلمين الأم "بمصر" على غرار ما فعله إخوان الأردن ، غير أن التصعيد الأخير بإعلان وزير الداخلية المصري عن تورط حماس في جريمة اغتيال النائب العام هشام بركات يطرح سؤالا حول مدى هذا التصعيد : أهو مؤقت أم انه خطوة ستتبعها خطوات ؟
انخراط حماس في الشأن المصري غير خاف على أحد غير أن النار التي تحت الرماد لا تخرج إلى السطح إلا لتوجيه رسائل متبادلة بين القاهرة والدوحة ، من المؤكد أن الدوحة التي نقلت مؤخرا إلى حماس 14 مليون دولار بمعرفة إسرائيل ـ كما صرح بذلك النائب سمير غطاس ـ  لم تفعل ذلك حبا في الإخوان ولا دعما للمقاومة ضد إسرائيل ، وأن الإخوان بالنسبة إليها مجرد ورقها متاحة تستخدمها لتحقيق حلمها في دور قيادي في المنطقة على حساب أدوار لدول قيادية على رأسها مصر ، تحاول قطر منازعة مصر في ملفي القضية الفلسطينية والأمانة العامة للجامعة العربية ، والمتابع للأحداث من المؤكد سيربط بين توقيت هذا التصعيد وبين جولة المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والتي استضافتها الدوحة مؤخرا والتي سارعت حماس بعدها لطمأنة القاهرة أنها لازالت الراعي لملف المصالحة الفلسطينية ، كما أنه غير بعيد عن المساومة المحتملة مع قطر حول المرشح المصري القادم لتولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا للدكتور نبيل العربي .
ثمة رسائل متبادلة بين القاهرة والدوحة عبر حماس ، ظني أن القاهرة وهي التي طعنت في الحكم باعتبار حماس جماعة إرهابية ستكتفي من خلال هذه الرسالة بتمرير مرشحها لأمانة الجامعة العربية مع الإبقاء على النار تحت الرماد حتى إشعار آخر .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق