الجمعة، 30 ديسمبر 2016

قراءة سريعة في رواية عمارة يعقوبيان للأديب علاء الأسواني - محمد صالح رجب

في رواية " عمارة يعقوبيان  " طغى الجانب المعرفي على المتعة والتشويق ،ففي حين قدم #علاء_الاسواني وجبة معرفية دسمة ومعلومات بدأت من تاريخ #عمارة_يعقوبيان  وبانيها وقد كان يريدها مميزة على الطراز الاوربي لطبقة سكانية بعينها الى سلوك الطبقة الشعبية التي احتلت العمارة بديلا عن الطبقة الاستقراطية وكيف انهم يخجلون من ذكر اسماء زوجاتهم في حين لا يخجلون من ذكر ادق تفاصيل علاقتهم الحميمية مرورا بهذا الكم الهائل من المعلومات عن عالم الشواذ وكذا الجماعات الاسلامية،معلومات مهمة تضمنتها الرواية منها ماهو تاريخي كتاريخ العمارة والحي ومنها ماهو تنظيمي كما هو الحال بالنسبة للجماعة الاسلامية ومنها ماهو سياسي كالحالة السياسية في مصر وانتشار الرشو ة والفساد،الخلاصة كم معرفي كبير على حساب الامتاع والتشويق ،رابط واحد بين شخصيات الرواية وهو #العمارة فكان اختياره للإسم موفقا للغاية ، فالعمارة تجمع كل هؤلاء ومن خلالها سرد الكاتب التحولات الاجتماعية التي شهدتها #مصر من بروز طبقة جديدة هي طبقة رجال الاعمال على حساب  الطبقة الاستقراطية جمع الكاتب في العمارة فئات مختلفة من المجتمع منهم الاستقراطي الذي انحدر به الزمن كزكي بيه واخته دولت ومن الطبقة الجديدة لرجال الاعمال الذين دخلوا الساحة بالطرق الغير قانونية مثل عزام ،جمع بين الاسلامي(طه)والمسيحي(ملاك)جمع البنت البسيطة بثينة والبواب وابنه طه والخياط المسيحي..اكبر قدر من الشخصيات جمعتهم العمارة بشكل او اخر وظفها الاسواني ليرصد تحولات المجتمع المصري بعد #ثورة_يوليو التي لم تخلو الرواية من وجهة نظر الكاتب فيها ووجهة نظره عموما فيما يراه  حكما عسكريا ، مشهد قتل " الضابط" وقتل "طه"  ما هو إلا حلقة من حلقات الصراع المستمر بين القوتين الاكبر على الساحة كما يرى الكاتب..الرواية واسلوبها ومحتوها تتفق وشخصية علاء الاسواني ذو النزعة السياسية ، لذا قد ﻻ تمتعك الرواية جماليا لكنها بالتأكيد تشبعك معرفيا وفكريا..
 " محمد صالح رجب  "

الخميس، 29 ديسمبر 2016

روسيا لأردوغان " شكرا لخدماتكم الجليلة " - بقلم : محمد صالح رجب


لم يكن يخطر ببال أردوغان حين أسقط الطائرة الروسية أنه يضع حدا لسطوع نجمه الذي برز بعد دغدغة مشاعر المسلمين بموقفه الحاد تجاه إسرائيل ، فإسقاط الطائرة لم يلق به من جديد في أحضان إسرائيل فحسب ، وإنما وضع حدا لدور عسكري كبير كان يعول عليه كثيرا في سوريا ،كما أدى إلى وضع حد لتفوق المعارضة التي يدعمها وتهميش الدور الأمريكي بشكل كبير خشية من مواجهات مباشرة مع الروس بعد أن ثبتوا أقدامهم في سوريا وعززوا تواجدهم العسكري ونشروا دفاعاتهم على الأراضي السورية ..
وبعد أن أحسنت موسكو استغلال هذه الخدمة الجليلة التي لم تكن تحلم بها وجنت ثمار هذا الحادث سريعا لم يكن هنالك مشكلة في عودة العلاقات الروسية التركية بعد هذا الحادث ، وهو ما حدث بالفعل ، كان التنسيق في أعلى مستوياته حتى أن وزير الدفاع الروسي " سيرغي شويغو " صرح لاحقا أن عملية تحرير حلب تمت بالتنسيق الوثيق مع تركيا وإيران ،الأمر الذي لم تنفه تركيا على الأقل حتى الآن .. وفي ظل هذه العلاقات الودية وانشغال العالم بحلب ومأساة حلب والتي لا تتجزأ عن مأساة سوريا كلها يُقتل السفير الروسي " أندريه كارلوف " في تركيا ، وخشية من رد الفعل الروسي تسارع أنقرة إلى نفي التهمة عنها وإلصاقها برجل الدين التركي " فتح الله غولن " المتواجد على الأراضي الأمريكية في محاولة مبطنة لاستنهاض أمريكا وجرها لمساندتها في مواجهة الروس ، كما لم يفوتها الإيحاء لدى الروس أن دولا تريد أن النيل من العلاقة التركية الروسية في إشارة إلى أمريكا ، لكن الأمر لم ينطو على أمريكا التي سارعت بنفي هذا الاتهام ولا على الروس الذين صرحوا انه من السابق لأوانه إلصاق التهمة بأحد قبل الانتهاء من التحقيقات ..

قَتل السفير الروسي جاء قبل يوم واحد من محادثات كانت مقررة بين روسيا وإيران وتركيا حول الأزمة السورية ، لتدخل تركيا مفاوضات غير متكافئة في غياب أمريكي وعربي ، تدخلها بعين منكسرة ، تلملم شتاتها ، تقدم التنازلات على أمل ترميم تبعات ذلك الحادث وترضية الروس ، فلم تتعرض من قريب أو بعيد لمسألة رحيل الأسد ، ووافقت بمحادثات جديدة موازية لجنيف في كازاخستان في محاولة روسية للابتعاد قليلا عن جنيف وتبعاتها ، من جانبها تلقت روسيا الخبر بهدوء كبير ودخلت المفاوضات في الوقت الذي لم يوارى جثمان سفيرها الثرى ، فقط منحته أعلى وسام روسي والتقت مع تركيا على مائدة المفاوضات ولسان حالها يردد " شكرا اردوغان لخدماتكم الجليلة "..

كفانا قتل وخراب - محمد صالح رجب


الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

لا يا سيادة الرئيس.. " بقلم : محمد صالح رجب " - المشهد

لا يا سيادة الرئيس..  " بقلم : محمد صالح رجب "
ما فعله الإخوان بمصر لا ريب كبير ومن الطبيعي أن تتوجس الدولة ومن خلفها الشعب منهم خيفة ، غير أن الخيفة والحذر هذان يجب ألا يتحولا إلى رعب ، كما يجب ألا يتحول الإخوان إلى شماعة يُعلق عليها كل فشل ، يجب أن نحترم عقلية المواطن ، مواطن اليوم غير مواطن زمان ، وعقلية مواطن اليوم التي شكلتها التقنيات الحديثة غير ذي قبل ومن ثم لا يجب أن تُستخدم معه وسائل وأساليب تخطاها الزمن ، أسلوب الترهيب لإخراس الألسن وطمس حقائق بات يعلمها القاصي والداني لم يعد مقبولا مع مواطن اليوم ، لم يعد مقبولا أن يرهب مسئول كبير مواطنا استغل فرصة وجوده ليشكو له غلاء أسعار السكر فيتهمه " بغضب " بأنه " إخوان " بما يعني أنه إرهابي ، لم يعد مقبولا أن يُقصَى طالب حصل في الثانوية العامة على مجموع 98.3 %  من الكلية الحربية بعد أن اجتاز كل الاختبارات المقررة لأن له قرابة ولو من بعيد بإخواني، ما ذنب هذا الطالب وأسرته ولم تحرم الدولة نفسها من الكفاءات؟ وهل سيعفى هذا الطالب من فترة التجنيد الإلزامي بسبب صلة القرابة هذه ؟! ، وماذا لو قرر أهل الطالب التقدم إليكم بإعفاء الطالب وكل ذويه من فترة الخدمة العسكرية الإلزامية استنادا لتلك القرابة التي وثقتموها ؟ ماذا لو قرر المواطن شكوى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد  بتهمة السب والقذف ؟!
لا يا سيادة الرئيس .. ما هكذا ينبغي أن تتعامل الدولة مع مواطنيها في هذا العصر ولا يجب البتة أن تستغل الدولة حنق المصريين على الإخوان في خلق مظلوميات ، التوسع في إلصاق تهمة " الإخوان " بالمواطنين للترهيب أو للتهرب من المسئوليات وتبرير الفشل أو التقاعس عن أداء واجب أو للإقصاء وإفساح المجال لذي واسطة ، أمر جد ضار بالدولة الجديدة التي تسعى و يسعى معك المصريون إليها .. لن تكون مصر " قد الدنيا " كما تريد يا سيادة الرئيس إلا بالعدل وان شئتم ـ سيادتكم ـ  العدل فعليكم بالتخلص سريعا من موروث العقاب الجماعي المتمثل في سياسة " السيئة تعم " واستبدالها بقول الله تعالى " لا تزر وازرة وزر أخرى" ، إن شئتم العدل يا سيادة الرئيس وباعتبار أنه لا احد فوق القانون يجب أن يُتخذ إجراء ما ضد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لاتهامه مواطن دو سند أو دليل أو حتى على الأقل أن يرد المحافظ للمواطن اعتباره ويقدم له اعتذارا علنيا ..






الأحد، 18 ديسمبر 2016

عشان ابن عمده !! - محمد صالح رجب



محمد العمدة البرلماني السابق والإعلامي بقناة مصر 25 الغير مأسوف عليها تقدم مؤخرا بمبادرة تهدف إلى أعادة جماعة الإخوان لصدارة المشهد السياسي في مصر مرة أخرى والعودة بالبلاد إلى نقطة الصفر ، العمدة تبنى مطالب الإخوان وإن تراجع خطوة للوراء بعدم طرح عودة مرسي واعتبار فترة حكم السيسي " أربع سنوات " مرحلة انتقالية .
محمد محمود علي حامد ظن أنه لكونه ابن "العمدة " كما يطلق عليه فهو يحق له أن يرتدي عباءة العمدة ويجلس في دوار العمدة ، ويقدم مبادرات جائرة باسم العمدة لنصرة الخارجين على القانون على حساب الناس التي انكوت بنارهم !
كيف يثق هؤلاء الناس فيك ـ يا ابن العمدة ـ وقد كنت شريكا لمن آذوهم ؟ كيف يقبلون منك وقد اتهمتهم بأبشع التهم ؟
 لم ينس الناس ما اقترفته بحقهم وحق الوطن سواء في رابعة أومن خلال شاشة مصر 25 يوم كنت تعتلي المنصات وتجلس في دوارك تبث سموم الحقد والكراهية تجاه مخالفيكم الرأي ، لا زال محفورا في أذهان الناس وصلة رقصك مع خميس على منصة رابعة ، ولا زلنا نتذكر قولتك الشهيرة للمعتصمين في رابعة أنهم على الحق ومن أضير منهم فهو شهيد ومناهضي شرعية مرسي على الباطل وإذا أضير منهم أحد فهو في جهنم ويئس المصير ، لازلت ذاكرة الناس حاضرة وأنت تحرض ضد المحكمة الدستورية ، وتدعو على قادة جبهة الإنقاذ وتطلب بحرقة أن يؤمن المعتصمون خلفك وأنت تدعو عليهم بأن ينتقم الله منهم ، وأن يجعلهم آية وعبرة ، وألا يبلغهم رمضان ، لقد اتهمت كل مناهضي من وصفته بالرجل الصالح مرسي بأنهم ضد الدين ، وكأن الملايين التي خرجت ضد الرجل كانت كلها ضد الدين، وألبست الخلاف السياسي ثوب الدين فألهبت حماس المعتصمين ودغدغت عواطفهم لكراهية هؤلاء الناس ، هؤلاء الناس الذين حرضت عليهم ، هؤلاء الناس الذين هددت برفع راية الجهاد ضدهم ، لم ينسوا لك هذا وإن صمتوا، لكنك على ما يبدو مصر على استفزازهم ونبش جرحهم والخروج بهم عن صمتهم بطرحك عودة الإخوان من جديد من خلال هذه المبادرة التي ادعيت زورا وبهتانا انك تريد من خلالها عودة الديمقراطية ، وكأن دستورا لم يستفت عليه في مصر وكأن انتخابات رئاسية شهد لها العالم لم تقم .
هؤلاء الناس وهم في أوج غضبهم منك لن يسبوك ولن يصفوك بما وصفت بعضهم به ، ولن يحرضوا عليك ، ولن يضعوك في خانة أعداء الدين ويدعوا عليك كما فعلت معهم ، و إنما سيدعون لك بالهداية ، لعل الله يهديك يا ابن الـ..عمدة .



الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

آخر مرة " قصة قصيرة " للكاتب : محمد صالح رجب

http://www.arabworldbooks.com/authors/mohammed_ragab.htm

آخر مرة
كل شيء كان على حاله ..” التورتة ” وقد غرس فيها أربع شمعات ، الزينة التي تبطن أرجاء المكان ، الإضاءة الخافتة.. كل شيء كما كان منذ ساعات عدة إلا هي ..
أخذت تجوب المنزل ذهابا وإيابا ، تارة تشد أسارير وجهها ,وأخرى تصك إحدى يديها في باطن الأخرى كما لو كانت تتوعد شخصا ما .. كآبة موحشة تغلغلت بين جوانحها ، نار ملتهبة اضطرمت في صدرها ، شعور بالحنق سيطر عليها ..
نظرت إلى الساعة ، لقد تعدت التاسعة ـ مساءً ـ ولم يعد حتى الآن ، بل أنه لم يكلف نفسه ويرفع سماعة الهاتف ويتصل بها .. لم يتملكها إحساس بالضعف مثلما هي عليه الآن ، كانت تشعر أنها كما لو كانت قطعة أثاث كتلك المنتشرة بين ربوع المنزل .
انزوت إلى أحد الأركان ، جلست القرفصاء .. كانت كالتائهة ، تتلفت كمن يبحث عن شيء ما ، احتضنت ساقيها بين ذراعيها .. جالت بعينيها المكان ، لم تر إلا صورا لأشباح .. غربة تأصلت في أعماقها ، استحضرت صورة أمها وكأنها تشير إليها بأصابع الاتهام .. عندما كانت تشكو لها تأخره ، كانت تختلق لها الأعذار كما كانت تفعل من قبل مع أبيها .. لكنها سرعان ما عاودت تلقي اللوم على نفسها فهي ـ وليست أمها ـ التي كانت تقابل أعذاره دائما بابتسامة ، بل وتترك نفسها لكلماته تنساب إلى أغوارها ، حتى إذا ما فرغ تفتعل حدة مدللة : لا تأخذني بكلامك المعسول هذا ـ أعمل حسابك ـ هذه آخرة مرة تتأخر فيها ولن أقبل منك أي عذر بعد الآن ..
ويذوب تحذيرها وسط كلماته العذبة التي يغدق بها عليها .. لكن .. لن يحدث ذلك هذه المرة .. ـ هكذا همست لنفسها ـ .. تخ بداخلها شعور بالتمرد تراكمت رواسبه عبر السنوات الأربع التي قضتها معه ، أطرقت برأسها تفكر .. كانت لا تدري ماذا تفعل تحديدا ؟! لكنها كانت مصرة على أن تفعل شيئا ما ..
انتبهت إلى صرير الباب وزوجها يدخل ، استجمعت قواها ، شحنت نفسها ، ونهضت واقفة في شموخ مصطنع ..شعر أنه تأخر أكثر مما ينبغي ، خمن ما يمكن أن يحدث فأسرع بتقديم هديته ، وكلماته الرقيقة تنساب رقراقة كجداول الماء ، فتح الهدية ثم قدمها : كل عام وأنت بخير .. منذ عرفت أنها أعجبتك صممت أن أشتريها لك حتى لو كانت في المريخ ..
خافت أن تفضحها ابتسامتها هذه المرة أيضا ، تماسكت في تحد وإصرار ، لكنها لم تستطع أن تبتعد في ذلك كثيرا ، فقد راحت كلماته تزيل كل العوائق التي وضعتها ، وتحلق بها في عالم آخر، بعيدا عن عالم الماديات ، ولم تشعر إلا بشفتيها وهي تنفرج عن ابتسامتها المعتادة وهي تردد :أنا سوف أعتبرها آخر مرة ، ولن أقبل منك أي أعذار بعدها ..
(تمت)